المعلم.. «كلمة سر» التفوق والانضباط

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجاح العملية التعليمية واجب وطني، من أجل مستقبل يسمو فيه المجتمع، حينما يُبنى على أساس متين من الخطط والبرامج الطموحة، لينير دروب التميز والعطاء في مسيرة المنافسة عالمياً، ولا يتحقق هذا النجاح إلا بتكاتف الجميع وتكامل الأدوار بين الطالب والمعلم والأسرة والمجتمع.

وإن كان المعلم والطالب هما لب العملية التعليمية، وفي خضم هذه المعطيات، يبقى المعلم العنصر الأهم والأكثر تأثيراً في قيادة دفة التعليم، والنتائج كلها معقودة على شخصه وأسلوبه وطريقة تفكيره وتعامله من أجيال من الطلبة.

 عمود فقري

في هذا الإطار، يقول محمد عبد الواحد اختصاصي علم النفس، إن المعلم هو العمود الفقري في العملية التعليمية، نظراً لما يتمتع به من أدوار لجذب الطالب إلى ميدان العلم، فالعلاقة بين المعلم والطالب قد تتميز وتتأطر أكثر، متجاوزة الأعراف التي يؤمن بها بعض المعلمين، وذلك حين يبدأ بعضهم ببناء جسور الصداقات والعلاقات الأخوية مع الطالب، وفق منطق يعينه على تجاوز الصعوبات التي تعتري طريقه.

وشدد على أهمية تجسيد الثقة بين المعلم والطالب، بما يغني الطالب عن البحث عن أمور أخرى، فحينما يشعر الطالب بحرص واهتمام المعلم الذي يكون له يد العون والمساندة في مختلف الظروف، ستجد النتائج أكثر إشراقاً وتفاؤلاً، لافتاً إلى أن قدرة المعلم على جذب الطالب وتمسكه بالدراسة، هي مفتاح التفوق الأول، فالعلاقة الودية بين الطرفين تظل أكبر محفز للطالب.

أما جمال عبيد وكيل مدرسة، فيؤكد أن الطالب إذا وجد من يحفزه ويأخذ بيده في الميدان التربوي، فإنه ومن دون شك سيسلك طريق النجاح والتفوق، ويتحقق ذلك من خلال قيام المعلم بإزالة الحواجز بين الطرفين، وتفعيل دور الطلبة في الفصل، دون تهميش لأحدهم، إضافة إلى الابتعاد عن استخدام كلمات التثبيط والهدم للطلبة تحت كل الظروف، منوهاً بأهمية التشجيع واعتماد كلمات الإطراء بين الحين والآخر، كونها تشعر الطالب بالفخر والإقدام، وتدفعه إلى بذل المزيد من الجهد.

 لمسة سحرية

ويضيف عبيد: هنــــاك نماذج كثيرة لطلبة كانوا متأخــــرين دراسياً، ولا يبالون بالمدرســة وقــوانينها، لكن تعامل بعض المعـــلمين مع هــؤلاء الطلبة بأساليب محفزة، وفق منطــــق تربوي مبتكر، غيّر من السلوكيات التي كانوا يتبعونها، وأجبرهم على السير في طريق الصواب، لافتاً إلى أن الطالب في بعض الأحـــيان قد يفــتقد ذاته، وبمجرد أن توكل إليه بعض المسؤوليات أو الواجبات، خصوصاً في العمل الجماعي، يبدأ في إعادة حساباته، ويصرف النظر عن السلوكيات التي كان يتبعها، ليفتتح لنفسه فصلاً جديداً من فصول التفوق.

وفي السياق ذاته، يشـــير محمد جاد معلم حاسوب، إلى أن المعلم يمتـــلك لمسة سحرية، قد تغير من العديد من المفاهيم التي يتشبث بها الطالب، وذلك من خلال تكريم الطالب المتميز، والوقوف على أسباب إخفاق الآخر، وإشراكه في العملية التعليمية، مؤكداً أن الأسلوب الذي يتبعه المعلم ومدى إلمامه بأساليب التدريس، من أبرز المقومات التي تجذب الطالب إلى التفوق والتميز في المدرسة.

Email