في جميرا النموذجية.. «توليفة» تعلمية بين الرحلات والمواد الدراسية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

التفكير التربوي السليم في تبني رحلة ما، يحتم على أصحابه حصر الأهداف والنتائج المترتبة، والتساؤل في ما إذا كانت هذه الرحلة حقاً فاعلة ومؤثرة في تنمية قدرات ومهارات الطلبة، وذلك أبسط المطلوب. أما مدرسة جميرا النموذجية للتعليم الأساسي في دبي، فقد استحدثت خطة علمية منتظمة في جانب الرحلات، تقوم على أساس الربط بين المواد الدراسية المختلفة، وتخدم الهدف الأسمى للمنهاج، لتحقيق أبعاد علمية بعيدة المدى. فمستوى اللغة العربية لدى الطالبات بلغ مرتبة عليا، ومستوى اللغة الإنجليزية إلى حد كبير، فضلاً عن اكتساب مهارات ومصطلحات علمية من وحي لغة العصر.

 

هيره سيف المهيري مديرة المدرسة، توضح أن الزيارات العلمية لابد أن تتوازى مع منهاج علمي حقيقي، وذلك ما حرصت عليه المدرسة بربطها سلسلة من الرحلات بمواد الطلبة ومناهج اللغة الإنجليزية والعلوم واللغة العربية. وتضيف المهيري إن رحلة الطالبات إلى مدينة «مصدر» مثلاً، كانت من أفضل الرحلات، بحكم قرب موضوعها مما يدرسنه طالبات الصف السادس في مادة العلوم، اللواتي قدمن خلالها مواضيع إنشائية متميزة في مادة اللغة العربية، مشيرة إلى أن ما يزيد على خمس مدارس اطلعت على المشروع، واستنسخته للشروع في تطبيقه خلال السنوات المقبلة.

 

خلاصة واختراعات

وتشير عائشة بن طوق معلمة اللغة العربية ومشرفة الرحلات، إلى معرض أقيم نهاية هذا الفصل، لتقديم خلاصة الرحلات وعرض الاختراعات من صنع الطالبات.

وتضيف: إن الرحلات ساهمت في تنمية شخصية الطالبات وصقل المواهب العلمية، وزادت من سعة أفق الطالبات وتفاعلهن مع المجتمع، وكشفت عن القيادات بين الطالبات، وأبرزت جوانب مهمة في التحاور مع فئات المجتمع، لافتة إلى أن الطالبات تقدمن باقتراح إلى هيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا» بإقامة مدينة كمصدر للطاقة البديلة.

أما فاطمة الحمادي معلمة مادة العلوم، فتوضح أن إحدى القضايا التي يتناولها منهاج العلوم، هي سلبيات وإيجابيات الطاقة البديلة، وزيارة مدينة «مصدر» كانت على المحك القريب من وحدات الكتاب. وتشير إلى أن ترسيخ المعلومة تدرج في البحث عن المعلومات أولاً، والاستشهاد بمواد مرئية وعرضها في المعرض، مؤكدة أن إقامة التجارب أكثر ما حبذته الطالبات فضلاً عن الرحلات العلمية.

 

سوق العمل

وتلفت الحمادي إلى أن هذه الزيارات تحاكي اهتمامات الطالبات وتساعد على توجيههن نحو تطلعات الدولة واحتياجاتها في سوق العمل.

لغة الحوار لدى الطالبة مريم علي، في مادة اللغة العربية، أصبحت ممكنة إلى حد كبير، وذلك نتيجة نقاشها باللغة العربية الفصحى في حصة مخصصة لما استشفته من الرحلات، وعرضه بواسطة الحاسب الآلي، فضلاً عن كتابة مشاهداتها في الرحلة وتوثيقها عبر مطوية أعدتها لزوار المعرض. وتؤكد من جهة أخرى أنها استطاعت توليد الطاقة عن طريق الليمون والبرتقال، في حين فشلت تجارب سابقة في نجاح ذلك كما استنتجت أنه كل ما ارتفعت نسبة الحموضة زادت قوة الطاقة.

 

ذاكرة علمية

وتقول الطالبة علياء سليمان إن الزيارات تقوي الذاكرة العلمية، وتكشف أسراراً جديدة في كل مرة، وقد أدركت في إحدى رحلاتها العلمية أن المباني في الإمارات والمنازل، من الأفضل أن تطلى باللون البني المتناغم مع الطبيعة، كي لا تبرز آثار الغبار على جدرانها، ومن الأجدى تمويج المباني لتنحسر موجات الغبار القوية عنها أثناء اضطراب الأجواء الفصلية، إضافة إلى تلطيف الجو بزراعة النباتات والأشجار.واستطاعت الطالبة حوراء أحمد إعادة تدوير البطاريات منتهية الصلاحية بوضعها في ماء حرارته نحو 100 درجة، لمدة نصف ساعة.

وتؤكد حوراء أن الرحلات العلمية كان لها الأثر في التعرف على أهمية الطاقة المتجددة ودورها في التقليل من المخاطر البيئية الناجمة عن استخدام مصادر الطاقة الناضبة، منوهة إلى أنها ساهمت كذلك في التعرف على كيفية التقليل من كمية ثاني أكسيد الكربون والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

ولعل أهم ما جنته الطالبة فاطمة عبدالله من الرحلات والمعرض معاً، القدرة على التحدث بطلاقة مع زوار المعرض باللغة العربية الفصيحة واللغة الإنجليزية أيضاً. وعلاوة على ذلك، كسب لغة حوار قوية نتيجة التفاعل مع شرائح مختلفة، منها الشخصيات التي تقابلها الطالبات أثناء الزيارات، إلى جانب وفود وزوار المعرض.

 

 

 

 

قالب جاهز

 

 

القالب العلمي في المدارس الحكومية «جاهز» على حد تعبير شيخة صالح معلمة اللغة الإنجليزية، على خلاف آلية التعليم في المدارس الخاصة، وهي تؤكد أن ربط المناهج بالرحلات يحفز الطلبة نحو التعلم، واتخاذ هذه الرحلات كنشاط يعزز من لغة الطالب الإنجليزية، وإجادة لغته الأم إلى جانب استخدام الوسائل التقنية في عرض خلاصة الرحلة.

وتشير إلى أن الطالبات كسبن مصطلحات علمية باللغة الإنجليزية، وهذا الأمر يتماهى مع المناهج الأخرى. وتؤكد أنه على هامش المعرض في نهاية الفصل، أُسدل الستار على أهم خمسة اختراعات للطالبات، وكرمت الإدارة صاحبات المشاريع تحفيزاً لهن من أجل بذل جهود أعلى في السنوات الدراسية المقبلة.

Email