سلوكيات الطلبة السلبيـة.. تمحوها قبضة من وسط العصا

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفوضى والمشاكسة وعدم الالتزام؛ سلوكيات تتكرر كثيراً في ساحات المدارس. تردع قوانين ولوائح المدرسة بعضها، ويتطلب علاج بعضها الآخر خبرة وحنكة من قبل المعلمين والإداريين.

ومن منطلق المثل القائل «لا تكن ليناً فتعصر ولا يابساً فتكسر»، يجب على المعلم أن يكون صارماً وفي الوقت نفسه متسامحاً، فالعنف اللفظي والصرامة أصبحت مرفوضة من قبل الطلبة ولم تأتِ بثمار نرجوها.

كما أن التساهل من دون وضع خطوط وقيود قد يولد العديد من التجاوزات، لذا نجد أن هناك مدارس تمكنت من تهذيب سلوكيات الطلبة وقلصت نسبتها إلى الوضع الطبيعي، فيما تعاني أخرى من كثرة تجاوزات الطلبة التي أصبحت خارج نطاق السيطرة.. في السطور التالية نتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى ذلك وبعض طرق التصدي لها.

 يقول سلمان أحمد وكيل مدرسة، إن الطلبة ينحدرون من بيئات مختلفة، تتعدد فيها السلوكيات والتصرفات، فبعضهم يرضخ للنصائح، والبعض الآخر يتطلب واقعه معالجة واهتماماً حتى يتخلص من السلوكيات الشائكة التي تضره في المقام الأول وتؤثر على البيئة الدراسية حتماً، مشيراً إلى أن تساهل المعلم والتغاضي عن السلبيات الصغيرة حين مشاهدتها يشجع الطلبة على الاستمرار، إضافة إلى أن الخشونة قد تثير في نفس الطالب الإصرار والتحدي على ممارستها.

وأضاف إن أساليب التربية الحديثة وضعت معايير جديدة لعلاج السلوكيات والتصرفات الخاطئة سواء كانت فردية أم جماعية، لافتاً إلى أن هناك طلبة يتصرفون بسلبية ويسعون إلى فرض هيبتهم ومكانتهم بين الطلبة، وخصوصاً في فترة المراهقة، ويمكن تجاوز ذلك بعدم المبالاة بهذه التصرفات، خصوصاً إن كان تأثيرها يقتصر على مثيرها.

وهذا يشعر الطالب أن تصرفاته في غير محلها، ولم تأتِ بالإثارة والشهرة التي كان يسعى لها، وبالتالي تضعف وتتلاشى. يؤيده في ذلك جاسم آل علي سكرتير مدرسة، الذي يؤكد أهمية إبراز الطالب ذي السلوكيات الحميدة ليكون قدوة لزملائه في الفصل الدراسي والمدرسة.

ومن المحبب أن يذكر اسمه في الفصول الدراسية الأخرى، إضافة إلى تكريم الطلبة ذوي السلوكيات والتصرفات الحسنة في الطابور المدرسي، ووضع أسمائهم وصورهم في مجلة حائط المدرسة، لافتاً إلى أن ذلك سيعزز من سلوكيات الطلبة الآخرين، خصوصاً .

وأن الطلبة في مرحلة المراهقة يبحثون عن الشهرة ويفضلون البروز والظهور. وفي السياق ذاته يشير محمد إسماعيل اختصاصي اجتماعي إلى أن بعض الطلبة قد يتوقف عن السلوكيات السلبية التي يمارسها فور معاتبته وتنبيهه إلى ذلك، وتجد غيرهم لا يرضخون بسهولة، وهنا لابد أن تدخل حنكة المعلم وسياسته من خلال منح الطالب بعض المسؤوليات الصفية والتي تشعره بفاعليته في المدرسة، والسعي لإيجاد صداقة معه خارج الحصة الدراسية، مؤكداً أن الحل الأمثل لجميع سلوكيات الطلبة، المعالجة بطريقة إيجابية والابتعاد عن العنف بشتى أنواعه.

Email