التمييز بين الطلبة.. اجهاض لحقوق الآخرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

التمييز بين الطلبة، تصرف غير مبرر مهما كانت الأسباب، ويظل أمرا مرفوضا في جميع الحالات. فالأضرار النفسية التي يخلفها "مؤلمة"، وبراكين الحقد تنشط مع مرور الوقت في أوساط الطلبة، بل يتداعى الأمر لاحقاً، ويؤدي إلى نفور الطالب المهمش من الحصة والمادة معاً، إزاء انحياز المعلم لأحد زملائه بقصد أو من دون قصد، والاهتمام به أكثر من غيره. لذلك وجب على المعلم أن يضبط انفعالاته في الفصل، ويعدل بين الجميع في عملية وضع الدرجات والشرح، حرصاً على توصيل الرسالة.

العلاقة بين المعلم والطالب، تصفها فاطمة سجواني اختصاصية نفسية في منطقة الشارقة التعليمية، أنها علاقة صعبة ومهمة في الوقت ذاته، وينبغي أن تبنى على الود والاحترام كي تفرز مخرجات ممتازة. وتمييز المعلم وقسوته على طالب دون سواه، يساهم في تدني كفاءة المخرجات، ووجب عليه ضبط انفعاله وشخصيته لأنه أمام نحو 30 عقلا مختلفا.

 

 

 

وتشير إلى أن هفوات بعض المعلمين سواء كانت بقصد أم من دون قصد، مثل الاهتمام بطالب والحديث إليه بإسهاب، يساهم في تأجيج الحقد والكراهية بين الطلبة، وفي المقابل يهمش وجود طالب آخر ولا يتحدث معه كثيراً، لافتة: أن على المعلم عدم الوقوف إلى مجموعة معينة من الطلبة أو النظر إليهم باهتمام أثناء الشرح، وقد يلاحظ طلبة هذه الأفعال وتترجم بأنها تهميش للآخرين.

أما إذا كان التمييز بقصد، تنذر الاختصاصية النفسية بأنها مشكلة خطرة، ستثير النزعات والفتن بين الطلبة، وكثيراً ما يتوجه الطالب إلى صديقه إذا شعر بالتفرقة بحثاً عن أسباب انحياز المعلم إليه، ويدفع هذا الحقد حيناً إلى المشاجرة، موضحة أنه ثمة طلبة ينفرون من حصص ومواد محددة جراء هذا الميول الباطل، وقد يتداعى الأمر تدريجياً فيصبح الطالب في صفوف الضعفاء.

 

حق مشروع

وترى أنه حق مشروع في أن يمنح المعلم الطالب المتفوق المزيد من المزايا، ولكن حري به أن لا يهمش حق الطلبة الآخرين أو يحجم دورهم، وكذلك لا يجب أن تؤثر هذه العلاقة على درجات الطلبة، والمعاملة بالمثل للجميع على مبدأ الاحترام والمساواة والابتعاد عن سياسة الانحياز والتفرقة، وحينما يعامل المعلم طالب ما بطريقة مختلفة يجب توضيح سبب التمييز لجميع الطلبة وإبلاغهم بأنه إجراء مؤقت.

ومن أسباب التمييز الأخرى التي ترصدها، أن المعلم نفسه يقدم دروسا خصوصية للطالب في المنزل، وبديهياً أن يكون الاهتمام أكبر بالطالب، كما يميل المعلم ناحية الطالب أحياناً لأنه يحمل نفس الجنسية، ونادراً ما تكون سياسة التمييز متوفرة لدى المعلم المواطن. أما سماح المعلم للطالب المتفوق بدخول الفصل متأخرا لا غبار عليه، لأنه سيكون حريصاً على الحضور.

ولن يتأخر إلا إذا كانت هناك ظروف وأسباب قوية، على خلاف الطالب غير المتفوق، الذي تتكرر حالات الغياب والتأخير في سجله الحافل.وثمة اهتمام ملحوظ من قبل بعض المعلمين حيناً نحو الطلبة المنحدرين من أسر وعائلات معروفة في المجتمع، وبالرغم من ندرة هذه المشاهد إلا أنها حاضرة في بعض الأحيان، منوهة إلى أن المعلمة في مدارس البنات كثيراً ما تهتم بطالبة ما بدافع المجاملة لكونها على معرفة بأسرة الطالبة أو نحو ذلك.

وتفيد سجواني أنه في اليوم الأول للدراسة، يتكهن الطالب بصورة عن آلية تفكير المعلم حيالهم، وحرصاً على كسب ثقة الجميع، يجب على المعلم عدم التركيز على طالب دون آخر، ومحاولة حفظ جميع الأسماء داخل الفصل كي لا يجد نفسه في وقت لاحق همش أسماء طلبة آخرين.

Email