المكتبات المدرسية مراكز مصادر التعلم تزود المتعلم بالمهارات وتساعد المعلم في تنويع أساليب التدريس

ت + ت - الحجم الطبيعي

وفي سياق متصل أكدت آمنة راشد العبدولي اختصاصية مراكز مصادر التعلم بمدرسة المعرفة بالفجيرة، أن تنمية مهارات التفكير والبحث والاستكشاف وحل المشكلات لدى المتعلم تأتي من بين أهم أهداف مراكز مصادر التعلم، إضافة إلى تزويد المتعلم بمهارات وأدوات تجعله قادراً على التكيف والاستفادة من التطورات المتسارعة في نظم المعلومات وكذلك مساعدة المعلم في تنويع أساليب تدريسية.

وتقديم اختيارات تعليمية متنوعة لا توفرها أماكن الدراسة العادية، إلى جانب مساعدة المعلمين في تبادل الخبرات والتعاون في تطوير المواد التعليمية وإتاحة الفرصة للتعلم الذاتي وتلبية احتياجات الفروق الفردية وإكساب الطلبة اهتمامات جدية.

والكشف عن الميول الحقيقية والاستعدادات الكامنة والقدرات الفعالة لديهم، لافتة إلى أن وظائف مركز مصادر التعلم، هي توفير مصادر معلومات مختلفة ذات علاقة بالاحتياجات التربوية والتعليمية ومساعدة الطلاب والمعلمين في الوصول لمصادر المعلومات المتاحة داخل المدرسة أو خارجها، وكذلك مساعدة الطلبة والمعلمين وتدريبهم على استخدام مصادر المعلومات، إضافة إلى تقديم النصح والمشورة لأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة حول اختيار واستخدام الوسيلة التعليمية المناسبة.

اتساع دائرة الحوار

وعن توجيه وزارة التربية والتعليم للمدارس بضرورة إجراء الأبحاث الطلابية داخل المكتبات المدرسية بهدف تعزيز ثقة الطلبة بأنفسهم، وتعزيز التفاعل بين الطلبة والمعلمين في مجال المشاريع البحثية، أكد علي محمد الزاحمي رئيس قسم المناهج بمنطقة الفجيرة التعليمية أن ذلك القرار سيساهم بشكل كبير في اتساع دائرة الحوار بين الطلبة ومعلميهم، خاصة أن الطلبة سيقومون بإجراء أبحاثهم تحت إشراف المعلمين، وهو الأمر الذي سيدفع بالكثير من الطلبة للاعتماد على أنفسهم واستخدام طاقاتهم من جانب، واستثمار إمكانات المكتبات المتعددة من جانب آخر.

مؤكداً أن تطوير أداء المكتبات المدرسية وخدماتها واعتماد النظام الإلكتروني المتكامل لإدارة المكتبات المدرسية وفق أحدث المعايير الدولية المعتمدة؛ سيمكن الطلبة من إثراء معلوماتهم وسيدفعهم نحو إنجاز أبحاثهم في أقل مدة ممكنة، فضلاً عن تدريبهم على الخطوات الصحيحة والحديثة لإجراء البحوث العلمية.

وأشار إلى أن ما تسعى إليه الوزارة حالياً من توفير مكتبات إلكترونية شاملة بجميع المدارس الحكومية، بات ضرورة حتمية في ظل التدفق المعلوماتي المتلاحق في مختلف الجوانب العلمية والثقافية التي تهم الطلبة، والتي بدورها ستساعدهم في الحصول على المعلومات من مصادرها أثناء تدريس بعض أجزاء المنهاج.

إضافة إلى تلبية احتياجات الفروق الفردية بينهم، وكذلك تعزيز قدراتهم الخاصة بالتثقيف الذاتي، بهدف إكسابهم مهارات الاتصال بأوعية الفكر المتنوعة، مضيفاً أن عمليات التطوير التي تشهدها حالياً مراكز مصادر التعلم بمختلف المناطق التعليمية، راعت سبل الراحة للطلبة خلال ممارستهم للقراءة داخل المكتبة، عن طريق الأثاث المكتبي المطور الذي يتواكب مع أحدث التجهيزات الفنية والذي بدوره يعد من أهم عناصر جذب الطلبة نحو المكتبة المدرسية؛ التي تمثل النافذة الأولى لثقافة الطلبة في مختلف العلوم والمجالات.

 

المتغيرات المتلاحقة

أشار إبراهيم الميهي مدرس رياضيات بمدرسة مسافي للتعليم الأساسي والثانوي بمنطقة رأس الخيمة إلى أن المكتبة المدرسية تمتاز عن بقية أنواع المكتبات الأخرى بأنها أول نوع من المكتبات يقابل القارئ في حياته، مؤكداً أن المكتبات المدرسية بعد تحويلها لمراكز مصادر تعلم أصبح لها أهمية كبيرة؛ لكونها باتت من أهم الوسائل التي يستعين بها النظام التعليمي في التغلب على العديد من المشاكل التعليمية التي نتجت عن المتغيرات المتلاحقة دولياً ومحلياً، خاصة وأن النظام التعليمي نظام مفتوح يؤثر ويتأثر بالنظام الاجتماعي كله بما فيه من أنشطة اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية.

لافتاً إلى أن دور المكتبات المدرسية بمفهومها الجديد مكن الطلبة من تعزيز قدراتهم الإبداعية والعلمية، خاصة عند إعداد بعضهم للمشاركة في المسابقات الدولية أو الإقليمية أو المحلية، حيث تساهم تلك المكتبات المعروفة حالياً بمراكز مصادر التعلم في حصول الطلبة على جميع المعلومات التي يريدونها بسهولة من دون مساعدة أحد، مما دعا العديد منهم لاستثمار إمكانات مراكز مصادر التعلم وتوظيفها بشكل جيد للتثقيف الذاتي، في إطار ما تتضمنه تلك المراكز من معلومات مقروءة ومسموعة ومرئية.

وذكر الميهي أن طرق التدريس تؤثر بدورها على مدى تفاعل الطلبة مع المكتبة المدرسية؛ فالمدارس التي تستخدم أساليب تقليدية في التدريس تقلص من استخدامات الطلبة للمكتبة نظراً لاعتماد المعلمين في الغالب على الكتاب المدرسي فقط، بينما المدارس التي تستخدم طرقاً حديثة في التدريس وتحرص على تعزيز التعلم الذاتي للطلبة، نجدها تعمل على توثيق العلاقة بين المكتبة والمنهاج الدراسي، لما للمكتبات المدرسية من قدرة هائلة على تعزيز التحصيل الدراسي وإكساب الطلبة خبرات متعددة في مجالات البحث العلمي.

Email