حصص خارج أسوار المدارس.. ومبادرات وأفكار تقلـب الموازين

ت + ت - الحجم الطبيعي

توفير بيئة تعليمية جاذبة، هاجس العديد من المدارس سعياً للارتقاء بتفاعل طلبتها وتحقيق مردود إيجابي واسع على المجتمع، وذلك يتحقق من خلال ابتكار عناصر وأساليب جديدة في العملية التعليمية.

وهو ما حرصت عليه العديد من المدارس على امتداد مناطق الدولة، منها مدرسة محمد بن راشد التي اجتهدت في توفير بيئة تفاعلية لطلبتها بعيداً عن النمطية المرهقة والمنفرة، إذ بادرت بإنشاء غرفة مخصصة لتعليم الرياضيات عن طريق الألعاب والمسابقات، أصبحت وجهة الطلاب في حصص الرياضيات وأوقات الفراغ، إذ يتسنى لهم فيها ممارسة بعض الألعاب التي تم اختيارها بعناية بهدف تطوير الذكاء وقدرات التفكير، إضافة إلى ذلك تم تخصيص حديقة مصغرة أطلق عليها «ساحة الخوارزمي»، التي يدرس فيها الطلبة مادة الرياضيات تحت ظلال الأشجار وباستخدام تقنيات حديثة.

حديقة الإطارات

وفي السياق ذاته، أحكمت مدرسة «العذبة» قبضتها على الروتين، وألغت وجوده من حرمها المدرسي، وذلك بعد أن أطلقت مشروعها المتمثل في حديقة مدرسية مكونة من الإطارات المستعملة المعاد تدويرها، لتؤسس فصلاً دراسياً متكامل المرافق في الهواء الطلق، مع مكتبة دراسية تزخر بعدد من الكتب التي تخدم المنهج الدراسي، تزورها الطالبات في بعض الحصص وأوقات الفراغ.

إضافة إلى ذلك، فقد تضمنت الحديقة مجموعة من الألعاب التعليمية، ولكون المدرسة تضم طالبات التعليم الأساسي من الحلقتين الأولى والثانية، فإن التعليم بالألعاب يبدو ذا مردود أكبر على مستوياتهن الدراسية.

الشواطئ والحدائق

وعلى خُطاها حولت مدرسة أم سقيم النموذجية، العديد من الفصول الدراسية إلى مراكز لصقل القدرات وتنمية المهارات التي تساند المنهج المدرسي، إضافة إلى اعتمادها على تثقيف طالباتها وتأهليهن وإعدادهن في مختلف المجالات الحياتية، إذ ركزت بشكل أساسي على تحويل القاعات الدراسية إلى بيئات جاذبة تضم وسائل وأدوات تعليمية وترفيهية.

كما حرصت على توفير دورات للخياطة والطبخ وبعض الحرف التقليدية والمهام المنزلية لإعداد طالباتها لتحمل المسؤولية الأسرية مستقبلاً. إلى جانب ذلك، شجعت مدرسة أم سقيم طالباتها على ممارسة التجارب العلمية المختلفة، إلى جانب بعض الرياضات المهمة، منها إنشاء إسطبل للخيول في المدرسة، وقاعة لممارسة الرماية.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ وضعت في خططها الفصلية تقديم الدروس خارج أسوار المدرسة، إذ توفر إدارة المدرسة يوماً دراسياً أسبوعياً لطالباتها، يكون إما على الشواطئ القريبة في إمارة دبي، أو في الحدائق وبعض المرافق الممتعة التي تزخر بها إماراتنا.

شبح الروتين

الأمر لا يقتصر حتماً على مدارس بعينها دون أخرى، فمدارس الدولة تزخر بالعديد من الابتكارات والتجارب التي بددت من خلالها شبح الروتين الذي ظل لسنوات يثقل كاهل الطلبة بتقليدية التدريس، فلكل مدرسة بصمة خاصة أهلتها لأن تخرج عن المألوف في فكرة انفرادية، ومما لاشك فيه أن هذه الأفكار والمبادرات والأساليب والسلوكيات تحظى باهتمام.

وتشجيع ومباركة دائمة من وزارة التربية والتعليم، التي لطالما أرادت للنظام التعليمي في الدولة مسيرة ترتقي بأفكار وأساليب العمل إلى آفاق نوعية، فظلت الذراع الطولى في دعم وتوجيه ومساندة إدارات المدارس والمعلمين، نحو تطوير قدراتهم بما يرقى إلى المطلوب من التعليم في ظل التفوق الذي تشهده الدولة في شتى الميادين.

Email