الصيام مفيد للاضطرابات النفسية

يواجه المرضى النفسيون كغيرهم من المرضى مشكلة أخذ العلاجات خلال صيام شهر رمضان المبارك فبعضهم يتطلب علاجه المواظبة على تناول أدوية معينة تساعده على تخطي المرض الذي يعاني منه.

ولكي نتعرف على إمكانية صيام من يعانون من اضطرابات نفسية وكيفية ذلك والفوائد التي يحصلون عليها خلال شهر رمضان التقت «الصحة أولاً» د.عامر سعد الدين اختصاصي الطب النفسي والذي تحدث قائلا:إن للصيام فائدة كبيرة للمرضى النفسيين وخصوصا من يعانون من حالات الإدمان، حيث ان الصيام فرصة كي يكبتوا شهواتهم ، كما أن الصيام فيه نوع من الروحانيات والتي لها تأثير كبير في علاج من يعانون من الاكتئاب أو القلق.

أما بالنسبة لإمكانية صيام المرضى النفسيين فليس هنالك أي مانع من صيامهم، ومن هم بحاجة لتناول الأدوية بشكل دوري يمكن عمل برنامج لأخذ الدواء بحيث يتمكنون من الصيام، ومن النادر جدا نتيجة الحالة النفسية أن يلجأ المريض للإفطار إلا إذا كانت حالة نفسية حساسة وبحاجة لأخذ الدواء بشكل دوري فهنا من الضروري أخذ الدواء وتعويض اليوم الذي أفطره المريض وهذا نادر جداً.

وبخصوص الجلسات العلاجية فإنها تؤتي ثمارا أفضل خلال شهر رمضان نتيجة الراحة والاستقرار النفسي الذي يضفيه الصيام على المريض.ونحن نلجأ عادة إلى تغيير أوقات تناول الدواء للمرضى قبل أيام من رمضان لكي لا يرتبك المريض فترة الصيام.

وصيام شهر رمضان يعد فرصة لكسر الطوق النفسي والسيطرة على الجوع والشهوات وكسر رتابة الحياة لتعزيز القيم والأهداف الإنسانية، فما يعانيه الصائم خلال رمضان يكون بمثابة وقاية لنفسه وتحصين لها لكي تتغلب على أي موقف أو ظرف يتعرض له في حياته، قد لا يستطيع خلاله تلبية متطلباته الغذائية والجسدية.

كما أن الفرصة الذهبية هي من نصيب إخواننا الذي هم أسرى لعادة التدخين التي تهدد صحتهم ويمكن أن تؤدي بحياتهم وللذين وقعوا في مأزق الإدمان على المواد المخدرة كل هؤلاء يمكنهم في هذا الموسم بالذات الاستفادة من هذه الفرصة في شهر رمضان الذي سنستقبله ونعيش أيامه ولياليه في جو روحاني رائع.

كرم أحمد