كوليت وويللي

كوليت وويللي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حازت كوليت بيات، مؤلفة هذا الكتاب، على شهادة الدكتوراه في الحقوق وهي في العشرين من عمرها لتعمل بعدها في سلك المحاماة قبل أن تتحول إلى مهنة الكتابة حيث قدمت عشرات الكتب من بينها: «مذكرات كلوتيلد» و«المحامي دو روشوليو»، الخ.«كوليت وويلي» عنوان كتاب لمؤلفته المحامية الشهيرة «كوليت بيات»، والمقصود فيه هما الروائية المعروفة كوليت والرجل الذي تزوجته «هنري غوتييه ـ فيلار» الذي كان يعمل ناقداً أدبياً وناشراً يكبرها ب13 سنة. واختار اسماً كتب تحته باسم «ويللي».

الفكرة الرئيسية التي تطورها المؤلفة «كوليت بيات» في هذا الكتاب مفادها أنه ما كان لكوليت أن تصبح تلك الروائية ذات الشهرة العالمية لو لم يكن هناك «ويللي»، وما كان لويللي أيضاً أن يصبح ذلك الناقد المعروف دون كوليت. وبهذا المعنى تصف المؤلفة كوليت وويلي أنهما كانا يشكلان «ثنائياً أسطورياً». وهي تصل إلى هذه النتيجة عبر الحديث «عنها» و«عنه» وعن «غابرييلا وهنري» و«أصدقاء كوليت وويللي» و«انتصار كلودين» و«الشهود الموثوقون» و«ويللي الكاتب» و«صداقات كوليت الخاصة» و«القطيعة»، كما تشير عناوين فصول هذا العمل.

و«عنها» تقول ان «غابرييللا»، وهذا هو اسمها الحقيقي، من مواليد قرية صغيرة في منطقة «بورغون» الفرنسية عام 1873 عندما بلغت العشرين من عمرها التقت بـ «هنري غوتييه ـ فيلار» ليتزوجا عام 1893». لم تكن لتلك التي أصبحا فيما بعد الكاتبة الكبيرة «كوليت» أية علاقة آنذاك بالأدب، بينما كان هنري، المدعو «ويللي» مؤلفاً لروايات شعبية ويترأس فريقاً من العاملين معه في حقل النشر والطباعة.

و«هنري» هو الذي عرف كوليت على الأوساط الأدبية والموسيقية في العاصمة باريس حيث كان أحد روادها المرموقين. وسرعان ما تنبّه ويللي الناقد إلى موهبة الكتابة لدى زوجته الشابة فاقترح عليها أن تكتب ذكرياتها في المدرسة. فكانت رواية «كلودين في المدرسة» وبتوقيع «ويللي» حيث لاقت رواجاً كبيراً... وتبعتها سلسلة تحت نفس العنوان «كلودين» من بينها «كلودين في باريس، وكلودين زوجة، ومنزل كلودين، الخ ولكن دائماً بتوقيع ويللي وحده.

لم يكن ويللي وفياً للزوجة التي علمت أن له علاقات نسائية عديدة. فقررت كوليت أن «تتحرر من وصايته» وعملت في مسارح من بينها مسرح مارينيي والطاحونة الحمراء. كانت تلك الفترة هي التي أطلقت عليها المؤلفة صفة سنوات الفضيحة و«التحرر الأخلاقي» التي انتهت بالطلاق بين كوليت وويللي.

وتابعت كوليت بنفس الوقت ممارسة الكتابة حيث قدّمت عدة أعمال من بينها: «المتشرّدة» وكانت السمة المميزة لتلك الفترة أيضاً هي بداية التأكيد على حقوق المرأة.

تزوجت كوليت للمرة الثانية عام 1912 من رجل السياسة والصحافة هنري دو جوفنيل الذي كان يترأس تحرير صحيفة «الصباح» ـ لوماتان ـ التي قدّمت فيها كوليت عدداً من التحقيقات. أنجبت من هذا الزواج ابنتها الوحيدة كوليت رونيه دو جوفنيل. وكان الطلاق الثاني عام 1923.

كانت كوليت قد نالت شهرة كبيرة وتعاونت مع مبدعين كبار من أمثال موريس رافيل، مؤلف موسيقى «البوليرو» الشهيرة. وأصبحت من بين الأصدقاء المقربّين للملكة اليزابيث، ملكة بلجيكا. وفي عام 1945 أجرى انتخابها بالإجماع عضوة في «أكاديمية الغونكور» التي تمنح الجائزة الأكبر في فرنسا والتي تحمل اسم الأكاديمية وأصبحت رئيسها. أقامت في أيامها الأخيرة بمنزلها الباريسي المجاور لبيت جان كوكتو حيث توفيت عام 1954، لتجد مثواها الأخير في مقبرة «بير لاشيز» وبجانب قبر ابنتها.

بالتوازي مع «أسطورة كوليت» تتحدث المؤلفة عن أسطورة ويللي الذي كان قد أسس ورشة حقيقية للكتابة استخدم فيها عدداً من أصحاب المواهب على رأسهم كوليت نفسها. وكان أولئك المغمورون الموهوبون قد جلبوا له الكثير من الشهرة والمال أيضاً.

وقد وقّعت الكاتبة أعمالها لفترة طويلة باسم «كوليت ويللي» لكن خلف هذا القناع كان يختبئ الكاتبان الأكبر بينهما «ويللي»، كان هو العارف بـ «تقنيات الكار» والأكثر ثقافة بحيث إنه كان «المعلّم الحقيقي» الذي تدرّبت كوليت على يديه، بحيث تصل المؤلفة إلى طرح السؤال التالي: دون ويللي، هل كان يمكن أن تكون هناك كوليت؟

ذلك انه إذا كان ويللي قد وُجد قبل كوليت واستمر بعدها، مثلما استمرّت بعده، فإنه غدا من الصعب الحديث عن أحدهما دون ذكر الآخر. والثنائي الذي شكّلاه معاً لسنوات عديدة أصبح يمثل نمطاً من العيش كان جديداً في سياق فترته، بما انضوى عليه من حرية وحيث تميّزا، كليهما، بحبّهما ل«صالونات» باريس. وعن الاثنين تتحدث مؤلفة هذا الكتاب كي تبرهن أن الطريق التي قادتهما إلى الشهرة ما كان لها أن توجد أصلاً لأي منهما بعيداً عن الآخر. ولا تتردد المؤلفة في دعوة فترة الثنائي «ويللي وكوليت» بـ «الحقبة الجميلة».

الصورة التي ترسمها المؤلفة لـ «كوليت وويللي» هي أنهما كانا كاتبين شهيرين تركا بصماتهما على الأدب في مطلع القرن العشرين وتركا أعمالاً غدت بمثابة «مرجعيات» أدبية، ولكن أيضاً «فلسفة في العيش».

تقول: «نعم كانا يعيشان حياة خاصة لا تتطابق كثير مع الأخلاق الكلاسيكية». ومن خلال سيرة حياتهما تقود المؤلفة قارئها إلى بدايات القرن العشرين وللأجواء الاجتماعية والسياسية لتلك الفترة وعبر هذا كله يتم تقديم ذلك الثنائي الاستثنائي «كوليت وويللي» بصورة تسمح بفهم أفضل لما رافق عامة «قصتهما» من «أساطير» مزجت بين الخيال والواقع.

الكتاب: كوليت وويللي

تأليف: كوليت بيات

الناشر: ألفي باريس 2009

الصفحات: 346 صفحة

القطع: المتوسط

Colette et Willy

Colette Piat

Alphée - Paris 2009

346P.

Email