الصورة.. وسيلة فعالة في استثارة المتعلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى المتخصصون في المجال التربوي والتعليمي، أن الصورة يمكن أن تؤدي دوراً فاعلاً في المنظومة التربوية. وهذا الدور يبدو جلياً اليوم في حضارة الصورة عموماً. وبالرغم من أن مجتمعاتنا العربية لم تعط الصورة حقها في العملية التعلمية التعليمية، إلا أن الصورة في البلدان الغربية وجدت أرضاً خصبة، بوصفها أكثر الوسائط التعليمية أهمية، وأقدرها على تقديم المادة الدراسية بأيسر السبل، وهي وسيلة فعالة من وسائل الملاحظة والاختبار والفحص في مجالات كثيرة، إذ تعد الوسيلة الثالثة من وسائل التربية عموماً، بعد اللفظ والرمز أو الرقم.

 يعتقد كثير من المحللين التربويين أن نسبة 80% إلى 90% من خبرات الفرد، يحصل عليها عن طريق حاسة البصر، كما أن ثمة مبدأ سيكولوجي يقول: إن الفرد يدرك الأشياء التي يراها إدراكاً أفضل وأوضح مما لو قرأ عنها أو سمع شخصاً يتحدث عنها. فالصورة كفيلة بتطوير كافة عناصر العملية التعليمية التعلّمية، وجعلها أكثر فاعلية وكفاية. ولم تعد الصورة وسيلة إضافية أو فضلة، بل غدت مهمة في العملية التربوية، لما تقوم به من أدوار نذكر منها:

٪ إنها تستثير اهتمام المتعلم، وتشبع من احتياجاته ورغباته، إذ أن الصور الثابتة أو الأفلام، أو المجسمات أو غيرها، تقدم معارف مختلفة، يستطيع المتعلم من خلالها إشباع رغباته، ما يؤدي إلى تحقيق أهدافه. وكلما كانت الصورة أقرب إلى الموسوعة الإدراكية للمتعلم وتنشئته الاجتماعية، كان دورها التربوي أفضل وأعظم.

٪ تجعل الصورة المتعلم أكثر استعداداً لتقبل المادة المعرفية، إذ أنها تساعد على إشباع الرغبة والزيادة في تقوية وتحسين خبرات المتعلم. ذلك ما نلحظه عندما نقدم للمتعلم فيلماً يتعلق بمادة دراسية معينة. فاستعانة المدرس بالصور تهيئ الخبرات اللازمة للطالب، وتجعله أكثر استعداداً للتعلم.

٪ تدفع الصورة المتعلم إلى إشراك جميع الحواس (الحس المشترك) في الدراسة والاستيعاب، وتشحذ ذهنه نحو التفكير والتأويل والتحليل، وهو ما يجعله مستقبلاً قادراً على تدقيق الملاحظة، واتباع المنهجية العلمية في التعلم والحكم والتقييم والتقويم في الوصول إلى حل المشكلات بمختلف أنواعها.

 

٪ تساعد الصورة في تنويع أساليب التعلم ومواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين، لأن لكل متعلم ذكاءً خاصاً، يختلف عن باقي ذكاءات زملائه. وبهذا التنوع في الأساليب، يمكننا أن نشبع رغبات الجميع ونحقق الأهداف التربوية.

 لغة الصورة

يرى خبراء مؤلفات الأطفال أن الصورة من اللغات المهمة للطفل التي يفهمها وتنمي مداركه، كونها تقوم مقام ألف كلمة. فلغة الصور لغة مرئية يمكن من خلالها تسجيل ما لنا من خبرات لا نستطيع التعبير عنها، لأن الكلمات المكتوبة ما هي إلا صور مرسومة، ومن ثم فإن عملية القراءة لدى الطفل تبدأ بقراءة الصور.

 مواصفات الصورة التعليمية

يعتمد المعلم غالباً على خبراته الشخصية، في اختيار الصور التي سيستخدمها ويوظفها في العملية التعليمية، وعليه أن يراعي بعض الأمور عند اختياره لهذه الصور، منها:

1ــــــ أن تكون الصورة مثيرة لاهتمام الطلاب، بحيث تجذب انتباههم وتستحوذ على اهتمامهم.

2ــــــ أن يرتبط محتوى الصورة ارتباطاً وثيقاً بالمحتوى الذي تعرض من خلاله.

3ــــــ أن يكون محتوى الصورة مناسباً لأعمار المتعلمين ومستواهم التعليمي.

4ــــــ أن تكون الصورة ملائمة لطبيعة الشعوب والمجتمع الذي تقدم فيه، ولأعرافه وتقاليده.

5ــــــ مراعاة البساطة وعدم التعقيد في الصورة، إذ تزداد الاستفادة منها.

6ــــــ وضوح الصورة من حيث التناسق والألوان، وخلوها من أي عيب فني، قد يؤثر على فهم واستيعاب الطلاب.

7ــــــ أن تعمل محتويات الصورة المختارة على تحقيق الأهداف التعليمية المتوقعة من موضوع الدرس.

8ــــــ مراعاة صحة المعلومات والدقة العلمية وتقديم البيانات الصحيحة.

9ــــــ الحداثة.

01ــــــ أن تعرض الصورة فكرة موحدة وبسيطة.

11ــــــ أن يكون حجم الصورة وطريقة عرضها متناسباً مع عدد الطلاب، وفقاً لنمط التعلم المتبع.

Email