«الشللية» في مدارس البنات.. حلقات ناعمة تثير المشكلات

ت + ت - الحجم الطبيعي

إلى الآن لم نسمع عن دراسات تتناول واقع «الشللية» أو المجموعات في المدارس عموماً، على الرغم من أنها ظاهرة تفرز طلبة متمردين وسلبيين ولا مبالين يهوون إثارة المشكلات والمخالفات. ولا تخلو مدارس البنات الخاصة والحكومية، من الصراعات التي تبدأ غالباً بكلمات استفزازية وتنتهي بشتائم وشجارات وربما كدمات على الوجه والجسم، تقف أمامها الإداريات حائرات.

خاصة عندما تتعالى الأصوات في ساحة المدرسة أو داخل أحد الصفوف الدراسية، وتأتي «شلة» كل طالبة للمشاركة في الشجار، ما يساهم في رفع حدة التوتر وتضخيم المشكلة، الأمر الذي يستعدي وضع خطة محكمة للسيطرة على هذه الظاهرة التي تؤثر على العملية التعليمية والتربوية.

 

الطالبة عائشة عاشور، تقول إن بعض الطالبات يفضلن البقاء مع بعضهن البعض طوال الوقت، سواء داخل الصف أو خلال الاستراحة، كما يرفضن دخول أي طالبة جديدة إلى مجموعتهن للحفاظ على كيانهن الواحد، وتضيف: أنا لا أنتمي إلى مجموعة معينة، لأنني لا أحب الانعزال عن زميلاتي، وأفضل أن تكون علاقتي جيدة مع الجميع، فضلاً عن أنني لست من محبات إثارة المشكلات، وأفضل أن تعبر أخلاقي والخصال الحميدة الموجودة لدي عن شخصيتي.

 

إضاعة الوقت

وتبدي عائشة انزعاجها الكبير من بعض «الشلليات» الموجودة في صفها، وتقول إن بعض الزميلات يتعمدن أحياناً إضاعة وقت الحصة إما من خلال الأحاديث الجانبية مع المعلمة، أو استفزاز المعلمة ليضيع الوقت في توبيخهن وعتابهن، وهو الأمر الذي يفرحهن ويشعرهن بأنهن قمن بإنجاز كبير.

أما الطالبة حصة عبيد سالم فتوضح أن هناك صفات مشتركة تجمع بين عضوات كل مجموعة من الطالبات، فعلى سبيل المثال نجد الطالبات اللواتي يعشقن الموضة والمظاهر في مجموعة لوحدهن، والطالبات اللواتي يتميزن بجرأتهن التي تصل في بعض من الأحيان إلى حد السلبية والمحرجة في مجموعة أخرى وهكذا.

وتلعب العلاقات الاجتماعية التي تربط بينهن ومدى قوة معرفة الطالبات ببعضهن البعض، دوراً كبيراً في سرعة تشكل «الشلة» أو المجموعة.وتضيف حصة أنها لا تشعر براحة عندما تتحدث إلى أي زميلة تنتمي إلى إحدى «الشلليات»، لأنها تخشى أن تقحمها في مشكلات لا علاقة لها بها مع زميلات أخريات، كما لا تحب أن تظن الإداريات أنها أصبحت واحدة من الطالبات المزعجات.

 

صديقة الجميع

وتوضح الطالبة عبير خليل يونس أنها لا تريد الانضمام إلى أي «شلة» في المدرسة، لأنها لن تستفيد شيئاً من العلاقات القائمة على المظاهر والمصالح والتي يكون مصيرها التفكك في نهاية المطاف، وتقول: أحب أن أكون صديقة لجميع الطالبات، فشخصيتي الاجتماعية جعلتني ماهرة في تكوين المعارف ومحببة إلى قلوب الجميع.

وتشير الطالبة شريفة أحمد إلى أن علاقاتها قوية مع بعض الطالبات لدرجة تبادل الأسرار والأمور الخاصة، وحتى النصائح، لكنها تقول إنها تعي جيداً أهمية التواصل مع بقية الطالبات ومد جسور التعاون بينهن.

 

موقف سلبي

وتتحدث شريفة عن موقف دفعها للتصرف بشكل غير لائق ذات مرة في ساحة المدرسة، حيث تقول: سمعت أن إحدى الطالبات تتفاخر بإطلاق بعض الشائعات التي تمس شخصيتي، وتردد كلاماً غير لائق عني، وبعد أن نفد صبري، قررت مواجهتها بالأقاويل التي أسمعها، وبدلاً من أن تعتذر مني استفزتني بمفرداتها غير المهذبة فما كان مني إلا أن صفعتها على وجهها، فتجمعت «شلتها» حولها بشكل أثار دهشة جميع طالبات المدرسة، ولكن الأمر لم يتطور كثيراً وسرعان ما انتهت المشكلة دون تدخل الإدارة، لأنها كانت خائفة من أن يصل الكلام الذي قالته عني إلى الاختصاصية الاجتماعية.

 

بيئات مختلفة

حول هذا السلوك الطلابي الذي يتردد في مدارس البنين والبنات على حد سواء، توضح خالدة أحمد، اختصاصية اجتماعية أنها تتعامل مع طالبات ينتمين إلى بيئات مختلفة، ما يستدعي أن تكون حذرة وحريصة على أسلوبها الموحد مع الجميع، حتى لا تجرح أو تهين إحداهن دون قصد، مشيرة إلى أن ظاهرة «الشللية» منتشرة في مختلف مدارس البنات، وهي شخصياً تسعى إلى تفكيك هذه المجموعات المثيرة للمشكلات، من خلال توزيع الطالبات على صفوف عدة، والتواصل مع أولياء أمورهن من أجل توجيه الطالبات وتحسين سلوكهن.

Email