المركبات القديمة.. أيقونة تعكس ثقافة المجتمع في أربعينات القرن الماضي

»العريبي«.. بعدُ إجتماعـي لتاريخ السيـارات في الإمارات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

"عمركم شميتوا ريحة مواتر السيارات القديمة بالدولة. أو حتى عمركم فكرتوا شو قصة ربعنا الإماراتيين إلي استخدموها في ذيج الفترة، وبالذات سيارة الـ (بيدفورد)، يقولكم كانوا يسمونها الأوليين »العريبي«.. تدرون خلونا نبحبش في التفاصيل، ونطري سوالف تاريخنا المحلي، مع السيارات، من يوم دخلت البلاد".

 

تنطلق رحلتنا على طريق مطار الشارقة الحالي، مستثمرين مخيلة الزائر ونهمه للاطلاع على طبيعة تعلق الإماراتيين، وشغفهم بالذات، مع سيارة الـ"بيدفورد" في الإمارات، من خلال زيارة متحف السيارات القديمة في الشارقة.

 

عنوان وتاريخ

مشهد حضور "البيدفود" الإنجليزية في المتحف عنوان يؤرخ للتفاعل الحقيقي بين الفرد في مجتمعاتنا، وللنتاجات والابتكارات الحضارية العصرية، كما أنه يطرح سؤالاً حول البعد الإنساني والاجتماعي العام، لتفاصيل تاريخ السيارات في دولة الإمارات، إضافة إلى مدى إمكانية قدرته، من خلال مضمونه وما أحاط به من قصص وحكايات، في أن يشكل مخزوناً سردياً وثقافياً وتجارياً في مجتمعنا.

ويستطيع المتتبع معها، التعرف بشكلٍ وافٍ، على مختلف مراحل التحول والانتقال التي مر بها مجتمعنا المحلي، إبان الوجود العسكري البريطاني، من خلال تعزيز أطر الشغف، آنذاك، بالحصول على هذا الاختراع، عبر توفيرها للناس في تلك الفترة.

والذي رسخ لديهم علاقة خاصة مع السيارة، تلك الفترة، ارتبطوا فيها بهذه الآلة الجديدة، على أساس أنها روح تنبض يحلون بفضلها على فوائد جمة، في الانتقال والسفر، وكذلك توظيفها لتحصيل لقمة العيش. كما لم تقف رؤيتهم في هذا الخصوص، عند حدود دور السيارة واستخداماتها، في توفير الاحتياجات الحياتية فقط، بل حققت انسجاماً نوعياً بين مرادفات التراث الإنساني ودخول الحضارة.

 

ولادة

تاريخ إنتاج سيارة (البيدفورد) الإنجليزية، كان بين عامي (1930- 1986)، في مقاطعة بيدفورشير من هنا اسُتمد اسم السيارة - في منطقة تدعى لوتون في بريطانيا. ويعد وصولها إلى "الإمارات المتصالحة"، آنذاك، في فترة الأربعينات من القرن الماضي، أثناء وجود البريطانيين، حالة إنسانية جديرة بالقراءة المتأنية. وذلك لتفاعلاتها وأدوارها، حينها، ما بين ضرورة البحث عن الرزق، وثقافة شراء هذه النوعية من السيارات.

 

لماذا "العريبي"؟

عبر نقاش طويل جمعنا مع أحمد الجروان مدير عام متحف ونادي السيارات القديمة بالشارقة، وعضو المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات. وأيضاً مع عبدالمجيد محمد حاجوني (أحد أبرز معاصري ومقتني سيارة البيدفورد، منذ عام 1954 وحتى أواخر الستينات من القرن الماضي).

وذلك في مقر متحف السيارات القديمة في الشارقة. إذا، لماذا أطلق مسمى "العريبي" على (البيدفورد)؟ سؤال استوقفنا في بداية تناول الموضوع. وأجاب حاجوني حول ذل:" إن التسمية ترجع إلى استخدامات هذه السيارة في المنطقة العربية بشكل كبير..

فكانت تعد في أسس صناعتها، لتكون في مواصفاتها ملائمة للاستخدام في دول الخليج العربي". استغرقنا النظر في وجه حاجوني. وكانت ملامحه، مع مضمون أحاديثه، تمدنا بالقدرة على تلمس عبق ذكريات تلك المرحلة وتفاصيلها. وتوصلنا إلى أن للسيارات قصصاً لم ترو بعد، ونحتاج إلى كتابتها موثقين استخداماتها المحلية، وطبيعة ثقافة أهل الإمارات في استيعاب وجودها بشكل سريع، حينذاك.

