صحة عامة

المناظير الطبية عين الطبيب داخل الجسم

ت + ت - الحجم الطبيعي

المنظار الضوئي، أداة تستخدم تقنية الألياف البصرية لنقل الصورة من مكان لا يمكن رؤيته، مثل المكونات الداخلية لجسم الإنسان، ويعد المجال الطبي من أهم مجالات استخدام المنظار الضوئي للألياف البصرية، سواء الاستكشاف والتشخيص، أو لإجراء الجراحات الدقيقة، فقد تمكن الأطباء عن طريق استخدامه من التشخيص الدقيق للعديد من الحالات المرضية الصعبة،

وإجراء عمليات جراحية ناجحة والتي كان يصعب عليهم تنفيذها بالأساليب الجراحية التقليدية، ولمعرفة المزيد عن هذه الوسيلة التشخيصية والعلاج الذي أصبح بمثابة عين الطبيب داخل الجسم البشري التقت «الصحة أولا» الدكتور عدنان أبو حمور أخصائي الجهاز الهضمي والكبد في مركز ويلنس الطبي.

في البداية يشير الدكتور عدنان أبو حمور إلى أن المحاولات الأولى لفحص الجسم البشري من الداخل بدأت قبل قرنين من الزمان ومن قبل طبيب اسمه فيليب فوزين وكانت العملية تتم عن طريق وضع أنبوب عن طريق الفم للوصول لرؤية أقرب لداخل جسم الإنسان، وبعد ذلك جاء اختراع المناظير الصلبة، والتي لا تنحني، وهي عبارة عن أنابيب معدنية مزودة بإضاءة، وكانت تشكل خطورة في الفحص لأنها غير مرنة، وتوالت بعد ذلك المحاولات حتى تم اختراع المناظير المرنة

وتم إضافة تحسينات كبيرة عليها خصوصا من قبل العلماء اليابانيين، وفي عام 1950، قام مهندسون يابانيون بأخذ أول صورة عن طريق المنظار وهي صورة للمعدة من الداخل، وفي بداية الثمانينات بدأت المناظير تأخذ صوراً عن طريق الفيديو، ومنذ ذلك الحين أصبح التركيز على عمل نقلة نوعية من التشخيص بالمناظير إلى العلاج باستخدامها،

وبدأت أيضا محاولات أخذ العينات عن طريق الناظور لفحصها بالمختبرات النسيجية، وفي عام 1982كانت أول محاولة للتصوير فوق الصوتي والآن هي حقيقة واقعة، وفي السنوات الخمس الأخيرة أصبح هنالك ثورة في التكنولوجيا وظهر جيل جديد من المناظير حيث يتم بواسطتها فحص المعدة والخلايا أي أصبحت تصور لعدد مرات مكبرة جدا بحيث تعطيك رؤية كأن العينة موضوعة تحت الميكروسكوب.

تشخيص الأمراض

عن المنظار واستخداماته التشخيصية يقول د. أبو حمور إن المنظار عبارة عن انبوب مرن يتكون من ألياف يتم توصيله بمصدر كهربائي ويوصل بشاشة عرض، وهذه هي التركيبة الأساسية لكل المناظير بحيث يتم أخذ الصورة وتكبر حتى تصبح واضحة جدا بحيث تساعد على تشخيص المرض، ويتم بالمنظار تشخيص الأمراض من منطقة الحنجرة حتى منطقة الشرج وهناك مناظير التشخيص العلوي ومناظير التشخيص السفلي،

أما العلوي فيركز على البلعوم والمريء والمعدة وبداية الأمعاء الدقيقة، والسفلي يشخص منطقة الشرج والمستقيم والقولون ونهاية الأمعاء الدقيقة، وهناك أيضا المناظير المخصصة لفحص الأمعاء الدقيقة حيث أن بعض أجزائها لا يصلها المنظار العادي وقد تم تعويضها الآن بما يسمى التصوير عن طريق الفيديو كابسول وهي كبسولة يقوم المريض ببلعها حيث تكون مزودة بكاميرا دقيقة تأخذ صور داخلية لجسمه،

