البوابات الإلكترونية.. آفاق تخترق فضاء المعلوماتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

البوابة (portal) هي موقع «ويب» الذي يشكل نقطةَ البداية للاتصال بمواقع الويب الأخرى. وقد جاء اسم البوابة من وظيفتها كباب مفتوح يُطل المرء منه على عالم المعلومات والفعاليات الأخرى التي يوفرها الإنترنت. وتتميز البوابة عن مواقع «الويب» بدرجة عالية جداً من التنظيم، إذ تُتيح خدماتها المتكاملة الولوجَ بسهولة وسرعة إلى أهم المواضيع التي تحظى باهتمام الناس. وتحصل أغلب البوابات على تمويلها من الروابط الإعلانية التي تظهر فيها، وتقود هذه الروابط زوار البوابة إلى مواقع المعلنين أنفسهم.

 

وكلمة البوابة مأخوذة من المصطلح الإنجليزي Portal ويعني المدخل أو الباب، والبوابة في مفهوم الإنترنت يعني موقعاً إلكترونياً يمتلئ بالبيانات والمعلومات الخاصة بموضوع معين، ومنها ما هو خاص بشخص أو فرد معين، حيث يتطلب الوصول إلى بعضٍ هذه المعلومات أن يكون المستخدم مسجَّلاً ضمن المستخدمين لهذا الموقع. والبوابة في قاموس الإنترنت هي نقطة انطلاق المستخدم، عندما يشرع في الإبحار نحو مواقع الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب) وهي في الوقت ذاته المرفأ الذي يلقي ذلك المستخدم مرساته كي ينعم بالخدمات التي يحتاجها والمعلومات التي يبحث عنها. والبوابات أنواع، فمنها الأفقي والعمودي، وتلك الخاصة بمعلومات المؤسسة.

وعن بدايات ظهور البوابات يؤكد الدكتور فهد بن ناصر العبود أن البعض يعتقد أن مصطلح البوابات الإلكترونية (Portals) مصطلح حديث نسبياً، ولكن الحقيقة أن ظهور هذا المصطلح تزامن مع البدايات الأولى لظهور علم الحاسب الآلي. وكانت البوابات بدائية جداً في طرق تصميمها ومحتوياتها، وتختلف كثيراً عما هو متعارف عليه اليوم، وتعريفاتها كثيرة، منها:

جمع المعلومات والخدمات وإتاحتها من موقع واحد (Website)، وهذا التعريف أسهل وأقرب إلى الفهم.وقد ترافق ظهور فكرة البوابات عام 1994 مع تطوير مستعرض «نيتسكيب نافيغيتر» (Netscape Navigator) الذي فتح الباب أمام ثورة الويب التي نعيشها الآن، إذ أنشأ ديفيد فيلو وجيري يانغ اللذان كانا مرشحين لمنصب أستاذ دكتور في الهندسة الكهربائية بجامعة ستانفورد- دليلاً بمواقع الويب المفضلة لديهما (بحسب المواضيع).

ودعي ذلك في بداية الأمر دليل «جيري يانغ» لشبكة الويب العالمية (WWW) . وقد أدى الانتشار الواسع لهذا الدليل بين مستخدمي الويب، في جانب العائدات الكبيرة التي حققها، إلى تشجيع العديد من الشركات لدعم هذا الدليل ورعايته. وشكّل هذا الدليل النواةَ لموقع ياهو (Yahoo!) الغني عن التعريف.

 

أنواع البوابات

هناك عدد كبير من البوابات التي تقدم خدمات ومعلومات لا حصر لها كالبريد الإلكتروني، والأخبار العالمية اليومية، ومعلومات عن الأحوال الجوية السائدة عالمياً ومحلياً. وتصنف هذه البوابات إلى:

 

البوابات العمودية (vertical or niche)

هي بوابات تتناول شريحة محددة من الناس، إذ تُركز المعلومات الموجودة فيها على هدف محدد، فمثلاً يوجه بعضها للمهتمين بالحدائق، ويوجه آخر للمستثمرين. وقد انبثق من مفهوم البوابات العمودي نوع فرعي هو: بوابات معلومات العمل EIP التي تدعى بالبوابات المؤسسية. وتتشارك هذه البوابات المعلومات عن الشركات مثل: الميزانية والتسعير وتوقعات البيع والعوائد، ومعلومات عن الزبائن، والأخبار، وذلك من مختلف المصادر الداخلية والخارجية.

