تغذية الأطفال.. عادات سيئة بحاجة إلى جهود مشتركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مسألة التغذية عموماً تعد من المسائل المهمة في المجتمع، وهناك اليوم وعي اجتماعي بأهمية التغذية وتأثيرها الكبير في صحة الإنسان، وخاصة الطفل الذي يبقى بحاجة ماسة إلى الغذاء الصحي المتوازن لبناء جسمه بشكل صحي، وأيضاً فإن إتاحة الغذاء الصحي له في هذا العمر، تعني تعويده عليه، وهذا يعطيه وقاية وحماية من الإصابة بأمراض السمنة أو سوء التغذية.

وكما تشير أغلب الدراسات المتخصصة بأن طلبة المدارس «الأطفال» والذين يحتاجون إلى تناول كمية كافية من البروتينات ذات القيمة الحيوية العالية، والفيتامينات، والعناصر المعدنية، من أجل النمو السوي، يعانون من سوء تغذية تسببت بها عادات سيئة، تتحملها جهات عدة.

وخاصة الأسرة المطالبة بالاهتمام بشؤون تغذية أبنائها، وعدم ترك الحرية لهم لشراء ما يحلو لهم، ومنحهم الوقت الكافي لكي يجلسوا لتناول الطعام، فالطفل في هذه المرحلة يكون مشغولاً.. نجده يأكل بسرعة للعودة إلى اللعب أو مشاهدة التلفاز أو الخروج من المنزل.

 

هذه الدراسات حددت مجموعة من السلوكيات، والأعراض التي تصيب الأطفال في سن المدرسة، بسبب سوء السلوك الغذائي غير السوي.. وهي كالتالي:

 

عدم تناول وجبة الإفطار

من أسباب عدم تناول الطفل للفطور، قيام الطفل متأخراً عن موعد المدرسة، أو أن يكون كلا الأبوين يعملان. ولتلافي هذه المشكلة يمكن للأم إعداد الإفطار لأبنائها قبل وقت كاف من الذهاب إلى المدرسة، كما يمكن إشراك الأبناء في إعداد وجبة الإفطار إذا كانت الأم تعمل خارج المنزل، ويجب أن يكون طعام الإفطار سهل التحضير ومتنوعاً. ويفضل تناول الإفطار مع العائلة، إذ تمثل وجبة الإفطار أهمية خاصة بالنسبة للطفل من أجل الاستيعاب والفهم والتحصيل الدراسي.

إصابة الأطفال بالسمنة

لابد من مراقبة وزن الطفل الذي يعاني من السمنة ومحاولة تخفيف وزنه، إلا أن الحمية الشديدة للطفل قد تؤثر على نموه وتطوره في هذه المرحلة الحرجة. كما ينبغي على الوالدين تجنب استعمال الطعام كحافز لتوجيه سلوك الطفل، إذ أن الأطفال الذين يعانون من السمنة في عمر أقل من خمس سنوات يكونون أكثر عرضة للسمنة عند البلوغ من الذين تحدث لهم السمنة في عمر 7 سنوات أو أكثر.

 

فقر الدم الناجم عن عوز الحديد

هناك العديد من الدراسات الغذائية التي أجريت على طلبة المدارس، وبخاصة البنات، توضح أن فقر الدم الناتج عن عوز الحديد من أكثر الأمراض انتشاراً بالمنطقة العربية، ويعود نقص الحديد عند الأطفال، إلى قلة تناول الأغذية الغنية بالحديد وبالبروتين (الذي يساعد على نقل الحديد في الجسم) وكذلك المواد التي تزيد من امتصاص الحديد من الأمعاء مثل فيتامين C، بالإضافة إلى الفقدان المتكرر بسبب الأمراض الطفيلية للجهاز الهضمي.

 

تسوس الأسنان

يحدث تسوس الأسنان نتيجة عوامل عدة، أهمها الاستعداد أو قابلية الأسنان للتسوس، وهي (غالباً ما تكون وراثية)، أو نتيجة وجود كربوهيدرات قابلة للتخمر في الفم، والمكروبات التي تخمر الكربوهيدرات، والنقص في تركيز الفلور في ماء الشرب. فزيادة تناول الحلويات والمشروبات الغازية بين الوجبات وكذلك قلة الاهتمام بنظافة الفم واللثة.. تلعبان دوراً مهماً في انتشار تسوس الأسنان بين الأطفال.

 

تناول الأطعمة بين الوجبات

تكمن مشكلة تناول الأطعمة بين الوجبات للأطفال في نوعيتها، وكمية الأطعمة المتناولة، إذ أن الغالبية من الأطفال يتناولون أطعمة عالية السعرات، وذات قيمة غذائية منخفضة، مثل البطاطا المقلية والمشروبات الغازية والحلويات.. وغيرها، ما يقلل من إقبالهم على تناول الطعام في الوجبات الرئيسة التي تحتوي عادة أطعمة ذات قيمة غذائية عالية وضرورية لبناء أجسامهم بناءً سليماً.

نصائح وإرشادات

 

 

 

احتوت الدراسات والبحوث مجموعة من النصائح والإرشادات المهمة لتحسين تغذية أطفال المدارس، منها:

 

 

تصميم لوحات إرشادية، في المدارس وداخل الغرف الصفية وفي ساحة اللعب، توضح أهمية وضرورة تناول الإفطار في المنزل، وذلك لإمداد الجسم باحتياجاته أثناء اليوم المدرسي، ودوره في المساعدة على رفع مقدرة الطالب على الاستيعاب والفهم والتحصيل الدراسي.

 

 

 

 

 

التشجيع على إحضار وجبة إفطار من المنزل، بدلاً من شرائها من مقصف المدرسة، لضمان النظافة الصحية، وذلك بهدف تنفيذ الأسرة للبرنامج الغذائي اليومي للأطفال.

 

 

تنويع الأطعمة المقدمة في المدرسة، حتى لا يشعر الطلبة بالملل من تكرار طعام واحد، مع مراعاة الظروف المناخية. فالأطعمة الباردة تكون مفضلة في فترة الصيف، بعكس الساخنة التي تكون مفضلة في الشتاء.

 

 

 

إدخال التثقيف الغذائي والصحي في المناهج الدراسية، كموضوع عام للنقاش في حصص الفراغ أو الحوار الحر، مع التركيز على الارتقاء بالعادات الصحية المرتبطة بالأغذية والصحة الشخصية، وعلى أهمية غسل اليدين قبل الأكل وبعده، وبعد الخروج من دورات المياه، وعلى عدم شراء الأطعمة من الباعة المتجولين. وتصحيح بعض العادات الغذائية الخاطئة، مثل: عدم تناول الخضروات أو تناول كميات كبيرة من الحلويات والدهون، لتجنب الزيادة في الوزن التي ظهرت كمشكلة بين الطلبة.

Email