وهناك العديد من الأمراض التي يتم تشخيصها عن طريق المناظير مثل القرحة الهضمية والارتجاع المريئي واللحميات في الجهاز الهضمي العلوي والأورام وتشخيص العيوب الخلقية وأماكن النزيف و إنسدادات المريء أو القولون وأيضا تشخيص أمراض الالتهابات القولونية المتقرحة، وبشكل عام المنظار يقوم بتشخيص كل أمراض الجهاز الهضمي، وهناك جيل قادم من المناظير لتشخيص أمراض البنكرياس.

العلاج بالمناظير

أما عن العلاج بواسطة المناظير يقول د. أبو حمور يتم الآن توظيف المناظير أولا لتثبيت التشخيص عن طريق أخذ العينات ومن ثم العلاج، فالعلاج بالمناظير أصبح حقيقة واقعة وقلت كثيرا التدخلات الجراحية التقليدية، فمثلا القرحة الهضمية الآن من النادر جدا أن توصل مريضا للجراحة التقليدية، فهي تشخص وتعالج بالمنظار ويتم توقيف النزيف عن طريق المنظار أيضا بالحقن أو الكي، وكذلك بالمناظير يتم حقن دوالي المريء وربطها وأيضا باستطاعتنا استخدامها في توسيع التضيقات الموجودة في المريء والقولون والأمعاء الدقيقة،

وأيضا في استئصال اللحميات سواء بالمعدة أو بالقولون ومنعها من التطور لتصبح سرطانات، وباستخدام المناظير يمكننا أيضا توسيع القناة الصفراء وسحب الحمض منها ووضع شبكات معدنية لتصريف العصارة الصفراء، وتستخدم المناظير أيضا في توسيع التضيقات بقناة البنكرياس وسحب السائل الموجود بالأكياس البنكرياسية، وأيضا إجراء تصوير للكتل خارج الجهاز الهضمي وأخذ عينات عن طريق المنظار حتى لو كانت مجاورة للمعدة أو الاثني عشر.والآن هناك ثورة لتوظيف المناظير لإجراء عمليات جراحية من خلال عمل ثقب في المعدة عن طريق الناظور، وهنالك بعض المراكز أجرت بنجاح استئصال الزائدة عن طريق الناظور وأتوقع أن نرى في المستقبل المزيد من التدخلات الجراحية عن طريق المنظار.

الكفاءة

وحول احتمال وجود أخطار لاستخدام المناظير في الجراحات قال د:أبو حمور:كأي أداة في الطب يجب أن يتم التدريب ودراسة كيفية استخدامها في مراكز متقدمة وأعني هنا تدريباً طويلاً وليس لفترات قصيرة وأن يكون الطبيب المستخدم مؤهلاً لإجراء التشخيص والجراحة بواسطة المناظير وأؤكد هنا ليس كل طبيب مؤهلاً لذلك، فالكفاءة البشرية المدربة تقلل من أخطار المناظير وأخطارها فرضية مثلا قد يكون هناك ثقب عن طريق المنظار عند أخذ العينات إذا لم تكن مأخوذة بحرص وطريقة صحيحة

وقد يكون هناك نزيف إذا اجري المنظار بشكل عنيف، أما احتمالات نقل العدوى والفيروسات عن طريق المناظير فهي الآن غير واردة وذلك لأنها تخضع لعمليات تعقيم معقدة، وعلى العموم فهذه الأخطار نادرة الحدوث والأجهزة الحالية المتطورة قلصت فرصة حدوث الخطر بشكل كبير خصوصا عند إجراء العلاج في مراكز متقدمة وتحت أيدي أطباء محترفين.

كرم أحمد

Email