استراحة الشواب.. ملجأ آمن لكبار السن

استراحة الشواب.. ملجأ آمن لكبار السن

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يمر الإنسان خلال حياته بمراحل عدة، فيبدأ حياته بمرحلة الطفولة حيث يقوم ذووه على إعالته والعناية به ثم تأتي مرحلة الشباب، وهي المرحلة التي يبلغ فيها الإنسان أوج عطائه ويصبح خلالها عائلا لأسرته وذويه، أما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة الشيخوخة.

وهي مرحلة حساسة لها تأثيراتها الصحية والنفسية على الإنسان، فخلالها يصاب الجسم بالوهن وتضعف الذاكرة والتركيز، ويصبح كبير السن بحاجة لرعاية خاصة واهتمام بالغ ممن يحيطون به.لأن كبار السن بحاجة ماسة لرعاية وخدمة دائمة، وجد ما يسمى بدور رعاية المسنين والتي يقوم المسؤولون عنها بتقديم الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية لكبار السن الذين تعذر على ذويهم خدمتهم ومتابعة احتياجاتهم.

ولكي نتعرف بشكل مفصل على الخدمات التي تقدم في مراكز رعاية المسنين والمشكلات الصحية التي يعاني منها كبار السن التقت «الصحة أولاً» د. أمل محمد الجزيري طبيبة الأسرة ورئيسة شعبة كبار السن في الرعاية الصحية الأولية بدائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي مديرة استراحة الشواب في الممزر والتي حدثتنا قائلة:إن كبار السن هم آباؤنا وأجدادنا الذين قدموا لنا ولوطنهم الكثير، والذين أرهقتهم السنون الطويلة التي بذلوها في الكد والعطاء، هذه الفئة تحتاج منا إلى رعاية ومتابعة خاصة نسعى لتقديمها لهم من خلال مراكز رعاية المسنين.

وعن استراحة الشواب قالت د.أمل: تضم استراحة الشواب في الممزر 36 مسناً منهم 17 رجلاً والبقية نساء، وهؤلاء هم المسنون المقيمون في الاستراحة، كما نقوم باستقبال زوار غير مقيمين يأتون في الفترة الصباحية ويتراوح عددهم بين 30و40 زائرا، حيث يزور كل منهم الاستراحة مرتين في الأسبوع أو ثلاثا حسب البرنامج الموضوع لهم.وهؤلاء الزوار لا يأتون فقط للعلاج بل هناك من يأتون لقضاء الوقت مع الشواب الموجودين في الاستراحة، وخصوصا أن هناك نشاطات شبه يومية للنزلاء والزوار، فهناك ضيوف يأتون من المدارس والجامعات يلتقون بالنزلاء، فالمسن يقضي وقته خلال فترة تواجده في الاستراحة برفقة أقرانه وأحبائه وبأجواء عائلية حميمة.

ويأتي زوار الاستراحة عادة لأمرين أساسيين وهما العلاج سواء كان عضويا أو نفسيا، أو لإيجاد متنفس لهم مع من هم في أعمارهم، حيث أن معظم المسنين في الاستراحة هم فوق الـ 60عاما.

أقسام الاستراحة

وعن أقسام الاستراحة قالت د.أمل: تضم الاستراحة أقساما عدة، فهناك قسم الأطباء ويقوم عليه ثلاثة أطباء مختصون في طب العائلة وطب المسنين، وللطبيب المختص بالمسنين دور كبير في متابعة حالات كبار السن المرضية فهو يختلف عن باقي التخصصات الطبية بأشياء معينة.

فمثلا لكل طبيب سواء باطنية أو صدرية أو غيرها اختصاصه ووجهة نظره المعينة، لذلك فهو ينظر للمريض من ناحية تخصصه فقط، ولكن بالنسبة لطبيب المسنين فهو يركز على المريض من النواحي كافة، فهو يشخص المسن من الناحية المرضية والناحية النفسية وكذلك الناحية الاجتماعية، فهدفه علاج المريض طبيا إذا كان يعاني من مشكلات، وفي الوقت نفسه إذا كان يعاني من مشكلات اجتماعية يقوم بتحويله للاختصاصي الاجتماعي.

ومن المعروف أن كبار السن يعانون من أمراض معينة تحتاج إلى تأهيل طبي، فمن الممكن أن يحولهم إلى قسم العلاج الطبيعي والمهني، إذن فرعاية طبيب المسنين تشمل المريض من النواحي كافة.

ويقوم الطبيب أيضا بزيارات دورية على نزلاء الاستراحة، يتم خلالها متابعة أحوالهم الصحية، فقد يعاني بعضهم من أعراض مرضية حادة نقوم بعلاجها حالا، كما تتم متابعة حالاتهم أولا بأول.

