«الهرسبتين» علاج متقدم لسرطان الثدي

«الهرسبتين» علاج متقدم لسرطان الثدي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور أندريه رزق رئيس قسم أمراض الدم وعلوم الأورام في المستشفى الأميركي في دبي أنه لضمان العلاج الفعال لأمراض سرطان الثدي لا بد من العلاج المبكر، وهو الإجراء المنطقي والأفضل، حتى لا يستفحل المرض وينتشر في الجسم.

أضاف د. أندريه أن أربع دراسات طبية واسعة النطاق توصلت إلى نتائج من شأنها أن تعزز فرص الحياة لمدة أطول بالنسبة للمصابات بسرطان الثدي اللواتي لديهن معدل مرتفع من البروتين Her2 . وقدمت الدراسات التي شملت نحو 12 ألف مريضة من أنحاء متفرقة من العالم، نتائج مشجعة على صعيد علاج هذا النوع الشرس من سرطان الثدي.

وتعد أورام الثدي إيجابية البروتين Her2) التي تحتوي على معدل مرتفع من البروتين ( HER2 نوعا مميزا من سرطانات الثدي، حيث تشكل نحو 20-30 في المئة من الإصابات، فضلا عن زيادة فرص عودة المرض بعد العلاج. وقال الدكتور رزق أيضا إن هذا النوع من سرطان الثدي يتسم بوجود معدلات عالية من البروتين HER2 على سطح خلايا الورم. ووجود مستقبلات هذا البروتين بهذه الوفرة يدفع الخلايا السرطانية إلى الانقسام والتكاثر على نحو أسرع .ولذلك يتطلب سرطان الثدي إيجابي البروتين رعاية خاصة، بسبب سلوكه الغريب، ناهيك عن شراسته.

وكانت الدراسات الطبية قد قدمت دلائل قوية على أن استخدام عقار هرسبتين Hercepti عقب العلاج الكيماوي التقليدي، يقلل من مخاطر عودة السرطان بنسبة 50 في المئة تقريبا. وأثبت «هرسبتين» قدرة على تعزيز فرص الحياة لمدة أطول لدى استخدامه في مرحلة مبكرة من تطور المرض. وتسبب هذا الكشف في ارتياح كبير في أوساط المصابات بسرطان الثدي بسبب قوته العلاجية.

وتم استعراض نتائج تلك التجارب خلال العديد من المؤتمرات الدولية الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية، وفي المؤتمر الأوروبي لسرطان الثدي، الذي عقد مؤخرا في مدينة نيس الفرنسية. وقد حظيت تلك النتائج باهتمام بالغ من قبل العديد من الهيئات الطبية حول العالم، حيث بادرت على الفور واتخذت خطوات عاجلة لضمان توفير عقار «هرسبتين» للمصابات بسرطان الثدي ايجابي البروتين HER2 في المرحلة المبكرة من المرض.

وأوضح الدكتور رزق أن هذه النتائج ساهمت في رفع سقف التوقعات إذ تشكل تطورا كبيرا على صعيد علاج سرطان الثدي، ومن دون شك في أن خفض احتمالات عودة الورم بنسبة 50 في المئة تقريبا هو بحد ذاته إنجاز مهم وينطوي على رسالة تعزز الأمل لدى المصابات بسرطان الثدي اللواتي لديهن معدلات مرتفعة من البروتين HER2 وأفراد أسرهن.

وأكد د. رزق على ضرورة أن تخضع كل مريضة مصابة بسرطان الثدي لاختبار قياس معدل البروتين HER2، حيث ان عدم إجراء هذا الاختبار في أقرب فرصة ممكنة من شأنه أن يحول دون تطبيق العلاج المناسب، الأمر الذي سيؤثر بدوره سلبا على احتمالات تحقيق نتائج جيدة.

ويشار إلى أن عقار «هرسبتين» هو جسم مضاد معدل بيولوجيا يلتحم مع مستقبلات البروتين HER2 الموجودة على سطح الخلايا السرطانية مما يؤدي في النهاية إلى تدميرها وبالتالي انحسار الورم الخبيث . ويتم إعطاء «هرسبتين» بطريقة التقطير الوريدي.وهرسبتين ليس علاجاً كيماوياً ولا يؤدي إلى تساقط الشعر وهو مصمم ليعمل على تثبيط نشاط البروتين «هير 2»، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى انكماش وانحسار الورم .

وتم استخدام «هرسبتين» منذ العام 1998 وحتى الآن لعلاج أكثر من 230 ألف مريضة حول العالم يعانين من سرطان الثدي المنتشر ممن لديهن معدلات عالية من بروتين HER2 كما أن «هرسبتين» هو العلاج الوحيد المصادق عليه لعلاج سرطان الثدي إيجابي البروتين HER2، فضلا عن أنه يوفر للمريضات أفضل فرصة للنجاة من المرض .

