من مصلحة المدارس.. أولياء أمور على قدر المسؤولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع معلمون على أهمية دور الأسرة المثقفة تربوياً، باعتبارها العامل الأهم في التصدي للسلوكيات التي يلتصق بها هذا الجيل، إذ قال أيمن السيد معلم: إن تميز الطلبة وتفوقهم في الميدان الدراسي، محكوم بوعي أسرهم وبحجم التشجيع والرقابة التي يحصلون عليها في وقت واحد..

وانطلاقاً من ذلك لجأت إدارات المدارس إلى تفعيل دور أولياء الأمور، ومنحهم صلاحيات أكبر لنقل تجاربهم والاستفادة من آرائهم في النهوض بالمستوى التعليمي، لافتاً إلى أن دور ولي الأمر ليس بالمفهوم السائد سابقاً، والذي كان يقتصر على متابعة المستوى الدراسي للأبناء، فأولياء الأمور اليوم يقدمون مبادرات وأفكاراً ويشاركون بقدراتهم وإمكانياتهم في الفعاليات المدرسية المختلفة.

 صورة مشرفة

وأضاف أن الطالب عندما يشعر بهذا التقارب بين ولي أمره والمدرسة، يبدأ في تغيير سلوكياته نحو الأفضل، ويسعى إلى إبراز صورة مشرفة له، من خلال المثابرة على التفوق والاجتهاد في كافة المجالات، ذلك أنه يجد قدوة يحتذي بها، ودافعاً يستمد منه طاقته الإيجابية، مؤكداً أن هناك علاقة وطيدة بين تفوق الطالب وثقافة الأسرة، فالطلبة الذي يجنون تحصيلاً أفضل في المدرسة، عادة ما تكون أسرهم على ثقافة عالية، وتحرص على توفير الأجواء الملائمة والاستقرار النفسي لأبنائها.

يؤيده في ذلك خالد فؤاد اختصاصي اجتماعي، والذي قال إن إلقاء المسؤولية في تربية الأبناء على المدرسة والتنصل من أي دور تجاههم، وفقدان الروابط والصلات العميقة بين أولياء أمور الطلبة والمعلمين، يزيد الفجوة بين الطلبة والمدرسة، ويضعف أمنياتهم وطموحاتهم. ومنبع هذه السلوكيات هو ضعف ثقافة ولي الأمر، الذي ينظر إلى المدرسة على أنها المربي والمسؤول عن تأسيس الابن، وعن تفوقه وإخفاقه، كما أن بعضهم من شدة قصر ثقافته يرفض تزويد المدرسة بالمعلومات الكاملة عن أبنائه وعن حالته الاجتماعية والأسرية، لإيجاد بدائل وحلول لانتشال الطالب من تيارات الإخفاق.

 مبررات وتوعية

وأشار إلى أنه عند وصول ولي الأمر إلى هذه الدرجة، لا بد من البحث له عن مبررات لاستدعائه إلى المدرسة، وتوعيته بمخاطر التصرفات التي يمارسها، أو توفير محاضرات توعوية أو برامج تسهم في تعزيز ثقافة ولي الأمر وأهمية الأسرة في الحالة النفسية التي يعيشها الطالب، والتي تنعكس على مستواه التحصيلي في المدرسة. أما محمد الراضي معلم، فأكد أن الأسرة هي العامل الأساس في العملية التعليمية..

وتشترك في توعيتها أطراف مجتمعية عدة من أهمها المدرسة التي يمكن أن ترتقي بأولياء الأمور، من خلال إشراكهم في العملية التعليمية، وهو الأمر السائد الذي بدأ العديد من المدارس اتخاذه طريقاً لترميم العلاقة بين أولياء الأمور الذين يرفضون زيارة المدارس، من خلال تشكيل مجالس أولياء الأمور، وتخصيص مساحة دائمة لهم، وساعات حضور وانصراف ومناوبات، كل ذلك من أجل غرس تلك الثقافة الإيجابية في نفوس أولياء الأمور، وإمدادهم بالسلوكيات الصحيحة التي يجب عليهم اتباعها ليضعوا أبناءهم في مسارات التفوق الصحيحة.

Email