العلاقة كما يرام.. والفضل للتكنولوجيا ووسائل التواصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

ساورت الشكوك الطالبة فاطمة السميطي التي انتقلت مؤخراً إلى مدرسة جديدة، إذ كانت تخشى قسوة إدارة المدرسة وجفائها في التعامل، لكن بعد إنهائها الإجراءات الأولية في التسجيل، لمست الفارق في تعامل الإدارة، فالابتسامة لا تفارق وجه المديرة منذ دخولها المدرسة.

وكذلك المعلمات، ما منحها الثقة والتقدير للإدارة الجديدة التي لا تُقارن في أدائها الراقي مع إدارة مدرستها الأولى.وتبدي فاطمة امتعاضها من أسلوب الإدارة التي تتعامل مع ولي الأمر قبل مناقشة الطالب أو الطالبة في المشكلة، مثنية في الوقت نفسه على دور وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، في تعزيز العلاقة بين الطالب والإدارة، وتوطيدها من خلال موقع المدرسة الإلكتروني أو صفحات «فيس بوك» التي بادرت الكثير من المدارس بإنشائها.

علاقة مشتركة

وتتحدث زميلتها الطالبة آمنة السميطي عن العلاقة الوثيقة بين الطالبة والمعلمة، وتطورها على مستويات أعلى مقارنة بواقع المدارس والتعليم في الماضي، إذ تصف علاقة الطالبة بالمعلمة أنها أكثر تفهماً ومرونة.

وقد يشترك الطرفان في إعداد مشروع وتنفيذه، في صيغة توحي بأن علاقة الطالبة مع المعلمة هي علاقة صداقة، مشيرة إلى أنها تولت قيادة مجموعة من الطالبات في نشاط أقامته المدرسة مؤخراً، وتابعت المعلمة معها مراحل الإنجاز عبر «تويتر».

وفي ما يتعلق بالإدارة، توضح أنها منذ الصغر لا تحبذ الذهاب إلى الإدارة نتيجة شعورها بالخوف والتردد رغم يقينها أنها غير مذنبة أو مخالفة لأي شيء، لكن وبمجرد وصولها للمرحلة الثانوية، تلاشى هذا الخوف من تفكيرها، مؤكدة أن ما كانت تشعر به في الماضي هو خوف فطري يقبع في ذهن الطلبة من عقاب الإدارة، أما في الواقع المعاش لم يعد الخوف متواجداً بين الطلبة وربما حل مكانه الخجل، خاصة عند الطالبات.

تجربة مريرة

ونتيجة تجربة الطالبة فايزة فلكناز المريرة ونظرتها المشؤومة تجاه إدارة المدرسة القديمة، فقد تشكلت لديها حالة من الخوف والقلق إزاء المدرسة التي انتقلت إليها حديثاً، لكنها اكتشفت أن الصورة المرسومة في ذهنها عن الإدارة مختلفة تماماً، بعد أن شاهدت قنوات التواصل بين الطالبة والإدارة مفتوحة.

فضلاً عن فتح بعض المعلمات الأبواب أمام الطالبات للمساعدة في القضايا الشخصية، موضحة أن إحدى الإداريات في مدرستها القديمة كانت صعبة المزاج وشديدة الغضب، وهو ما قاد إلى نفور مجموعة كبيرة من الطالبات، وكرههن للإدارة بالإجماع.

شخصية المديرة ومن معها في الإدارة، لم تختلف داخل المدرسة أو خارجها، من وجهة نظر الطالبة حصة الشرقي، التي عايشت واقع بعض الإداريات من خلال المجتمع الخارجي، وتضيف إن الكره الذي يحمله بعض الطلبة أو الخوف من الإدارة، ناتج عن تصرفات أحد أعضاء الإدارة الفردية، فقد تكسب مديرة مدرسة ما معظم طالباتها بمواقف إنسانية واجتماعية صغيرة، بينما لا تجد مديرة أخرى من مدرستها وطالباتها سوى البغض والنفور بفعل حزمها المفرط أو اتصافها بالدكتاتورية.

 وسائل حديثة

 توضح مجموعة من الطالبات، أن وسائل التواصل الحديثة أدت إلى حدوث نقلة نوعية في حياة الطلبة، وأعادت صياغة العلاقة بين الطالبة والمعلمة، إذ ساهم تواصل الطرفين إلكترونياً في تحقيق المرونة لهذه العلاقة.

وتدعم الطالبة آمنة السميطي هذا الرأي، بإيمانها أن واقع شبكات التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيس بوك» وغيرهما، يعزز تطور العلاقة بين المعلم والطالب، فقد أنشأ الكثير من المعلمين والمعلمات حسابات خاصة لهم، للتواصل مع طلبتهم وتبادل الآراء ومناقشة الدروس والمشاريع التي تتعلق بالمنهاج، إلى جانب المحافظة على الاتصال والتواصل الدائم بين الجميع أثناء الإجازة، ما يعزز العلاقة بين مختلف أطراف العملية التعليمية.

Email