 

البوابات القطاعية (industry portal)

وتُدعى أيضاً بوابات الأعمال التي تخدم الأعمال B2B وهي تشبه بوابات معلومات العمل EIPولكن الخلاف بينهما في أنها تذلل الكثير من العقبات التي تقف عائقاً أمام اجتماع الباعة والزبائن حول العالم، لعقد الصفقات عبر الويب.

 

البوابات الأفقية (horizontal portal)

وهي التي تقدم مجموعة واسعة ومتنوعة من المواد والمواضيع ذات الطابع العام، وينضوي تحت هذه الفئة الكثير من البوابات التي نذكر منها: ياهو (Yahoo!) ولايكوس (Lycos) وألتا فيستا (AltaVista) وأميركا أون لاين (AOL) وإكسايت (Exite).

 

 

 

البوابة والموقع

 

 

يؤكد علي الغامدي مدير إدارة أنظمة التجارة الإلكترونية بشركة الاتصالات السعودية، أن الكثير من الناس في وطننا العربي يخلطون بين البوابات والمواقع، وأيضاً في الغرض منهما، فنجد الكثير من الناس، يزود مواقعه الخاصة بمنتديات النقاش العامة والسياسية، وخدمات تحميل ملفات وبرمجيات مجانية، وأيضاً بعرض الإعلانات و«البانرز» (Banners) على مواقعهم، اعتقاداً منهم أن الموقع يجب أن يحتوي على إعلانات و«بانرز» متحركة وراقصة، والكثير من الأخطاء التي تشير إلى الفهم الخاطئ لأهداف واستخدامات البوابات والمواقع، والجهل بالفروق في ما بينها.

ويشير الغامدي إلى أن هناك فروقاً واختلافات كثيرة بين المواقع والبوابة. فالموقع الإلكتروني هو مكان افتراضي موجود على شبكة الإنترنت، له عنوان ويمكن زيارته ومعاينة محتوياته والتنقل بين أنحائه المختلفة. ويتم بناء مواقع الإنترنت باستخدام لغة الـ «اتش تي ام ال» هايبر، وهي لغة تستخدم لعرض المعلومات على شبكة الإنترنت، التي تعتمد على بروتوكول «اتش تي تي بي».

أما البوابة الإلكترونية فتتوافق في تعريفها مع الموقع الإلكتروني إلا أنها تفوق الموقع في إمكاناتها وحجم محتوياتها، ولكنها ليست أفضل من الموقع العادي كما يفترض الكثيرون. فكل من البوابة والموقع يخدم هدفاً وغرضاً مختلفاً. الموقع والبوابة لا يختلفان فقط في أهدافهما، بل أيضاً في طريقة عرضهما للمعلومات والمحتويات، وأيضاً في هيكل بنائهما وإمكانياتهما. فالبوابة عادة ما تكون تفاعلية، وتعتمد على تطبيقات تخدم الأقسام المختلفة فيها. ولكن الموقع لا يستوجب التفاعلية، لكن يمكن أن يكون تفاعلياً، وهذا لا يعمل منه بوابة.

وتقدم البوابات في العادة خدمات، أياً كانت ترفيهية أم ثقافية أم تعليمية، أو غيرها. فهي تركز نفسها في تقديم المعلومات والأخبار والخدمات والمنتجات المتعلقة بموضوع معين. وتمثل أيضاً حلقة وصل بين الزوار المختلفين، بحيث توفر الوسائل المختلفة لتمكن الزوار والمستخدمين من التخاطب في ما بينهم، سواء كان لمناقشة موضوع معين، أو تقديم نصح أو استشارات ذات صلة بالبوابة، وتمول نفسها في الغالب بالدعايات والإعلانات أو ما شابه من الخدمات المتعلقة بموضوع أو تخصص البوابة.

Email