مصادر المياه في دولة الإمارات

مصادر المياه في دولة الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحاول كتاب «مصادر المياه في الإمارات العربية المتحدة » لمؤلفيه د. عبدالرحمن سلطان الشرهان ود. زين العابدين السيد رزق حصر موارد المياه وتشخيص التحديات التي تواجهها الدولة ومناقشة كيفية تطوير إدارتها الحالية للوفاء بمتطلبات خطط التنمية الطموحة في الإمارات.

يناقش الكاتبان المظاهر الطبيعية والطبقات الأرضية وأثرهما على مصادر المياه في الدولة والدور الكبير في تحديد اتجاه حركة المياه، وتأثير الطبقات الأرضية في الخزانات الطبيعية للمياه الجوفية وطبيعة هذه الطبقات المكونة للتتابع الصخري إلى خزانات طبيعية للمياه الجوفية.

ثم ينتقل المؤلفان لبحث دور الكثبان الرملية بشكل علمي إلى جانب عوامل مناخية أخرى على المياه الجوفية ويستند المؤلفان على دراسة للبيانات المناخية السابقة والحالية تكشف عن وجود دورات مناخية مدة كل منها عشرة أعوام تشهد الدولة في نهاية كل منها معدلات أمطار أكبر من المعدل السنوي بكثير.

يتناول الكتاب مصادر المياه السطحية التي تشمل: مياه السيول الموسمية، ومياه الينابيع، ومياه الأفلاج، والمياه الجوفية. ورغم أنه لا توجد هناك مصادر دائمة للمياه السطحية في الإمارات، إلا أن السيول الموسمية التي تشهدها المنطقة الشرقية تمثل أحد موارد المياه السطحية المؤقتة والنادرة . كما يبحث الكتاب ظاهرة السيول الموسمية وتحليل علاقة الأمطار بالسيول، وتقدير حجم مياه السيول، ومعدلات الأمطار التي قد ينتج عنها سيول.

يؤكد الكتاب أن المنطقة الشرقية في الدولة تشهد سنوياً عدداً غير قليل من السيول الموسمية، التي كانت تذهب مياهها هباءً في السابق، إما إلى خليج عمان في الساحل الشرقي، أو إلى الخليج العربي والسهول الصحراوية في الغرب والشمال الغربي. بل كانت تلك السيول تقطع الطرق وتدمر المزارع والمساكن، بينما الآن يتم حصاد جزء لا بأس به من تلك الثروة المائية القومية قُدِّرَ بحوالي 120 مليون م3 سنوياً، وذلك عن طريق عدد كبير من سدود التغذية، والحواجز التي أقيمت داخل أحواض الصرف الرئيسية، بالسلاسل الجبلية في المنطقة الشرقية، وعند مخارجها.

ورغم محدودية التدفق السنوي للأفلاج الذي يتراوح بين 9 ملايين م3 و31 مليونا م3، أي ما يمثل من 3% إلى 10% من إجمالي كمية المياه المستخدمة في الإمارات، فإن مياه الأفلاج متجددة ويمكن زيادتها كمياتها عن طريق الصيانة الدورية لقنواتها.

ويناقش الكتاب مصادر المياه الجوفية التي ما زالت تمثل حتى اليوم المصدر الرئيسي للمياه المستخدمة في الإمارات، ورغم الإنجازات التي حققتها الدولة في مجال تحلية مياه البحر لاستخدامها في الأغراض المنزلية إلا أن المياه الجوفية ما زالت تفِي بما يُعادِل 36% من مياه الشرب التي تنتج محطات التحلية نسبة 64% منها.

وقد زاد عدد الآبار المخصصة للشرب والاستخدامات المنزلية في الإمارات من 072,1 بئر عام 1982 إلى 284,1 بئر عام 2000، وارتفع إنتاجها من 95 مليونا م3 إلى 241 مليون م3 خلال تلك الفترة. ونتيجة للتطور الزراعي واستمرار استخدام الري بالغمر وخاصة في الإمارات الشمالية، فقد ارتفع عدد الآبار المخصصة للري الزراعي من 818,13 بئرا عام 1982 إلى 448,56 بئرا عام 2000.

الأمر الذي تسبب في نضوب آلاف الآبار وارتفاع تركيز الأملاح الذائبة الكلية في مياه أغلب الآبار وانخفاض مناسيب المياه الجوفية في المتبقي منها. وقد بلغ الطلب على المياه العذبة لمختلف الاستخدامات عام 2000 حوالي 9,2 مليار م3 منها 2,2 مليار م3 مياه جوفية بنسبة 82% و700 مليون م3 من مياه التحلية بنسبة 18%. وعلى الرغم من تراجع إسهام المياه الجوفية في تلبية الاحتياجات المنزلية والحضرية، إلا أن الطلب عليها ظل في تزايد مستمر وبمعدل 5% سنوياً.

