المدرسة مهد الذكريات.. والكابوس المزعج «تهمة بريئة»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عبدالله المدني مدير مدرسة الإدريسي، لم يُخفِ لومه لواقع الطلبة هذه الأيام مقارنة مع الأمس، فالطالب لا يشعر بفرحة التخرج ولا بحجم المسؤولية المنتظرة منه، نظراً لسهولة الحياة، وتوفر وسائل المعرفة والنقل والترفيه بصورة أكبر عما كان السابق، وهو ما ساهم في الإخلال برؤية الأبناء للواقع والمستقبل على غير ما يجب أن يكون.

الأجهزة الحديثة

وعزا المدني سبب عدم شعور الطلبة بأهمية سنوات الدراسة الطويلة، إلى زيادة ملامح الدلال والرفاهية والكماليات الحياتية، لدى الأسر في مختلف مستوياتها المعيشية، فقد أصبح الجميع؛ صغيراً وكبيراً، يحمل الكثير من الوسائل الذكية والأجهزة الحديثة التي لا يشعر بقيمتها كما لا يقدر ثمنها..

بينما كان الطالب في الماضي لا يرى بعضاً من هذه المغريات إلا في حال أنهى مشواره الدراسي بتميز، فمع توفر كافة المغريات بين يدي الطلبة، لم تعد هناك مفاجآت ينتظرها الطالب بعد التخرج، ليشعر بحجم الإنجاز والعناء الذي أنهاه، وقس على ذلك السيارات التي يتسلم مفاتيحها الكثير من الطلبة وهم على مقاعد الدراسة.

وأشار المعلم طلال درويش، إلى أنه دائماً يذكر أمام الطلبة، أن أيام المدرسة هي أجمل أيام العمر وأخفها أعباءً على النفس، ففيها لا يتحمل الشخص المسؤولية بمعناها الكبير...

ولا ينشغل بشيء آخر سوى الدراسة، وبين أسوارها تتكون أفضل أنواع الصداقات بين الطلبة وأكثرها صفاءً ونقاءً، خصوصاً في مرحلتي الإعدادية والثانوية، ثم تكتمل حلقة المتعة لدى الطالب في أيام الجامعة حين يعيش فترة جميلة أخرى، تُضاف إلى المدرسة أو يلتحق بوظيفة ويدخل معها معترك الحياة سريعاً. وعندما يكبر الطلبة ويبلغون سن الثلاثين أو الأربعين وأكثر، سيتذكرون باستمرار أيام الدراسة مثلما نتذكرها نحن الآن.

 حلم مزعج

وأضاف إن الطالب في الثانوية ينهل الكثير من الدروس في مختلف الجوانب الاجتماعية والتربوية والنفسية، فضلاً عن الجوانب العلمية، ويبدو الطالب في هذه المرحلة أكثر تركيزاً واستيعاباً لما يدور حوله، وهناك بعض الطلبة يتحدثون بسلبية عن المدارس ويرددون باستمرار أنهم سينتهون من كابوس مزعج عاشوه طوال السنوات الماضية..

لكن الحديث يختلف بعد سنوات قليلة، إذ يتذكر الجميع الأيام الجميلة، ويتراجعون عما يخرج من أفواههم بسلبية عن المدارس، فالمرء لا يشعر بطعم الحاجة إلا عند فقدانها. وذكر درويش أن هناك الكثير من الطلبة الذين تخرجوا من المدرسة لا يزالون متواصلين معه حتى الآن، رغم مرور 10 أعوام وأكثر على انتهائهم من فترة المدرسة..

كما هو لسان حاله كطالب إذ حرص على التواصل مع معلميه لخمسة وعشرين عاماً. وتوجه درويش للطلبة بنداء أخير، قبل أن تطوي السنة الدراسية صفحاتها، حثهم فيه على تعميق الصداقات مع زملائهم، لكي تظل أيام المدرسة أجمل أيام العمر، وهي كذلك.

Email