وقال الدكتور رزق إن الأبحاث تركزت في الأعوام الأربعين الماضية على إيجاد وسيلة فعالة لمنع السرطان من العودة، بعد عملية الاستئصال. وأضاف كلنا نعلم أن العلاج الكيماوي في أغلب الحالات يخفف من خطر عودة الإصابة وانتشار المرض من جديد، وكذلك العلاج الهرموني الذي يعمل على تخفيف الخطر في حالات عديدة كما نعلم أن العلاج بالأشعة يخفف من المرض أيضا.

وكان اكتشاف التأثير العلاجي لدواء هرسبتين، الذي نستخدمه منذ 10 سنوات، خاصة عند النساء المصابات ببروتين «هير 2» الذي يوجد على سطح الخلية بنسب أكبر من الأحوال الطبيعية. وثبت بعد التجربة أن الهرسبتين له تأثير علاجي كبير عندما يستخدم مع علاجات سرطان الثدي الأخرى مثل العلاج الكيماوي. لقد كنا نعلم كل شيء عن الهرسبتين، نعرف متى يضايق المريضة ومتى لا يضايقها، وكيفية إعطائه وماهي موانع استخدامه وتبين من خلال التجارب أن الهرسبتين يخفف الإصابة السرطانية بصورة مهمة عندما يعطى مع العلاجات الأخرى التقليدية.

وهكذا فإن الثورة التي حدثت ليست في الدواء، لأنه دواء ليس جديداً، بل في الطريقة التي بات يستخدم بها الدواء والثورة الحقيقية التي حدثت هي أن عدد النساء اللواتي شفين كان كبيراً بعد استخدام الهرسبتين مع العلاجات التقليدية الأخرى . إن هدفنا من وراء ذلك أن نرى أكبر عدد من المصابات بسرطان الثدي يشفين والحقيقة فإن الهرسبتين يحسن من الإصابات التي يتم اكتشافها في فترة مبكرة وليس في حالة متقدمة مثل المرحلة الرابعة من المرض.

وخلال التجارب الأولية التي أجريت على فعالية الهرسبتين تم اختيار مجموعتين من النساء المصابات بسرطان الثدي، فأعطي للمجموعة الأولى العلاج الكلاسيكي العادي بينما أعطيت المجموعة الثانية العلاج الكلاسيكي مع الهرسبتين . وتبين في النهاية أن وضع التحسن بالنسبة للمجموعة الثانية كان كبيرا.

* كيف تعرفون أن هذا سرطان منتشر والآخر موضعي أو سيحاول الهجوم ثانية أي أنه سينشط وينتشر؟

ـ عندما نقوم بتشخيص سرطان ثدي ندرس شيئاً اسمه الدرجة التي وصلت إليها الإصابة وننظر ما إذا كانت الإصابة لا تزال في موضعها أم أنها انتشرت إلى مكان أبعد ووصلت إلى الغدد الليمفاوية تحت الإبط .والهدف من ذلك هو أننا عندما نكتشف أن المرحلة مبكرة فيمكننا التفاؤل والقول إن إمكانية العلاج والشفاء هي ممتازة بينما في حالة الانتشار تكون احتمالات الشفاء متدنية.

فالمرحلة المبكرة تجعل إمكانية الشفاء بالأدوية التقليدية مسألة مشجعة لأن احتمالات الشفاء واردة جدا. ومع مجيء استخدام الهرسبتين مع تلك الأدوية باتت فرص الشفاء أفضل بكثير.

* العلاج الجديد هل يعد وسيلة لتجنب استئصال الثدي؟

ـ أبدا، إننا في الحقيقة نعمل على عدم استئصال الثدي بأفضل الحالات، فنحن لسنا بحاجة لاستئصال الثدي في حالات كثيرة وفي أغلب الحالات نقوم باستئصال الورم في الثدي ونترك النسيج العادي المعافى . وكل محاولاتنا الآن هي ان نكثر من الحالات التي لا يستبعد فيها استئصال الثدي . ويمكن أن يقلل استخدام الهرسبتين في العلاج من عدد النساء اللواتي يحتجن إلى عملية استئصال لكامل الثدي وبهذه الطريقة يمكن زيادة عدد النساء اللواتي يتعافين دون الحاجة إلى الاستئصال .

* النساء المصابات بالسرطان هل لديهن جميعهن البروتين هير 2 ؟

ـ هناك ما يتراوح ما بين 20-30 مصابة بالسرطان لديهن البروتين هير 2 . وينبغي البدء بالعلاج الفوري والمبكر وليس الانتظار وقد يبدأ الكشف بأخذ خزعة للتأكد من عدم الإصابة .

