في جائزة الترشيد «من أجل غدٍ أفضل»

17 ألف طالب وطالبة «قيد التوجيه».. حفاظاً على الماء والكهرباء

ت + ت - الحجم الطبيعي

التطور الاقتصادي السريع والنمو الكبير في مختلف القطاعات الذي تشهده دولة الإمارات، ساهم في زيادة الطلب واستهلاك الموارد الطبيعية، وقد شهدت إمارة دبي في السنوات القليلة الماضية ارتفاعاً هائلاً في الطلب على الماء الكهرباء. فدعت الحاجة إلى جهود إضافية بقصد الترشيد، ولذا أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي، جائزة الترشيد تحت اسم «من أجل غدٍ أفضل» بالشراكة مع منطقة دبي التعليمية، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية فيها، والتي تستهدف 17 ألف طالب وطالبة من مدارس دبي المختلفة.

 واحدة من هذه المدارس، مدرسة الخليج الوطنية الخاصة، التي حرصت على الاحتفاء بأفضل الممارسات العملية للحد من استهلاك الكهرباء والمياه، والعمل على خفض معدلات الهدر، فالجائزة تركز على المبادرات الجماعية والكبيرة، كما تبرز أيضاً الجهود الفردية التي يبتكرها الطلبة أو المعلمون.

التواصل والتعاون بين الجهات الحكومية المختلفة والمدارس، أمر ضروري كما يراه عروة عبدالكريم رئيس قسم اللغة العربية بمدرسة الخليج الوطنية، وهو من أهم الوسائل وأفضلها في تغيير حياة الطالب إلى الأفضل، لاسيما شريحة الأطفال في الحلقات الدراسية الأولى التي تتأثر سريعاً بورش العمل وما يندرج تحتها من استخدام الألعاب والرسم والمهارات الأخرى.

ودورها في غرس أنماط سلوكية صحيحة سواء في ترشيد استهلاك المياه والكهرباء أو غيرها، مشيراً إلى أن براءة الطفولة كثيراً ما تحرج أولياء الأمور، عبر تصويب بعض الأطفال أخطاء ذويهم وإرشادهم إلى طرق الاستخدام الصحيحة.

 برامج تطبيقية

وتثني فداء فارس معلمة لغة عربية في الخليج الوطنية، على جائزة الترشيد والبرنامج الذي أطلقته هيئة كهرباء ومياه دبي، وتؤكد أن الأطفال في هذه السن يحتاجون فعلياً إلى برامج تطبيقية، لافتة إلى أنه يمكن تصويب وتغيير كثير من الممارسات عند الأطفال، عن طريق المحاضرات وورش العمل والفعاليات التطبيقية، إلى جانب الوسائل النظرية المختلفة.

وهو ما حدث واقعاً بفعل أحد البرامج الخاصة بالقراءة الذي نظمته المدرسة، والذي حقق نتائج إيجابية كثيرة منها: زيادة كبيرة في أعداد الكتب المستعارة من المكتبة، ومبادرة أولياء الأمور بزيارة المدرسة والتعرف على الكتب والقصص المناسبة لأطفالهم.

 وترصد الطالبة فاطمة يوسف، الكثير من الممارسات الخاطئة لدى الطالبات، منها ترك صنبور المياه مفتوحاً، وهو ما شاهدته مرات عدة في دورة المياه بالمدرسة، لافتة إلى أن وفد هيئة الكهرباء والمياه الذي زار المدرسة، طرح أسئلة تتعلق بالاستخدامات اليومية للمياه، وتسرد الضرورات الواجب اتباعها طوال اليوم، مثل شرب ثمانية أكواب من المياه يومياً، مفيدة بأنها أعجبت كثيراً بالهدايا التي نالتها، والمكتوب عليها الطرق الصحيحة لاستخدام المياه.

أما الطالب فيصل محمد، فيلاحظ أن كثيراً من الطلبة عندما يريدون أن يشربوا تجدهم يملأون الكوب بالماء ولا يستهلكون نصفه، ويُسكب ما تبقى من الماء على الأرض دون مبالاة، موضحاً أن من الأخطاء الشائعة الأخرى التي يرتكبها الطلبة، ترك صنبور المياه مفتوحاً أثناء تنظيف الأسنان، وملئ حوض الاستحمام بالمياه أيضاً.

17 مليون درهم

 

حققت جائزة الترشيد التي أطلقتها هيئة كهرباء ومياه دبي، بالتعاون مع منطقة دبي التعليمية وهيئة المعرفة والتنمية البشرية، في دورتها السابعة، نتائج متقدمة من حيث معدل توفير استهلاك الكهرباء والمياه، إذ تمكنت الجائزة في فئات المؤسسات التعليمية والطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية من توفير استهلاك الكهرباء بنسبة 12% وخفض استهلاك المياه بمعدل 28% مقارنة بنتائج استهلاك العام 2011 ـ 2012.

ونجحت فئة المستهلكين من سكان المنازل في توفير 10% من معدل استهلاك الكهرباء، و44% في استهلاك المياه. واستطاعت الفئات المشاركة في الجائزة توفير 28.14 مليون كيلوواط ساعة من الكهرباء، و123.15 مليون جالون من المياه، الأمر الذي ساهم في خفض 17 ألف طن من الانبعاثات الكربونية، وتوفير 17.4 مليون درهم.

Email