صدر حديثاً

الفساد رؤى أخلاقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

صدر للدكتورة عالية شعيب مؤخرا كتاب يتناول قضية الساعة وهو موضوع الفساد، الكتاب بعنوان «الفساد رؤى أخلاقية» وخصصت له عنواناً داخلياً اجتهاد وتحليل وتأملات وحقوق النشر للمؤلفة التي طبعت الكتاب كما تقول في الولايات المتحدة.

تذكر الدكتورة عالية شعيب وهي حاصلة على دكتوراه في فلسفة الأخلاق وتعمل بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة الكويت ان الفساد ظاهرة إنسانية، وكذلك ظاهرة علنية، انه احد تجليات الجانب المادي من الشخصية الإنسانية بما تنطوي عليه من جشع وطمع، لذا لا يوجد مجتمع إنساني لا يعرف الفساد والفاسدين ولا توجد دولة في العالم لا تعاني أشكالا صغرى وكبرى منه، غير ان الفارق بين مجتمع وآخر هو في موقع الفساد في النخب السياسية والاقتصادية، وفي حجمه ومستوى انتشاره وفي درجة حساسية المجتمع له وفي أسلوب التعامل معه ومع رموزه ومدى الجدية في كشف وفضحه ومعاقبة مرتكبيه.

ومع ان الفساد ذو سمة عالميه بطبيعته، فإن معاناة الدول النامية منه غالبا ما تكون اكبر من غيرها، ذلك أن الفساد يؤدي إلى تسريب أجزاء من مداخيل هذه الدول لحسابات شخصية، كما انه احد الأسباب المهمة لفشل إدارات هذه الدول وافتقار سياساتها إلى الثقة والمصداقية، كما انه احد الأسباب الأساسية للأزمات الداخلية التي تعصف بأمنها واستقرارها .

والفساد في رأي الكاتبة ليس ظاهرة فردية أو مستقلة عن غيرها من الظواهر، فالفساد يشكل في نهاية الأمر نظاما متصل الحلقات، وكشف حلقة واحدة لابد أن يستدعي الحاجة إلى الكشف عن حلقات أخرى، ومع أن الفاسدين يقعون في جميع مستويات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فإن اخطر أشكال الفساد هي التي تقع في النخب السياسية، لذلك فان الكشف عنه يعني إدانة لهم، ولان سقوط رأس يعني سقوط رؤوس كثيرة كما يعني الإدانة للمجموعات السياسية والاقتصادية والمالية الأساسية والفرعية التي مكنت هؤلاء من نهب الثروات، فلابد من حماية أي رأس من السقوط لان الباب إذا ما فتح فسيتعذر إغلاقه.

ويطرح الكتاب سؤال مهم لماذا تتحول النخب السياسية إلى طبقة ثرية تمتلك الثروات والقصور، وقد جاء معظمهم إلى الحكم دون ان يكونوا من رجال الأعمال أو أصحاب الأراضي والعقارات ودون ان يشغل معظمهم مواقع رسمية تدر مالا يحقق تراكمه الثراء، وما ان يترك هؤلاء مناصبهم حتى تبدأ مؤشرات الثروة بالظهور، فإذا هم من أصحاب الملايين يلج أبناؤهم عالم المال والأعمال من أوسع الأبواب لمزيد من الاستثمار لهذه الثروات الضخمة بما يزيدها ويزيد الفساد معها .

ويقدم الكتاب تعريفات للفساد في اللغة والقران ووصف للظاهرة الفساد وأنواعه وتصنيفاته مثل الفساد القانوني والإعلامي والإداري وتأتي بأمثلة من الفساد في الكويت ومحاولات الاعتداء على المال العام كما تنشر نتائج استبيان قامت به على عينه عشوائية مكونة من 80 شخصا بالإضافة إلى تقرير الأمين العام عن أعمال المنظمة 2005 والقرارات المتخذة بهذا الشأن.

أنور الياسين

* الكتاب: الفساد رؤى أخلاقية

*الناشر: خاص ـ الكويت 2007

*الصفحات:370 صفحة من القطع المتوسط

Email