جهاز كشف المعادن يضبط عشرات المدخنين في مدرسة!

تدخين الطلبة.. «رجولة» وزنها رماد سيجارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل التدخين مراحل متطورة من الخطورة بين طلبة المدارس، فـ «المدواخ» بات يجسد «موضة طلابية»، والسجائر بدأت تأخذ أشكالاً جديدة ونكهات مختلفة. وعند الحديث عن تدخين المراهقين، لا بد من طرح تساؤلات تتعرف على سن التدخين المبكرة، وحجم الضرر الذي يتبع ذلك، والأسباب التي دفعت إلى هذ المستنقع، والحيل التي يتبعها الطلبة المدخنون في مواجهة قوانين ولوائح وأنظمة المدرسة.

 

 

صحياً، تطال خطورة التدخين سائر أعضاء جسد الإنسان، وخصوصاً القلب والرئتين، والمشكلة الأكبر أن تدخين المدواخ والسجائر، يشكل خطراً على الواقع النفسي والصحي والذهني لدى الطلبة، ما يتسبب في حالات إغماء وإرهاق وتعب عند البعض بشكل سريع وبسيط، وتزداد تلك الحالات لدى من يدخن مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم قبل تناول الإفطار.

 

أثناء الاستراحة

في مسألة التورط في آفة التدخين، قال الطالب خليفة القحطاني، إن هذا السلوك منتشر كثيراً في مدارس البنين الثانوية، وتحديداً في دورات مياه المدرسة، مضيفاً أن مشكلة الميدان التربوي في هذا الصدد، محددة بضعف الرقابة على الطلبة أثناء الاستراحة وبين الحصص، لدرجة أن بعض الطلبة يبدأون التدخين مباشرة داخل الفصل، فور قرع جرس الاستراحة الأولى، ما يفسر تفشي الظاهرة وبقوة بين الطلبة. والمشكلة الأخرى أن ثمة أصناف أخرى منتشرة بين الطلبة مثل: «تشيني كيني» و«النسوار» و«البان».

 

إخفاء الأدوات

وشاطر عبدالله فيصل صديقه الرأي، موضحاً أن بعض الطلبة يحفظون علب السجائر وأدوات التدخين أسفل صنابير المياه، بالإضافة إلى ربطها بمراوح الفصل العليا، ومنهم من يخفيها في الملابس الداخلية، موضحاً أن إدارة المدرسة، ولدى تفتيشها الطلبة ذات يوم، ضبطت ما يقارب أربعين طالباً مدخناً. وأضاف أنه تم ضبط حالات أخرى كثيرة عن طريق جهاز إلكتروني استعارته المدرسة من إحدى الجهات الأمنية، حيث كشف الجهاز عن طريق صوت الإنذار، المعادن الملتصقة بــ «المداويخ» و«القداحات».

 

العظمة والرجولة

وحول الأسباب التي تدفعهم للتدخين، قال أ. م. طالب مدخن، إن رفقاء السوء هم السبب الأول في الانجراف إلى هذا الطريق، والتمسك بهم يحد من الإقلاع عن هذه العادة السيئة، لافتاً إلى أن المدخنين يشعرون بـ «العظمة والرجولة» أمام الصغار حينما ينفثون الدخان من أفواههم، فضلاً عن السعي إلى التدخين في الأماكن العامة التي تتواجد فيها الفتيات.واعترف الطالب أن والده أمسك به يدخن في مرات عدة، وكان جزاؤه الضرب المبرح، إلى أن شعر الأب بالملل والإعياء من الإمساك بالعصا في وجه إدمان سلوك غير سوي.

 

الكسل والخمول

وأفاد م. س. طالب في الثانوية العامة، أنه وقع في براثن التدخين منذ عامين، وكشف مرات عدة إلا أنه لا يزال يدخن في الخفاء، لكن ورغم ذلك، فقد ظل متمسكاً بتلك العادة السيئة، مشيراً إلى أن التدخين يشعره بالكسل والخمول، وينقله إلى خيال داكن. وقال إنه عندما يرغب في شراء التبغ من المحلات الخاصة بالمدخنين، يذهب بسيارته أو برفقة أصحابه، لافتاً أن معظم الباعة لا يمانعون بيع التبغ للمراهقين والطلبة.

 

نوعية التبغ

وأشار الطالب، إلى اختلاف نوعية التبغ المستخدم في التدخين، منه على سبيل المثال القوية «الحارة» وأخرى الضعيفة «الباردة»، وعادة ما تكون الحارة هي الأشد تأثيراً على الذهن.الطالب علي الجنيبي، وقع ذات مرة ضحية قوة تأثير التبغ على صدر المدخن وصحته، حيث روى صديقاً له قصته مع «المدواخ» الذي أثار الذعر لديه بعد تلك الحادثة. ووقعت الحادثة حينما أفاق علي من النوم ليمسك بالمدواخ ويدخن قبل أن يفطر أو يتناول شيئاً، وبينما هو يستنشق دخانها القاتل، لم يشعر سوى بابن خالته يقف إلى جانبه عند سرير المستشفى.

Email