 

"تفنيش"

فكرة دخول سيارة "بيد فورد"، وقدرة الأفراد على شرائها في منطقة الإمارات، بدأ عن طريق الجيش البريطاني في الدولة، آنذاك. استخدمت "العريبي" لحمل الأجهزة والمعدات البرية والجوية والبحرية، التابعة لذلك الجيش.

وكان يتم بعد انقضاء فترة الرغبة فيها، التخلص منها عبر مفهوم ساد حينها، وهو "التفنيش" أو نهاية الخدمة لهذه المعدات، والتي منها السيارات العسكرية. فبعد انتهاء فترة الخدمة المقررة لهذه السيارة في الملحق العسكري البريطاني، كان يقوم المشرفون عليها في الجيش بإنهاء مدة استخدامها وتقديمها للبيع عبر سوق كان موقعه في الشارقة بمنطقة المحطة، والتي كان يوجد فيها، مقر القوة الجوية العسكرية البريطانية، وهي بمثابة "المنزل" الأول، للطائرات في الإمارات.

 

مشهد استثنائي

طبيعة التفاعل الاجتماعي لحضور "العريبي" في الحياة الإماراتية القديمة، استثمار نوعي للذاكرة المحلية، شاركنا به أحمد الجروان، في حديثه لـ (مسارات)، مبيناً أن تاريخ دخول السيارات الإنجليزية في الإمارات، لم يبدأ حتى أربعينات القرن الماضي، وسبق ذلك دخول السيارات الأميركية.

وأضاف: "قبل تلك الفترة، كانت فكرة الحصول على سيارة، نادرة جداً". وأطلعنا الجروان على أن "العريبي" تُعد حالة استثنائية، إذ أحدثت ثورة في فنيات الطرق ومفهوم الصيانة والتقنيات الفنية. ولا يفوتنا هنا أن هذه الحالة بدأت بالتسرب في الثقافة المعرفية لدى مقتني هذه السيارات أيضاً.

وأشار الجروان إلى أن مسألة شراء السيارة قديماً، كانت مبنية على مفهوم الحاجة والبحث عن الرزق بالدرجة الأولى، معلنة بعد ذلك علاقة من نوع خاص، تربطها مع مستخدميها. واعتبر الجروان أن البيدفورد، مركبة صممت للنقل والشحن، ولم تتجرد من مهمة معايشة يومية، ومرحلة ودية طويلة، سكنت كل من أقدم على شرائها.

 

سوق البيدفورد

سوق للسيارات المنتهية خدمتها عن الجيش البريطاني. هكذا كانت بوادر الاحتكاك التجاري والاستثمار، في هذا المجال، خلال تلك الفترة، وساد في السوق، تبني أسلوب المناقصة المعتمدة دولياً. ووصف حاجوني العملية، بالفعل الاجتماعي في السوق، حينها، وأنها تمثل لوحة فنية يستقي منها الشخص، وبعفوية، قدرته على تقييم السيارة المعروضة للبيع، عبر تقديم سعر مناسب يحقق له امتلاكها.

وتابع: "كانت السيارات تصطف بشكل منتظم، والبيدفورد تتوسط مجموعة أخرى من السيارات المعروضة، ومنها: (اللاندروفر) و(كمر) و(أوستن) و(دوج وكي ول)". كما بيّن حاجوني أنهم كانوا يضعون الأسعار للسيارة التي يودون شرائها، ويطلعهم القسم المسؤول بالجيش عن هذا، على عمليات البيع في السوق، بالعودة في اليوم التالي للاطلاع على النتائج. ومن ثم تقديمها لمن قدم أفضل عرض بيع.

 

محطات

وفي السياق نفسه، أوضح حاجوني أن سعيهم الدائم لـشراء سيارة "العريبي"، لكونها معدة تماماً للطرق الوعرة في المنطقة، إضافة إلى قدرتها على حمل أكبر قدر ممكن من المواد والشحنات التجارية، إلى وجهات محددة، بين الإمارات وعمان. كما أشار عبدالمجيد محمد حاجوني إلى أن هناك عدة محطات تم إعدادها لسيارات الشحن، وأهمها:

محطة الشارقة في منطقة سينما هارون القديمة، محطة دبي التي كان موقعها في منطقة ديوان الحاكم بمنطقة ديرة. ولفت أيضاً، إلى انه كانت هناك محطات أخرى متنوعة، اعتمد استخدامها في المنطقة، وخاصة بين الحدود الإماراتية والعمانية، مثل: (أبو بقرة) و(عجاجة) وهما باتجاه سلطنة عمان، إضافة إلى: المنيعي، منطقة الأسود، البريمي بـ(قرب مدينة العين في أبوظبي).