* هل سرطان الثدي سببه فيروسي؟

ـ لا يوجد أي دليل حتى الآن يؤكد أن سبب الإصابة بسرطان الثدي هو فيروس معين وإن كان وجود فيروس في عنق الرحم يتسبب في إصابة سرطانية .

* هل هناك أي صلة بين العامل الوراثي والإصابة؟

ـ لا شك أن 15 في المئة من الإصابات السرطانية لها صلة بالعامل الوراثي لكن هناك 85 في المئة من الحالات ليس لها صلة بالعامل الوراثي، ولكن يمكن أن يكون من بين هذه النسبة إصابات ناجمة عن عوامل وراثية لكن بالنسبة ل 15 في المئة هي ناجمة عن عامل وراثي، وهي مسألة موثقة.

* هل للهرسبتين أعراض جانبية؟

لا يسبب الهرسبتين آثار جانبية عادة مثل تساقط الشعر الناجم عن العلاج الكيماوي. ولكن المسألة الوحيد ذات الصلة بالأعراض الجانبية فيما يخص استخدام الهرسبتين هي احتمال تأثيره على القلب. وهذه مسألة تعرفنا عليها منذ عشر سنوات وهو عمر الدواء. وعندما نقدم الدواء للمريضة نقوم بمتابعة نشاط القلب لديها ونجري فحوصات متكررة لها ولعملية الفحص بروتوكولات خاصة للتأكد من أن الهرسبتين لا يؤثر على عضلة القلب،

لأنه في حال التأثير على عضلة القلب يتم التوقف عن إعطاء الدواء ومحاولة إعطائه بطرق أخرى ولكن في أغلب الأحوال بالدواء ليست له أية آثار جانبية وإذا كانت موجودة فهي لا تتجاوز ال 2-3 في المئة . ولكن إذا تمت متابعة علاج المريضة بصورة مضبوطة وصحيحة فلن تكون هناك تلك الأعراض.

لقد بات الهرسبتين يعطى في مراحل مبكرة، بعد أن كان يعطى في مراحل متقدمة، ونقصد في المراحل المتقدمة المرحلة الرابعة وهي عندما يكون فيها السرطان مستفحلا واجتاز نطاق الثدي وانقض على الغدد الليمفاوية تحت الإبط. وفي هذه الحالة كل ما يمكننا عمله هو إطالة حياة المريضة وتحسين الأعراض أو الأوجاع.

إن أملنا دائما هو تخفيف عدد النساء اللواتي يتغلب عليهن المرض والمساهمة في شفاء نسبة عالية من المصابات بسرطان الثدي . وقد برهن الهرسبتين أنه يخفف من الحالات التي يعود فيها السرطان من جديد. وتبين من التجارب أن عدد النساء اللواتي عشن لفترة أطول أو شفين بالكامل، بعد الهرسبتين، تزايد.

* هل للهرمونات الأنثوية أية صلة بإصابة سرطان الثدي؟

ـ يتأثر وجود المرض بالهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين والبروستوجين كما يتأثر بالدورة الشهرية في حال تأخرها أو تقدمها على موعدها. ولكن لا يقتصر تأثر الحالة المرضية بالهرمونات فحسب بل أن مسألة الإصابة بالسرطان هي أكثر تعقيدا وتشابكا مما نتصور. ونعلم أن هناك عوامل أخرى تسهم في تزايد احتمالات إصابة المرأة بسرطان الثدي ومنها عامل البيئة والتلوث وزيادة الوزن وتناول بعض الأغذية غير المحببة.

* هل لتقدم السن أي تأثير على الإصابة بسرطان الثدي؟

ـ الحقيقة أن المرأة كلما تقدمت في السن تضاعفت فرص إصابتها بسرطان الثدي . نقول ان المرأة يمكن أن تتعرض للإصابة السرطانية بنسبة أكبر كلما تقدمت بالسن خاصة إذا كان هناك عامل وراثي، كأن تكون الأم أو العمة أو الخالة أصيبت بسرطان الثدي، ولا يقتصر العامل الوراثي على الأم بل يمكن أن يكون من جانب الأب أيضا. وهناك أيضا احتمال الإصابة بسرطان الثدي إذا كان هناك خلل في الدورة الشهرية كأن تأتي مبكرة أو متأخرة عن موعدها . وكلما تأخرت الدورة كانت فرص إصابة المرأة بسرطان الثدي أكبر .ومن العوامل الأخرى المسببة للإصابة بسرطان الثدي التأخر في الإنجاب أي الإنجاب ما بعد سن الثلاثين مثلا أو عدم الإنجاب. كما أن الرضاعة الطبيعية تقلل فرص الإصابة .

