تطور الفكر الجغرافي عند العرب والمسلمين

تطور الفكر الجغرافي عند العرب والمسلمين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يهدف الباحث عبد الرحمن صالح مزوري في كتابه « تطور الفكر الجغرافي عند العرب والمسلمين » إلى تعريف الأجيال العربية الجديدة بالإنجازات الجغرافية التي حققها الجغرافيون العرب والمسلمين في عصر ازدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب الكشف عن الأفكار والمعلومات الجغرافية التي وردت في الكتب التي لا تعد من المصادر الجغرافية البحتة كالمعلومات التي وردت في ثنايا النصوص القرآنية.

أو في النصوص الشعرية وإهمال الدارسين لما ورد في كتب المغازي والتاريخ والأخبار وما ذكر من معلومات جغرافية مهمة في مدونات الأموال والخراج بهدف بيان المساهمة الهامة التي قدمها الجغرافيون المسلمون، وأثرت في الفكر الجغرافي الأوربي في القرون الوسطى . ولعل المفارقة التي يشير إليها والمتمثلة في إهمال الجغرافيين العرب المعاصرين لتلك المنجزات ظنا منهم أن الجغرافيين القدماء لم يقدموا مساهمة جادة في تطوير الفكر الجغرافي، في حين أن اهتمام المستشرقين بتلك الإنجازات كان كبيرا تجلت في قيامهم بتحقيق ونشر ودراسة أمهات الكتب الجغرافية العربية الإسلامية التي عملوا على التنقيب عنها .

يحاول المؤلف أن يتقصى بدايات نشوء الفكر الجغرافي الإسلامي التي وردت في القرآن الكريم و الوقوف على الأفكار والمفاهيم الجغرافية في كتب الخراج والغازي والأخبار، و كذلك التي وردت في الشعر العربي القديم. كما يبحث في بدايات ولادة الجغرافيا الإسلامية ودرس مجموعة من المصنفات الجغرافية الأولى والرائدة في هذا المجال والتي ألفت في القرنين الأول والثاني الهجريين، و كذلك يحاول أن يحيط بالتوسع الذي شهده الفكر الجغرافي الإسلامي عبر الجغرافيا الفلكية أو الرياضية كما تبدت في مفاهيم الجغرافيين العرب والمسلمين عن الأرض وعن القمر.

وفي مجالات فلكية أخرى بما فيها موقع الأرض بين الكواكب وشكلها وحركتها ومحيطها وقطرها. و ميدان الجغرافيا الوصفية أو الإقليمية التي أسماها العرب المسالك والممالك فبدأها بالتعريف بمفهوم الإقليم عند هؤلاء الجغرافيين الذي قسموا المسكون منه إلى سبعة أقاليم وتحدثوا عن الربع المعمور منه حيث أخذوا في البداية حدود المعمور من الأرض عن الجغرافيين اليونان ثم تناول في بحث لاحق حدود الجغرافيا الوصفية.

اهتم المؤلف بصورة خاصة بدراسة رسم الخرائط الجغرافية الإسلامية متوقفا عند قضية المصورات الإقليمية التي تعنى بدراسة ظواهر جغرافية محددة مثل التي تتناول إقليما جغرافيا محددا أو مجاري الأنهار أو تخطيط المدن أو طرق المواصلات والتي أوضحوا فيها صورة أجزاء من الأرض والحدود السياسية حيث يعتبر الخوارزمي أول من اهتم برسم الخرائط بعد أن درس علم المساحة وحساب المثلثات في الهند إلا أن الغريب أن الكثير من الخرائط التي وضعها الجغرافيون العرب والمسلمون قد ضاعت.

كما تناول المؤلف الخرائط التي وضعها الجغرافيون للعالم إضافة إلى المجسمات للكرة الأرضية التي كان الجغرافيون العرب والمسلمون قد وضعوها مثل الخريطة المأمونية نسبة للخليفة العباسي المأمون الذي رسمت الخريطة لأجله.

وهي تعد أقدم خريطة في العالم وقد استخدمت في رسمها الألوان وخريطة البلخي التي رسمها بجهود فردية وخريطة الإدريسي التي تظهر فيها الأرض مستديرة الشكل يحيط بها الماء من جميع الجهات وغيرها من الخرائط الأخرى. أما بالنسب للمجسمات الكروية للأرض فيعتبر مجسم الإدريسي من أشهر تلك المجسمات التي صنعها من الفضة بناء على طلب ملك صقلية.

الكتاب: تطور الفكر الجغرافي عند العرب والمسلمين

تأليف : عبد الرحمن صالح مزوري

الناشر: دار السويدي للنشر أبوظبي 2009

الصفحات: 335صفحة

القطع: الكبير

مفيد نجم

Email