في «أم سقيم».. الرماية وركوب الخيل للطالبات ولمن يرغب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأنشطة في المدرسة سلاح الطلبة للانخراط في المجتمع بهيئة ملؤها الثقة والتفاؤل والإصرار، وأداة للاحتفاظ بمهارات عدة تؤهلهم لتخطيط مستقبلهم ومواجهة الصعوبات التي تعترض سبيلهم باقتدار، ووقود للحفاظ على متانة العلاقة التي تربطهم بمدرستهم ومعلميهم. كما أن لها مردوداً إيجابياً ينعكس على تنشئة الأجيال بقدر قد يوازي التعلم أحياناً..

ذلك ما لمسناه من زيارتنا لمدرسة أم سقيم النموذجية للبنات في دبي، التي حولت ساحاتها إلى مراكز متخصصة لممارسة أنسب الهوايات والأنشطة، في مقدمتها تدريب الطالبات على ركوب الخيل في اسطبل خيول حقيقي، والرماية، وتخصيص بعض مرافق المدرسة لممارسة مهن وحرف قديمة وحديثة.

 مديرة المدرسة نورة سيف المهيري، أوضحت أن المدرسة تولي الأنشطة اهتماماً كبيراً، وتحرص على تأسيس طالباتها بما يخدم مستقبلهن، من خلال تنمية هواياتهن وتوسيع آفاقهن الفكرية والعلمية بواسطة البرامج والأنشطة المتوفرة فيها، وذلك لبناء شخصية طلابية متكاملة، بالإضافة إلى رفع مستويات الأداء لديهن، والارتقاء بمهاراتهن الدراسية والحياتية.

مشيرة إلى أن تدريب الطالبات على ركوب الخيل يعوّدهنّ على الاعتماد على أنفسهن، وغرس ملامح الثقة والقيادة وحب النظام في داخلهن.وأشارت إلى أن إنشاء اسطبل للخيول في المدرسة لم يكن أمراً سهلاً، لكن إرادة المدرسة في غرس ثقة الفروسية وحب الخيل في نفوس طالباتها كانت دافعاً في اجتهادها وإصرارها لتحقيق ما تصبو إليه، وذلك اقتداءً بتعاليم الدين الحنيف، وانسجاماً مع دعم القيادة الرشيدة لهذه الرياضة التراثية الأصيلة.

لمن يرغب

وأوضحت أن هذه الفعاليات الرياضية النوعية، استحوذت على تفكير معظم الطالبات، لاسيما الرماية وركوب الخيل، وهو ما أدى في فترة قياسية إلى تلاشى سمة الغياب بين الطالبات، في الوقت الذي تشكو فيه الكثير من مدارسنا غياب طلبتها المتكرر، لافتة إلى أن تعليم ركوب الخيل لم يقتصر على الطالبات وحدهن.

فهناك إقبال كبير على تعلم هذه الهواية من قبل أولياء أمور الطالبات وبعض أفراد المجتمع، والمدرسة تشرّع أبوابها في الفترة المسائية أمام الراغبين في تعلم الفروسية، وتقدم دروساً نظرية لمن يرغب، بوجود مدربين محترفين.

 ثقة ودافعية

وفي السياق ذاته، أكدت ليفيا الجابي مدربة الخيول أن الفروسية والرماية استهوت العديد من الطالبات، اللواتي تميزن في هذه الممارسات الرياضية التراثية بشكل احترافي.

وتأهلن للمشاركة في عدد من البطولات ضمن فئة الناشئين في هذه الهواية، لافتة إلى أن الطالبات أظهرن رغبة كبيرة في تعلم الفروسية وعدد من المهارات، وأمسى ارتباطهن بالخيول تماماً كما علاقة الفارس بفرسه، وكذلك دفعتهن الفروسية للعودة إلى المدرسة في الفترة المسائية للتدريب على ركوب الخيل والعناية بها.

 تأثير مباشر

من جانبها قالت الطالبة علياء محمد إن تعلمها للفروسية صقل شخصيتها بالعديد من السمات الإيجابية، أبرزها تعزيز الثقة في النفس، وزيادة الدافعية نحو الدارسة والتميز، مشيرة إلى أنه لا صعب في هذه الحياة ما دام الإنسان يثق بقدراته، ويمتلك العزيمة لتحقيق المراد، ولك ما أدركته بعدما تعلمت الفروسية، فيما كانت تعتقد سابقاً أنها من الأمور الصعبة، لا سيما على الفتاة.

أما الطالبة ميرة ماجد فأضافت أن تعلم الفروسية يشعر الفرد بأهمية التوازن والتركيز في تفاصيل الحياة، كذلك يمنحه شعور التميز الذي يغذي الثقة، ويدفع عزيمة الشخص إلى تحقيق الأفضل، فضلاً عن الشعور بالسعادة والمتعة بهذه الرياضة الجميلة.

البحر والحدائق

تزخر مدرسة أم سقيم النموذجية، بالعديد من الأنشطة التي تجعل العملية التربوية التعليمية أكثر متعة، إذ أن هناك أنشطة متنوعة تمارسها الطالبات حسب ميولهن.. ففي كل ركن فيها تجد طالبات منهمكات بتجارب غير تقليدية، تراهن يبدعن في الخياطة والطبخ، ويتفننّ في التطريز والتصميم والعديد من الحرف اليدوية.

إضافة إلى ذلك فإن المدرسة تخصص بعض الأيام للدراسة بعيداً عن أسوارها، فتوفر أياماً دراسية بحصص مجدولة وواقعية، في الحدائق وعلى شواطئ البحر. هذا بدوره، كما تقول نورة سيف، يتيح الفرصة لعلاج الكثير من المشكلات النفسية التي تعاني منها بعض الطالبات كالشعور بالخجل، أو العزلة والانطواء، لأن اندماج الطالبات مع زميلاتهن في الأنشطة يساعدهن على التخلص من هذه الملامح السلبية.

Email