رعاية تمريضية

ومن الأقسام الطبية الأخرى، هناك قسم التمريض والذي يضم عددا كبيرا من الممرضين والممرضات يصل عددهم إلى65عنصرا يتواجدون بشكل دائم رغم أن عدد النزلاء لا يتجاوز ال36 نزيلا، وذلك لأن معظم كبار السن يكونون طريحي الفراش، فالكثير منهم غير قادر على أداء الأمور الأساسية والشخصية، لذلك نجد أن طاقم التمريض كبير جدا، فلكل نزيل ممرضان يقومان على تنفيذ البرنامج اليومي للمسنين .

والذي يبدأ من الساعة السابعة صباحا بالاستحمام، لذلك يحتاج كل نزيل لممرضين كي يساعدانه على الاستحمام وارتداء الملابس، وبعد الاستحمام يأتي الإفطار وبعد ذلك يعطى كل منهم ما يحتاجه من الدواء.

كما يشرف الممرضون على المسنين باستمرار في حال احتاج أي منهم إلى شيء ما، كما أن الممرضين يرافقون الطبيب في زيارة المسنين، كذلك في حال الزيارات المنزلية الخاصة بكبار السن.

العلاج الطبيعي

أما القسم الثالث فهو قسم العلاج الطبيعي والمهني. فكبار السن يعاني بعضهم من هشاشة في العظام وخشونة في المفاصل، ولذلك هم بحاجة للعلاج الطبيعي. ويقوم على علاجهم اختصاصيون، فهم يقومون بإجراء تمارين معينة خاصة بالمرض الذي يعاني منه النزيل، بالإضافة لوجود أجهزة معينة لكل مرض على حدة.

أما العلاج المهني فيقوم المختصون به بتعليم كبار السن كيفية الأكل خصوصا من يواجهون صعوبة بذلك. فالمختص يزودهم بأدوات تسهل عليهم هذه المهمة ويرشدهم إلى كيفية استخدامها لكي لا يعودوا بحاجة لمن يقوم على إطعامهم، وكذلك يساعدونهم على ابتكار طرق لمن لم يعودوا قادرين على ارتداء ملابسهم كي يستطيعوا ذلك وخصوصا من يعانون من الرعاش.

الرعاية الاجتماعية

القسم الرابع هو قسم الخدمة الاجتماعية وهو يعد العمود الفقري للاستراحة،فنحن هنا لا نعالج المسن طبيا، فقط بل اجتماعيا أيضا،فنحاول أن نوفر له جوا يشعره أنه في بيته. ودور الاختصاصيين الاجتماعيين هو الجلوس مع المسنين ومعرفة احتياجاتهم وآلامهم ومعاناتهم.

وكذلك يتحدثون معهم ويتسامرون،وقد يقرأون لهم الصحف،كذلك يقع على عاتق هذا القسم تقييم كبير السن اجتماعيا قبل دخوله للاستراحة،فخلال الزيارات المنزلية للمسنين يراقبونهم لتحديد مشكلاتهم، بالإضافة إلى ذلك، فإن الاختصاصيين الاجتماعيين يديرون شؤون النزلاء داخل وخارج الاستراحة مع الدوائر الحكومية وغيرها.

أمراض كبار السن

وحول الأمراض التي تخص كبار السن قالت د.أمل: إن كبار السن عرضة للإصابة بأمراض عدة فمن الجانب العضوي هم يعانون بشكل كبير من أمراض القلب والتهابات الصدر بسبب قلة حركتهم، والتهابات المسالك البولية، لأنهم معرضون لتضخم البروستاتة، وأيضا التغيرات الطبيعية التي تحدث في الجسم، نتيجة التقدم في العمر قد تؤدي لأمراض معينة كالجلطات وأمراض الضغط والسكر.

وهناك أيضا من يتعرض للإصابة بهشاشة العظام وخشونة المفاصل والشلل الرعاش. ومن الناحية النفسية يعد مرض الخرف الأكثر شيوعا عند كبار السن، بالإضافة لإصابة بعضهم بأمراض الاكتئاب والهذيان، وهناك حالات كثيرة تعاني من التبول اللاإرادي.

هدف الاستراحة

وعن الخدمة التي تقدمها استراحة الشواب والهدف منها قالت د.أمل:إن هدفنا هنا هو تقديم الرعاية الكاملة والشاملة للمسنين ومساعدة أهاليهم على رعايتهم وهذا ما نسعى إليه في البداية حيث نحاول الوقوف بجانبهم ومساندتهم وإرشادهم للكيفية التي يجب عليهم إتباعها في تعاملهم مع آبائهم وأجدادهم الذين تقدموا كثيرا بالعمر.

وهذا كله لأن الاستراحة ومراكز المسنين الأخرى لا تغني ولا تحل مكان بيت المسن الأصلي الذي يعيش فيه بين أولاده وأحفاده، لكن قد يستعصي على الكثيرين القيام بواجبات هذا المسن، لذلك جاءت دور المسنين لتحتضنهم وتقدم لهم ما يساعدهم ويعينهم على قضاء ما تبقى لهم في هذه الحياة.

كرم أحمد

Email