سنوات بوش الثاني في الشرق الأوسط

ت + ت - الحجم الطبيعي

يركز كتاب " سنوات بوش الثاني في الشرق الأوسط (2000-2008).. دراسة حالة في علم اجتماع العلاقات الدولية"، لمؤلفه الدكتور هشام القروي، على بحث طبيعة وسمات السنوات الثماني الأخيرة من حكم الجمهوريين في أميركا، وسياستهم تجاه ما يتعارف عليه العديدون تحت تسمية الشرق الأوسط، وذلك باعتبار الامر يشكل دراسة حالة في صنع القرار. ويقول الدكتور برهان غليون، في كلمة تعقيب له: "

هذا العمل ثمرة مجهود بحثي كبير وأداء رفيع. إنه يحمل تفكيرا أصيلا متبصرا، ونهجـــا تساؤليا وتركيبيا ملحوظا. إنه مساهمة فيها في معرفة السياسة الأميركية وأسباب فشلها في الشرق الأوسط، في مرحلـــة دقيقــــة من تاريخه".

يقدم الدكتور هشام القروي، رؤاه البحثية في الكتاب، طبقا للمعايير الأكاديمية المتسلحة بمنهج الدراسة السوسيولوجية للولايات المتحدة والشرق الأوسط في عهد بوش. ويوضح ان المشكلات كما تظهر في ضوء المنهج الاجتماعي، تتخذ معنى مختلفا عن ما تبدو عليه لدى صانعي السياسات، والصحافيين والناس الذين يعانون عواقبها، يوما بعد يوم.

ومن أجـــل ذلك، حلل المؤلـــف أولا، خطاب النخبة التي حكمت أميركا في الفترة المعنية (2000-2008)، مبيّنا الروابط بين الأفكار والمفاهيم التي تتبناها وخلفيتها الاجتماعية. ثم في مرحلة ثانية، ناقش موضوع شبكات السياسيين ورجال الأعمال والنخب العسكرية في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، شارحا ارتباطاتها بعملية صنع القرار الخاص في الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأميركية.

ينقسم الكتاب إلى جزأين. يحمل الأول منهما، عنوان "النخب والمفاهيم". وفيه يدرس الباحث أعمال ومذاهب إدارات أميركية عديدة، في الشرق الأوسط ،للكشف عن ما حدث من أخطاء أثرت على علاقاتها بالمنطقة.. وعندما يباشر الباحث مناقشة وتشريح عقيدة بوش، نراه يتساءل عن سبب غياب أي علامة تربطها بالدوافع الاقتصادية والمالية والقضايا السياسية والانتخابية، مقدما لقرائه إجابة وافية في ما يتعلق بالأجنــدة المعلنـــة والأجندة الخفية (الحقيقية).

وهو يفسر كيف أن رؤية بوش للشرق الأوسط تتماهى مع شبكة علاقاته، بحيث لا يمكن فصلها عن مبدأ "دعه يعمل.. دعه يمر"، الذي تمثله أيديولوجية اليمين المحافظ و"براعاته الأخلاقية". ولهــذه الغاية، نراه يقدم عرضا شاملا لمشهد المحافظين والمحافظين الجدد ولأيـــديولوجيتهم، مع تركيز خاص على شؤون منطقـــة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تعريف مفصل للزعماء والمنظمات. ويتتبـــع القروي، الارتباطات أو الصلات الأيديولوجية بين المحافظين في الولايات المتحدة وإسرائيل، وفي العالمين: العربي والإسلامي.

ومن ما يتفحصه ويقارنه في هذا السياق : مؤسسات البحث ودراسة السياسات، نظام القيم، الجهات الفاعلة في عالمي السياسة والأعمال. وذلك بغرض الكشف عن مصادر التأثيرات التي مورست على السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط ،وعملية صنع القرار.

ويحمل الجزء الثاني من الكتاب، عنوان "الشبكات". إذ يبين فيه المؤلف، وبعد تحليله الصراع الإيديولوجي والعقائدي على السلطة والنفوذ في الجزء الأول، كيفية تشكيل سيـــاسة بوش الشرق الأوسطية من خلال ارتباطات نادرا ما يسليط الضوء عليها، حتى ان عامة الناس لا تعرف عنها شيئا.

ويسوق الجزء الثاني تحليلات للراوبط المتشابكة بين إدارة بوش والأطراف التي تدعمها، في داخل مجتمع الأعمال وخارجه، وكذا لدى جماعات الضغط والشبكات الإثنية والدينية، وأيضا المجمع الصناعي العسكري. وذلك في جميع ما يتعلق بالشرق الأوسط.

ونجد في الكتاب، وللمرة الأولى، تحليلا منهجيا في الأدبيات الاجتماعية المخصصة لبحث الصراع العربي - الإسرائيلي، يبين كيف تبدو الأمور إذا نظرنا إليها آخذين في الاعتبار معطيات الحملات الانتخابية الأميركية، وبذا يقدم تحليلات مقارنة للبيانات الكمية الخاصة بنشاط ونفوذ شبكة الداعمين لإسرائيل، وشبكة العرب الأميركيين، وشبكة المسلمين الأميركيين، وشبكة رجال الأعمال، وشبكة العسكريين. ضمن هذا المنظور، فإن عملية صنع القرار فيما يتعلق بالشرق الأوسط تصبح واضحة الميكانزمات والمحددات تماما. كما يبحث هذا الجـــزء في مجموعـــة قضايـــا أخرى، من بينها:

رجال الأعمال ومؤسسات البحث ودراسة السياسات، جماعات الضغط، الحرب وشــؤون المال والأعمال، تفكيك المصالح الأميركية والعربية، الاستثمارات الأجنبية، أموال النفط والاستياء الذي تثيره، شراء وسائل الإعلام، الإسلام الأميركي والتحيز السياسي، وزن الأقليات.

 

 

 

 

الكتاب: سنوات بوش الثاني في الشرق الأوسط (2000 - 2008) .. دراسة حالة في علم اجتماع العلاقات الدولية

تأليف: هشام القروي

الناشر: ميدل ايست ستاديز بوك/كرييت سبيس. شارلستون. كارولينا الجنوبية. الولايات المتحدة - 2012

الصفحات: 636 صفحة

القطع: الكبير

Email