كما يدرس الكاتبان هيدروجيولوجية وهيدروكيميائية للعدد المحدود من الينابيع الطبيعية في الإمارات، وتقييم صلاحية مياهها للاستخدامات المختلفة، بما فيها الاستخدامات الترويحية والعلاجية. بينما يناقش الكاتبان الأفلاج في الإمارات، والتي تعطي كميات محدودة من المياه المتجددة تستخدم في الوقت الحالي بصفة رئيسية في ري مزارع النخيل بالمناطق الشمالية والشرقية والوسطى.

كما يناقش الكتاب المصادر غير التقليدية للمياه في الإمارات، والتي تشمل مياه التحلية ومياه الصرف المعالجة. وسوف تتم المناقشة من منظور خليجي، حيث تتعاون دول مجلس التعاون الخليجي معاً وتتبادل الخبرات والمعلومات في جَسر الهوة بين موارد المياه القليلة المتاحة والمتطلبات المُلِحة للتنمية. وقد زادت الإمارات حصتها في إنتاج مياه التحلية عن طريق بناء عدة محطات تحلية كبيرة الحجم لتلبية الطلب المتزايد باطراد على المياه في المناطق الحضرية.

ويناقش الكاتبان مشاكل المياه في الإمارات التي تواجها تحديات لا تقتصر على الجوانب التقنية ولكنها تشمل أيضا جوانب أخرى متعددة، أبرزها ضعف التنسيق بين الجهات المتعددة التي تتعامل مع المياه، الأمر الذي يشتت الجهود ويحد من كفاءة التخطيط واتخاذ القرار حول الاستخدام الأمثل لهذا المورد الحيوي الهام .

مشيرا إلى دور الإدارة المتكاملة لموارد المياه، حيث أشار تقرير البنك الدولي لعام 2005 إلى مفهوم الإدارة المتكاملة للموارد المائية الذي أُعلِن عنه بوضوح في منتدى المياه العالمي الثالث الذي عقد في كيوتو باليابان عام 2003 يجب أن يُحَوَّل إلى عمل ملموس على أرض الواقع من خلال وضع وتنفيذ سياسات وممارسات سليمة لإدارة المياه، مع التركيز بوجه خاص على سياسة عريضة القاعدة لإدارة الطلب على المياه.

ويناقش المؤلفان قوانين المياه في الدولة التي تَتبَّع النظام اللا مركزي في إدارة المؤسسات المسؤولة عن هذا القطاع، وهذا النظام علاوة على ما يسببه من تضخم في ميزانية الدولة نظراً لتعدد الجهات والدوائر المسؤولة عن المياه، فإنه يسبب تداخلا كبيراً في اتخاذ القرارات بالنسبة لإنتاج المياه واستخدامها، علاوة على الاختلاف والتباين في تصميم وتنفيذ المشاريع الخاصة بالمياه، وخاصة بالنسبة لشبكات المياه وإيصال المياه إلى المستهلكين.

ويقدم المؤلفان ملخصا للمصادر التقليدية وغير التقليدية للمياه في الدولة، حيث تعتمد الإمارات على موارد مياه غير تقليدية، بالإضافة إلى الموارد التقليدية، لسد الاحتياجات المتزايدة من المياه، نتيجة لزيادة عدد السكان وارتفاع مستوى المعيشة.

وتشمل الموارد التقليدية مياه السيول الموسمية ومياه الينابيع ومياه الأفلاج والمياه الجوفية. أما الموارد غير التقليدية فتضم مياه التحلية ومياه الصرف المعالجة. ناقش الفصل أيضاً أهم المشاكل التي تواجه موارد المياه في الإمارات والتي تشمل الندرة ونضوب الخزانات المائية الطبيعية في عدد من المناطق.

المؤلفان في سطور

د. زين العابدين السيد رزق عميد معهد البيئة والمياه والطاقة بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا وأ. د. عبد الرحمن سلطان الشرهان العميد السابق لكلية العلوم بجامعة الإمارات العربية المتحدة والرئيس الحالي لمجلس إدارة شركة أسمنت رأس الخيمة. كما قاما في السابق بتأليف كتاب عن هيدروجيولوجية المياه في منطقة الخليج العربي باللغة الانجليزية نُشِر عام 2001 في هولندا عن طريق دار النشر العالمية السفير بهولندا.

ونظراً لأن المؤلفين متخصصان في الجيولوجيا والمياه وقاما بالتدريس والبحث في هذين المجالين بالإمارات خلال العقدين الماضيين، فقد وجدا أنه من الضروري وضع نتائج البحوث والدراسات التي أجرياها خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى نتائج عدد كبير من البحوث والدراسات الأخرى التي شاركا في الإشراف على إعدادها، بين يدي القارئ غير المتخصص والقارئ المتخصص على حدٍ سواء.

الكتاب: مصادر المياه في دولة الإمارات العربية المتحدة

تأليف: د. زين العابدين السيد رزق وأ. د. عبد الرحمن سلطان الشرهان

الناشر: مكتبة الجامعة بدولة الإمارات العربية المتحدة العين 2008

الصفحات: 624 صفحة

القطع: المتوسط

Email