طلبة يعيدون صياغة العلاقة بين المعلــم والمتعلم بـ«لو كنت»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحياناً يسرح الطالب بخياله، فتجول في خاطره فكرة أنه لو وجد نفسه مكان المعلم لصنع هذا وغير ذاك، وهو غالباً ما يرى أن هذه الأمور التي يرغب بها تصب في صالحه كطالب. ربما تكون الحقيقة خلاف ذلك أو أفضل، إن أخذ الأمر من وجهة نظر البحث عن الأفضل بالاستعانة بآراء الطلبة من أجل واقع تدريسي أكثر نفعاً، وعلى سبيل المثال قد يرغب البعض في تقليص زمن الحصة أو الدرس ونحو ذلك، أما مجموعة أخرى فقد تقترح أفكاراً ربما ترقى إلى التنفيذ وحتى الاعتماد.

 

 

 

في هذا السياق، عرضنا سؤالاً على مجموعة من الطلبة عما سيفعلونه إن أتيحت الفرصة أمامهم ليشغلوا موقع المعلم.. فلنتابع لنستوضح كيف ينظر الطلبة إلى هذه التجربة:الطالب سعيد الفلاحي، يقول إن أول ما سيقوم به إن أتيحت الفرصة أمامه لاستلام مهام المعلم، هو تفعيل مشاركة الطلبة داخل الفصل بصورة أكبر، لاسيما في الدروس التي تعتمد على الفهم، لأن المعلم غالباً ما يسهب في شرح الدرس وينسى الطلبة،.

ما يجعل الملل يتسلل إلى نفوسهم، ويبقيهم في معزل عن الدرس، لافتاً إلى أنه سيحاول غرس القيم والأخلاق عن طريق سرد قصص تحاكي فكرة الدرس، ومن ثم سيكسب الود والاحترام بهذه الطريقة وطرق أخرى راقية، إضافة إلى استخدام المواد المرئية التي تخدم الدرس أو المادة.

 

علاقة منسجمة

ويشير الطالب خلفان محمد إلى أن علاقة المعلم بالطالب يجب أن تكون منسجمة ومثالية، ولذلك سيحرص من جهته إن أصبح معلماً على كسب ثقة الطلبة ومحبتهم من خلال فتح أبواب الحوار معهم، سواء في المواضيع المتعلقة بالدرس أو التي تتصل بحياتهم الشخصية.

ومن هذا الباب يمكن الحصول على تركيز جماعي أثناء الحصة، وسينتهي مسلسل «الكر والفر» الذي كثيراً ما نشاهده بين الطالب والمعلم في محاولة الأخير للمحافظة على الهدوء خلال الحصة.ويضيف إنه سيحرص على فرض الرقابة على دورات المياه للحد من الشللية التي تتخذ هذا المكان مرتعاً لها، وتقييد عملية الخروج إليها بحيث لا يتمادى الطالب في الخروج، وسيحرص كذلك على توفير دروس مراجعة قبل نهاية امتحانات كل فصل، منوهاً إلى أنه ثمة معلمين كثرا يفعلون ذلك الآن.

 

مشاريع وأفكار

أما الطالب محمد الطنيجي، فيقول إنه لن يلزم الطالب بكتابة الواجب المدرسي أو البحوث، وإنما سيمنح الطالب حرية المشاركة بأي فكرة أو مشروع مع التنفيذ، وبناء على هذا المشروع سيستحق الطالب الدرجة إلى جانب الامتحانات المفروضة عليه، موضحاً أن البحوث المدرسية التي يطالب بها المعلمون كثيراً ما يحصل عليها الطالب في قوالب جاهزة تباع في المكتبات.من جهة أخرى.

يؤكد الطالب حمد سيف أن أول ما سيفعله إن أنيطت إليه هذه المهمة، هو منح الطلبة غير الراغبين في الجلوس داخل الفصل حرية الخروج من الحصة وعدم العودة إلا بعد انتهاء الدرس، كي لا تتسبب هذه الفئة في إثارة الضجة والتأثير سلباً على الطلبة الراغبين في الدراسة، بشرط أن يكون الخيار الوحيد أمامهم إن غادروا الفصل هو التوجه إلى غرفة أو استراحة تخصصها المدرسة، يتواجد فيها فريق من المعلمين هناك كي لا يلجأوا إلى ممارسة بعض العادات السيئة مثل التدخين.

مطالب أخرى

 

 

 

أفاد مجموعة من الطلبة بأن أول ما سيفعلونه إن وجدوا أنفسهم معلمين، تسهيل الامتحانات عامة، وتقليص عدد ساعات اليوم الدراسي إن كان ذلك ضمن صلاحيات المعلم، إضافة إلى منح الطالب حرية تناول الطعام أثناء الحصة. في حين يؤكد البعض أنه لن يغير شيئاً إن شغل مكان المعلم، لكن ربما يحدث تغير طفيف يتمثل في آلية التعلم والوسائل المستخدمة، إذ يفضل الكثيرون اتباع أساليب علمية غير تقليدية، منها حل المسائل والأسئلة عبر مجموعات عدة، واستخدام التقنيات المتشعبة في الدرس.

Email