* هل هناك وسيلة تنصح بها المرأة إزاء مسألة التشخيص؟

ـ تقول أغلب الهيئات الطبية ان على المرأة أن تبدأ بالتشخيص في عمر الأربعين وأن تبدأ بالتشخيص مرتين أو ثلاث بين سن الأربعين والخمسين وينبغي أن تعمل المرأة بعد سن الخمسين على التشخيص مرة كل سنة.

وأفضل أن تقوم المرأة بفحص ذاتي للثدي وينبغي أن يتم التركيز على التشخيص الشعاعي مرة كل سنة. وينصح دائما في حالة الفحص الذاتي أن تلجأ المرأة إلى الطبيبة المتخصصة في حال شكها بوجود أي تغيرات غريبة. وينبغي ألا تقلق أية امرأة تلاحظ وجود تغيرات غريبة في الثدي لأن أغلبية الأورام غير سرطانية. ويلاحظ أنه يمكن علاج الحالة السرطانية عندما تصل إلى المرحلة الثالثة لكن إمكانية الشفاء في المرحلة الرابعة تتراجع كثيرة ليصل الأمل في العلاج إلى 5 في المئة .

* متى تقررون أخذ خزعة من المريضة ؟

نقوم بداية باتخاذ إجراءات كثيرة منها الفحص السريري بأشعة إكس وبالتصوير الشعاعي «موموجرافي» وبعد اتخاذ تلك الإجراءات نقرر ماذا كان من الضروري أخذ خزعة . إذن لا بد من توفر عوامل كثيرة لأخذ خزعة خاصة عندما نشعر أن هناك أمورا تثير الشبهات بوجود إصابة سرطانية في الثدي. ولكن عندما نرى أنه من الضرورة القيام بجراحة، فعندئذ ليس من الضروري أخذ أي خزعة.

* هل يسبب أخذ الخزعة إصابة سرطانية؟

ـ أبدا، فأخذ الخزعة لا يؤدي لا إلى انتشار المرض أو حدوثه.

* هل هناك تعاون جدي بين الأطباء المتخصصين في مجال معالجة السرطان؟

ـ هناك تعاون رائع ليس بين الأطباء المتخصصين في مجال السرطان فحسب بل بين جميع التخصصات التي يحتاج إليها علاج الأمراض السرطانية.

* هل هناك إحصاءات خاصة بعدد إصابات أمراض سرطان الثدي في الدولة؟

ـ هناك إحصاءات خاص خاصة ببعض المستشفيات ولكن الإحصاءات الأهم، التي نأمل بها، هي التي تتم على مستوى الدولة وأعتقد أنها شرعت منذ فترة وتتناول بدقة جميع الحالات السرطانية والمصابين من حيث الجنسيات وسواء كان المصاب وافدا أم مواطنا والمناطق التي ينتمي لها المريض. وأعتقد أنه عما قريب سيتوفر سجل دقيق لحالات الإصابة في الدولة.وآمل أن يتم تسجيل كل حالة، يتم تشخيصها، فورا.

سرطان الثدي ... أنواعه وطرق التشخيص

يلعب التشخيص أهمية كبرى في التأكد من الإصابة السرطانية ويساعد أيضا على اتخاذ القرارات الصائبة المتعلقة بالعلاج.

وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 75 في المئة من الكتل التي تظهر في الثدي ويشتبه بأن تكون أوراما سرطانية في البداية، لا تعدوا كونها أكياسا أو كتلا ليفية أو دهنية حميدة، وبالإمكان تحديد ماهيتها وعلاجها بسهولة. ويطلق على الكتل التي يتم التأكد من أنها سرطانية، اسم الأورام الخبيثة.

أنواع أورام سرطان الثدي

* تصنف سرطانات الثدي في مجموعتين رئيسيتين: المجموعة الأولى وتضم الأورام الموضعية، والمجموعة الثانية أتضم الأورام الامتدادية.

* الأورام الموضعية هي السرطانات التي تبقى محصورة في مكان نشوئها . وفي بعض الأحيان تتطور وتصبح من النوع الامتدادي، وعندها ينصح باستئصالها جراحيا.

* الأورام الامتدادية هي التي تنتقل إلى أنسجة أخرى في الثدي، وفي هذه الحالة تكون فرصة الشفاء أضعف مقارنة بالسرطانات الموضعية.

* عندما يصبح السرطان من النوع الامتدادي، تتعزز فرصة انتقاله إلى العقد اللمفاوية ومناطق أخرى من الجسم.

انتشار السرطان

السرطان المنتشر هو الورم الخبيث الذي ينتقل إلى مكان بعيد عن موقع نشوئة.

تعد العظام والرئتان والكبد أكثر أجزاء الجسم عرضة للإصابة بالسرطانات المنتشرة

محمد نبيل سبرطلي

Email