 

نوعان

صنفت الحمولات المنقولة في سيارة "العريبي" إلى نوعين، أولهما خاص بالشحنات الغذائية، والثاني للمسافرين أو ما يطلق عليهم محلياً (العبرية). كما تضمنت الأنشطة التبادلية في مجال التجارة الغذائية بين عمان والإمارات. ومن المواد التي كان يُتجر بها: الأرز والتمور والمانغو والليمون الأخضر والغليون. وذلك طبعاً بحسب المواسم، في الصيف والشتاء. وارتبطت أيضاً الحاجة إلى سيارة "العريبي"، لنقل البضائع عبر السفن القادمة من الهند والعراق وغيرها. واعتبرت السيارات منافذ توزيع داخلي للمنطقة.

وحول رحلة المسافرين عبر البيدفورد، لفت حاجوني، إلى أنهم كانوا يجلسون فوق الشحنة الغذائية الموضوعة في الصندوق الخلفي للسيارة، خلف السائق. وكان يصل عددهم إلى ما يقارب الـ 20 شخصاً، موضحاً أن مسألة الشحن لم تتوقف عند الأشخاص والمواد الغذائية فقط، ولكن امتدت إلى ما يسمى بالأمانة.

والتي تتضمن مبالغ مالية محددة يضعها الأفراد لدى سائق البيد فورد، بغرض إيصالها إلى الجهة التي يغادر إليها. ويرى عبدالمجيد محمد حاجوني، أن موضوع ثقة الناس بأمانة سائق "العريبي"، آنذاك، إشارة واضحة إلى تمسك أهالي المنطقة بالمبادئ والقيم المجتمعية.

 

عاشق "العريبي"

(الدريول) أو سائق سيارة البيد فورد الإنجليزية، حالة إنسانية خاصة، احتاجت منا الغوص في تركيبتها النفسية، لنتعرف على مرحلة استثنائية، ولنتبين رسوخ سمة صبر الناس، وتصميمهم على فكرة اختيار العمل الشاق غير المسبوق، والذي عُدّ ابتكاراً مهماً في تلك الفترة. ولكن، كيف استطاعت شخصية سائق البيدفورد، استثمار الوضع التقليدي والتمسك به.

وكذلك استقبال الحداثة والأخذ بها بكل انسيابية وسرعة ونضوج؟ كان هذا سؤالاً قدمناه لـ حاجوني من جديد، إذ قدم لنا إجابة مفصلة، سرد فيها عدة مواقف إنسانية ومجموعة قصص واقعية، رسم من خلالها البعد المتأصل في هذه الشخصية، التي آمنت بوجوب دخولها إلى التاريخ المحلي.

 

"المعيوني"

ساق حاجوني، في حديثه عن نموذج شخصية سائق البيدفورد، قصصاً عن أخيه طاهر حاجوني، والذي كان متعلقاً بإخلاص، بمهنته في قيادة العريبي، في تلك الفترة. وأوضح لنا أن أخيه تعلم قيادة السيارة من الإنجليز، واستمر في تعليم الأشخاص كيفية القيادة، بتدريبهم بصورة ودية وعفوية. وعبر عن ذلك: "كان هناك أفراد من أهالي المنطقة، عملوا لدى الإنجليز، وقاموا فعلياً بتعليمهم قيادة السيارة لأغراض عملية في معسكراتهم".

وذكر عبدالمجيد محمد حاجوني أن السائق لم يكن وحيداً في هذه الرحلة الطويلة التي قد تستمر بين ثلاثة إلى أربعة أيام أحياناً، بل يستمد طاقته من شخص يجلس إلى جانبه، ويعينه على أزمات وحوادث تقع في طريق الرحلة، وذلك ليمسك زمام القيادة عنه، أحياناً، في حالات التعب، وهو ما كان يطلق عليه محلياً "المعويني".

 

أعطال بسيطة

مواقف عديدة واجهت السائق وجميع معاونيه في الرحلات من هذا القبيل، وهي وصلت حد ضرورة توقف سيارة "العريبي"، وانتظار المساعدة من سيارات أخرى قد تمر في الطريق. وكانت أعطال سيارة البيد فورد، معــروفـــة لدى صاحبها، وذلك نتيجة الممارسة والخبرة الطويلة له في طبيعة مشكلاتها الفنية البسيطة. وأشـــار حاجوني في هـــذا الصدد، إلى أن أعطال سيارة البيد فورد كانــت معروفة لبساطة لتركيبتها التقنية، موضحاً انه تصنف الأعطال إلى نوعين: خلل في طبيعة وصلات الكهرباء، مشكلات البنزين في السيارة.

وذكر أيضاً طقوس الاستراحة أثناء وقوع الأعطـــال، والمتمثلة في اختيار أماكن على جانب الطريق، أو فــوق تلة بسيطة تدعى محلياً (العرقوب). وكان المسافرون يجلسون، خلالها، تحت إحدى الأشجار المحلية كالغاف والسدرة، بينما يضطر السائق إلى انتظار فترة تتجاوز الساعتين أو الثـــلاث أحياناً، إلى ان تمر إحدى السيارات الأخرى المسافرة، فتقدم لهم المساعـــدة في إصلاح العطل.

