مشاريع وإنجازات علمية وتطبيقية تحت مظلة «دوبال»

إعادة تدوير النفايات.. تسقي طالبات «الصفـــــوح» لبناً طازجاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

في يوم دراسي عادي، وبعيداً عن ضجيج التسوق وزحمة المصطفين على «كاشير الجمعية»، جلست الطالبات والمعلمات وحشد من الزوار، على هيئة استراحة دراسية.وجدت في مسرح مدرسة الصفوح الثانوية للبنات احتفالاً بالبرنامج البيئي السنوي الذي تتبناه المدرسة تحت شعار «من أجل بيئة أفضل» وبدعم من شركة «دوبال».. في ذلك الاحتفال اقتصرت ضيافة الطالبات للزوار والحضور على تقديم أكواب لذيذة من اللبن المصنع طازجاً بإلهام من إعادة التدوير.

 

مدرسة الصفوح وبعض المدارس المهتمة بالشأن البيئي، استفادت من دعم محدود تقدمه شركة ألمنيوم دبي «دوبال»، للعناية بمشاريع طلابية ومدرسية تخدم البيئة وتقدم للمجتمع فوائد أخرى كثيرة، ومن أجل تحفيز المشاركة وتجسيد إنجازات أكثر أهمية وفاعلية، .

 

فقد حرصت إدارة مدرسة الصفوح على الارتقاء بالمشاركات والفعاليات البيئية من خلال احتساب درجات لها في المقرر الدراسي، وبذلك كان المردود أكبر مما هو متوقع بحسب ما توضح بهية الجوي مديرة المدرسة.

 

إنجازات المشروع البيئي في مدرسة الصفوح تنوعت وتناغمت بين أكثر من مسمى، ففي حين حازت «خضاضة اللبن» المصنعة من مواد قديمة تسمى في العرف العام «نفايات» على اهتمام الكثيرين، جذبت منتوجات أخرى صنعت بأيدي الطالبات الأعين إليها لدقة ما فيها من إتقان وتناسق بين الشكل والأداء، لا سيما الكراسي والأضواء واللوحات الفنية الكثيرة والمتنوعة.

 

محرك غسالة

«خضاضة اللبن» الآلية أوجدتها الطالبات سمية جبروني ومريم عبدالرحمن وخلود ناصر، بإشراف المعلمة رائدة ثلجي، كمشروع علمي بفعل استغلال محرك غسالة قديمة وأدوات أخرى كانت قبل ذلك في طريقها إلى مكب النفايات، وذلك الجهاز أصبح فاعلاً وهو يدر اللبن للعشرات من القادمين إلى المعرض.

حيث تقوم آلية عمله على دمج الحليب والروب والثلج، وبآلية متقنة يتم إنتاج لبن قليل الدسم أو كامل الدسم من خلال خلط الرغوة المكونة أو نزعها، مع الإشارة إلى قدرة الجهاز على إنتاج «الشامي» أو الجميد، بالإضافة إلى صنع الزبدة، وما إلى ذلك من مشتقات الحليب.

بهية الجوي مديرة المدرسة أكدت أن المشروع البيئي في الصفوح، يرتكز على ثلاثة محاور هي ترشيد الاستهلاك للماء والكهرباء عن طريق تخصيص مجموعات طلابية تتناوب في إغلاق الأجهزة والأضواء، وتتم متابعتها من خلال كمية التوفير التي تحققها وتحتسب لها درجات في المنهاج المقرر، والمحور الثاني يتحدد في ركن إعادة التدوير المخصص لإنجاز نماذج فنية وتطبيقية بأيدي الطالبات، بالإضافة إلى الاهتمام بفرز النفايات من خلال مكان مخصص لها.

 

فواكه وخضراوات

أما المحور الثالث فيتلخص في جانب التشجير والزراعة، حيث أمست المدرسة من المؤسسات التربوية المنتجة في جانب الخضراوات والفواكه العضوية، حيث تنتشر أصناف كثيرة من الخضراوات والورقيات بالإضافة إلى البطيخ والشمام في ساحات المدرسة الزراعية.

اللافت للانتباه، أن جميع المحاور والمهام التي تؤديها طالبات المدرسة ضمن المشروع البيئي المعتمد، تتم وفق رؤية عادلة من وجهة نظر الطالبات، اللواتي يؤكدن أن الإنجازات المختلفة والأدوار التي يؤدينها تترجم في الطرف المقابل إلى درجات فعلية تحتسب لهن في النتيجة النهائية، وهو ما رفع من مستوى التفاعل مع المشروع البيئي المتكامل في مدرسة الصفوح.

 

فريق استراتيجي

وفي الاتجاه ذاته تحرص مدرسة الصفوح على فتح أبوابها لمشاركة المدارس الأخرى في عرض تجاربها ومبادراتها البيئية بما يعزز آلية المنافسة وحجم المشاركة، كما تقول مديرة المدرسة، التي تؤكد أن مدرسة جميرا النموذجية شاركت هذا العام بمشروع علمي تطبيقي لافت وجد بفعل إعادة التدوير، وذلك بحضور المعلمات: فاطمة الحمادي وعائشة خادم وهالة صلاح ومنتهى السيد، وعدد من الطالبات اللواتي أتيحت لهن الفرصة لعرض وإبراز أعمالهن المبتكرة.

عائشة غريب معلمة الاقتصاد بمدرسة الصفوح وإحدى المشرفات على المشروع البيئي في المدرسة، أكدت أن السير في هذا الاتجاه لا يبدو عشوائياً، طالما أن إدارة المدرسة تنظم أفكارها ومشاريعها البيئية، بوجود لجنة إشراف ومتابعة وتقييم من «دوبال» الجهة الراعية للمشروع، مشيرة إلى أن المدرسة تشكل سنوياً فريقاً استراتيجياً يشرف على مجموعات من الطالبات والمعلمات للقيام بأدوار تخدم الرؤية البيئية للمدرسة، وتتنوع مشاريع المدرسة ومشاركاتها مع جهات خارجية، منها شرطة دبي مثلاً التي وفرت في وقت سابق مئات الإطارات التالفة، وتم استغلالها في المدرسة على هيئة أحواض زراعية ملونة أضفت على الواقع الزراعي جمالاً من نوع آخر.

Email