التأخر الصباحي.. «شرٌّ لا بد منه» في المدارس الثانوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

التأخر الصباحي، ظاهرة تتجدد كل عام، وقد قادت بعض الطلبة إلى الفصل النهائي من المدرسة، أو إلى خفض درجات بعضهم وتدنيها بشكل ملحوظ.. تلك حقيقة ملموسة تعيشها المدارس .

ويتفنن في ترجمتها الطلبة، لا سيما الذكور منهم وفي المرحلة الثانوية تحديداً، فالتخلف عن الطابور الصباحي أو التأخر عن الحصة الأولى، أصبح روتيناً لدى البعض، على شكل مرض مزمن تظهر أعراضه نهاية كل عام دراسي على الطلبة المهووسين بالتأخير.رغم التوجيه الذي يقدمه الاختصاصي الاجتماعي أشرف مكرم وزملاؤه، إلا أن بعض الطلبة لا يأخذون بالنصح والإرشاد.

ويظل التأخير روتيناً يمارس صباح كل يوم. مشيراً إلى أنهم وبحكم موقعهم، فهم يضعون الطلبة على بيّنة من خطورة الآثار الناجمة عن هذه الظاهرة، وما تسببه من سلبيات في إضاعة الوقت دون فائدة، مؤكداً أن جلسات التوجيه المستمرة والمتتابعة، ساهمت في شفاء عينات من الطلبة من داء التأخر الصباحي.

 

إجراءات صارمة

وفي ما يخص الإجراءات التي تتخذها إدارة المدرسة، يضيف أن المدرسة تبحث في بداية الأمر، عن أسباب تأخر الطالب، وتحرص على الاتصال بولي الأمر للكشف عن الحقيقة، وللأسف فإن قلة منهم يستجيبون لنداء المدرسة، ويراجعون الإدارة لمناقشة الأمر، وتبقى هذه الإجراءات داخلية دون أن يلقى الطالب عقوبة صارمة.

ومع تكراره لواقع التأخر الصباحي، فإن الإدارة تلجأ حينها إلى لائحة النظام والسلوك الداخلي، التي يُفصل بموجبها الطالب في نهاية المطاف، وثمة حالات تم فصلها نتيجة عدم اكتراثها برسائل الإنذار.

 

السهر والكسل

للتعرف على أسباب الظاهرة عن قرب، استطلعنا آراء عدد من الطلبة، حيث يوضح الطالب سعد عبدالله أن أهم أسباب التأخر عن الطابور أو الحصة الأولى السهر، وعدم ضبط الوقت بالشكل المطلوب، والكسل الذي يتصاعد في نفس الطالب صباحاً، مشيراً إلى أنه أحد ضحايا هذه العادة السلبية.

حيث يتأخر صباح كل يوم لنصف ساعة أو أقل، وذلك رغم المسافة القريبة بين المدرسة والمنزل، وهي مسافة سبع دقائق مشياً على الأقدام، موضحاً أن هذه العادة تنامت في ذهنه فور انتقاله إلى المرحلة الثانوية.

ويؤكد عبدالله أنه حاول مراراً التحكم بمواعيد النوم والصحو مبكراً دون جدوى، لكنه بدأ مراجعة ذلك بجدية أكبر، بعد زيارة والده المدرسة لمناقشة أسباب وخطورة تأخيره المتكرر. وذكر أنه تعرض لمواقف محرجة جراء تأخيره الصباحي، منها توبيخه المتكرر من قبل إدارة المدرسة، والاتصال بولي أمره والإفصاح له عن حقيقة الوضع المستمر.

 

معاناة متكررة

ويعاني الطالب صالح محمد صالح من مشكلة النوم كثيراً، وهو كما يقول يسعى إلى التخلص من تكرار تأخره صباحاً منذ بداية العام الدراسي، لكن دون جدوى، مضيفاً أن إدارة المدرسة نبهت الطلبة المتأخرين، منذ وقت قريب إلى أنه في حالة تكرار تأخيرهم، سيتم فصلهم من المدرسة، ما ساهم في تقليل حالات التأخير.

وفي التزام غالبيتهم بالحضور في الوقت المحدد.ويوضح صالح أن الطلبة المتأخرين لا يملكون مبررات حقيقية حول التأخر يومياً، إلا أن ذلك قد أصبح روتيناً، وثمة نماذج كثيرة من الطلبة كانت في مقدمة الصفوف، وأصبحت متأخرة نتيجة التأخير والغياب المتكرر، وتلك ظاهرة تنتعش منذ الصف التاسع وحتى الثاني عشر.

 

البقالة والفطور

ويؤكد الطالب فيصل غالب أن بعض أصدقائه يتعمدون التأخر يومياً، وفئة منهم تتجنب حضور الطابور الصباحي، وأن أسباب تأخر الطلبة تكمن في المرور على البقالة أو «الكافتيريا» لتناول وجبة الفطور، لافتاً إلى أن الممانعين في الحضور مبكراً إلى المدرسة، يشعرون بأنهم الأفضل بين الطلبة نتيجة تأخرهم المتكرر، ويعتبرون هذا السلوك علامة من علامات التميز، متناسين أن مصيرهم، إما التغيب عن الدراسة ليوم أو أيام بفعل إقفال أبواب المدرسة في وجوههم، وإما الفصل النهائي من المدرسة وتلك خسارة كبرى.

Email