 

التصليح قديماً

وشرح عبدالمجيد محمد حاجونـــي، نماذج إصـــلاح الأعطال في سيارة "العريبي"، موضحــاً انها متعددة وتعتمد على الفصل السنوي وموســـم المنـــاخ في المنطقة. ففـــي فصل الشتاء مثلًا، لا يستطيـــع السائـــق تشغيـــل ماكينة السيـــارة، ذلك نتيجة البرودة الشديـدة، فيقـــوم أصحابهــا بممارســة ما يسمى محلياً بـ (الجّنــه)، والتي يقصد بها، أن يتم إحضار عصا ولفها بقطعة قماش .

ومن ثم إشعال النار بها، والبدء بجعلها تلامس السيارة، من كـــل جوانبها، لتتم عملية تدفئتها، ومن ثم تشغيلها باستخدام (الهندل) أو (السلف)، وهــو مفتاح التشغيل لهذه النوعية من السيارات. وأما في الصيف، فيحـــدث عكس ذلك، إذ كانـــوا يقومـــون بصب الماء على ماكينــة السيارة، وعلى الأجزاء الداخليــة، للتقليل من تأثير درجات الحرارة العالية.

 

موقف لا ينسى

حدثنا عبدالمجيد محمد حاجوني، عن مواقف لا ينساها، في أثناء حديثنا حول أبرز الأعطال في البيدفورد: "كنا مرة في طريق سفر، وتعطلت سيارة البيدفورد التي كنا نستقلها، بسبب ارتفاع حرارتها، ومحلياً يقال لها (فاحت)، وغالبية المسافرين كانت تعاني العطش من شدة التعب، وكان عمري حينها قرابة الـ 13 عاماً،.

حيث قام أخي، وقتها، بفتح علبة ماء الماكينة الداخلية (الراديتر)، ومن ثم قدمها لنا لنشرب منها". وبين حاجوني أن لون الماء كان يميل إلى الاصفرار، نتيجة صدأ الحديد الداخلي، ومع ذلك كان المسافرون يشربونه من دون خوف أو اشمئزاز. وتابع:

"ذلك لأن (العريبي) عاشت فينا روحاً تجمعنا للبحث عن الرزق، ولم تكن مفهوماً،كآلة للنقل فقط".

 

متحف السيارات القديمة

تأسس متحف السيارات القديمة في الشارقة، في عام 2000، وهو يقع في منطقة تسمى المحطة، وتضمن بداية مجموعة من المعدات للسيارات والطائرات والدراجات. ثم انتقل المتحف إلى المبنى الجديد الذي أقيم له، وهــو على طريق مطار الشارقة، وهو يعنى فقط فيما يخص السيارات فقط.

وفي المتحف قرابة الـ 100 سيارة كلاسيكية، أقدمها سيارة دودج برذرز، العائد إلى عام 1916، إضافة إلى احتواء المتحف على مجموعة خاصة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. ويصنف المتحف حالياً ضمن سلسلة من متاحف الشارقة، الهادفة إلى نشر ثقافة الوعي بتراث وتاريخ الإمارات والبلدان العربية والعالم.

وأكد أحمد الجروان، مدير عام متحف ونادي السيارات القديمة في الشارقة، أن المتحف استطاع أن يوثـــق تاريــــخ ولادة السيارات في الإمارات، من خلال قدرته على الكشف عن وثائق وأوراق ومستندات يملكها أهـــالي الإمارات المتصالحة، تعود إلى عام 1927، قُدمـــت لإدارة المتحــف. وبمبــادرة تأســـيس نادي للسيارات القديمــــة والكلاسيكية أيضاً، ضمن ملاحق المتحف الرئيسية، ساهم في تفعيل أسواق السيارات القديمة عالمياً.

 

منصة استثمارية

وأوضح الجروان، في محور تفعيل سوق السيارات القديمة والكلاسيكية، أن الإمارات شكلت منصة استثمار سياحية وتجارية، وذلك في عمليات الشراء والبيع والتبادل. وعبر عن ذلك: "هناك أنواع من السيارات القديمة كانت تباع مسبقاً بسعر هو قرابة الـ 12 ألف دولار، واليوم هي تعرض بأرقام تتجاوز الـ 50 ألف دولار". وأضاف: "إن ذلك يرجع إلى وعي مقتنيها من مختلف دول العالم، لقضية رواج موهبة اقتناء السيارات القديمة والكلاسيكية في الخليج، بصورة كبيرة وملحوظة".

Email