مركز تطوير رياض الأطفال بدبي.. مبادرات رائدة ودعم مفقود

مركز تطوير رياض الأطفال بدبي.. مبادرات رائدة ودعم مفقود

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المسؤولون في مركز تطوير رياض الأطفال بدبي أن المركز لا يتلقى أي دعم فني أو مادي من وزارة التربية والتعليم، وأن الدعم الذي يتلقاه المركز يأتي بجهود فردية، بينما يعد المركز رائداً في تدريب معلمات رياض الأطفال في مختلف إمارات الدولة، وسباقاً في تبني عددٍ من المشاريع التربوية أهمها تعميم تجربة التطوير في مراكز تطوير رياض الأطفال في كل من الشارقة وعجمان وأم القيوين إلى جانب تطبيق مشروع اللغة الإنجليزية ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الرياض.

وقالت شيخة الملا مديرة المركز في حوار مع «البيان» إنه عند إعادة هيكلة الوزارة تم تغييب المركز من الخطة رغم حضوره القوي ومساهماته الدولية والعربية، وقالت إن التحديات التي تواجه رياض الأطفال ليست بمنأى عن تلك التي تواجه التعليم في الدولة بصورة عامة، فهي حلقة في سلسلة التعلم الهادف إلى بناء شخصية متكاملة للفرد، فيجب تناول المعلم أولاً بالتطوير، ثم يجب دراسة الضعف في كل منطقة بصورة منفصلة، ووضع حلول جذرية لها. وفيما يلي تفاصيل الحوار:كيف يمكن تطوير رياض الأطفال فيما يتعلق بكل من أساليب التدريس والبيئة المحيطة والمنهاج المطبق؟

لا شك أن أساليب التعلم في مجال رياض الأطفال حققت تطوراً كبيراً، سيما بعد توقيع اتفاقيات حقوق الطفل والإنسان، واتفاقيات التمييز ضد المرأة، وقد خلق ذلك نوعاً من الوعي في المجتمع بضرورة التخلي عن الأساليب التقليدية في التعلم، واعتبار رياض الأطفال مرحلة مهمة في تطور الإنسان وأساليب تعلمه، ما انعكس بإيجابية على طرق تعامل المعلمة مع الطفل،.

وسلوكه نحو البيئة التعليمية، فنرى أن ظاهرة استخدام الصوت العالي مع الأطفال بدأت في التلاشي، وحل محلها طرق محببة أكثر لدى الطفل، مثل التعلم الجماعي، واستخدام تقنيات الحوار، وتبسيط المفاهيم والنزول بها إلى مستوى تفكير الطفل، في محاولة لبناء شخصية سوية، وعدم فصل مهارات التعلم مثل القراءة والكتابة عن المهارات السلوكية لأن التعلم مهارة متكاملة لا يمكن تقسيمها.

أما فيما يتعلق ببيئة التعلم، فإنها يجب أن تكون جاذبة، فلا نتبع الأساليب التقليدية، وللمعلمة حرية الجلوس مع الأطفال والتعلم بطرق مختلفة، كما نحرص على إجراء مقابلات للأمهات والأطفال بشكل دوري، وننظم رحلات جماعية، وورش عمل لأولياء الأمور، بالإضافة إلى الاجتماع بهم لتحديد الصعوبات وإلقاء الضوء عليها.

كما لا يقل منهاج التعلم أهمية عن البيئة والأساليب، وتم الاستعانة في البدايات بمنهاج السعودية لتدريب المعلمات، ثم تم استحداث منهاج خاص بالمركز يتطابق مع أهدافه وتطلعاته وتم تغييره عدة مرات، ولم يلق الاهتمام من الوزارة، ولكنه أثبت نجاحه، فهو المعتمد الآن في معظم رياض التطوير، وينسجم المنهاج مع بيئة الأطفال في الدولة، ويتكون من 16 وحدة، الأولى بعنوان أهلا وسهلا ووحدات أخرى تتناول موضوعات مختلفة مثل العائلة والمسكن والملبس ورمضان واليوم الوطني والطعام والشراب وغيرها.

ما هي أوجه التنسيق والتعاون بين المركز ووزارة التربية والتعليم؟

التنسيق يكاد يكون مفقوداً فالوزارة تعتبر أن المركز ليس تابعاً لها، أما المركز فكان دوره رائداً في تدريب معلمات رياض الأطفال في مختلف إمارات الدولة، وتبني تطبيق التجربة في مراكز تطوير رياض الأطفال في كل من الشارقة وعجمان وأم القيوين، ولكننا فقدنا التواصل معهم والإشراف على تطبيق الأساليب المتبعة والمنهاج المدرس ومتابعة عملية التدريب والتطوير وأصبحت مراكز منفصلة تتولى الوزارة الإشراف عليها.

ثم إن الوزارة تجاهلت جهود المركز، فنحن نطبق منهاج اللغة الإنجليزية بنسبة 35% (كون المعلمات غير معدات لتطبيق الإنجليزية بنسبة أعلى) منذ عدة سنوات بناءً على دراسات أجراها المركز، بينما أعلنت الوزارة عن تطبيق الإنجليزية بصورة تجريبية في العام الماضي وعممتها العام الحالي متناسيةً تجربة المركز الرائدة في ذلك، كذلك الأمر بالنسبة لدمج الأطفال المصابين بمتلازمة داون، نحن أول من طبق المشروع.

ولكن تم تجاهل التجربة، إلى جانب ذلك، نحن نواجه صعوبات في توفير معلمات مؤهلات لأن يكُن مدربات، ورغم ذلك وبفضل الجهود الفردية تمكنا من الاستمرار في التدريب والتعليم في الوقت ذاته. كما أؤكد أن تجربة المركز تم الاستفادة منها على المستوى الخليجي، فقمنا بتدريب معلمات رياض الأطفال في عمان وقطر،.

كما ساهمت شخصياً في وضع منهاج رياض الأطفال في عمان. أود القول إن العملية التربوية ذات مبدأ موحد في الفكرة والأسلوب، فلا يمكن فصل المراكز بهذه الطريقة، يجب أن تحرص الوزارة على نهج موحد في التعامل مع رياض الأطفال في الدولة، يجب التخطيط أولاً ثم البناء وليس العكس، وما يفاجئ فعلاً أنه عند إعادة هيكلة الوزارة تم تغييب المركز من الخطة لأسباب أجهلها رغم حضوره القوي ومساهماته الدولية والعربية.

من هي الجهات الداعمة للمركز؟

هناك عدد من المؤسسات التي تولت دعم المركز لفترات طويلة، ولكنها تخلت مؤخراً بهدف دعم المدارس التابعة للوزارة، فكما قلت المركز تم تهميشه ومعظم المساعدات تأتي بجهود فردية، ولكننا استطعنا كسب ثقة العديد من أولياء الأمور من خلال التميز في مستوى التعلم في المركز بغض النظر عن قلة الدعم المقدم، وما زلنا نسعى في التطوير من خلال ابتعاث المعلمات للتدريب في الخارج لتحصيل الخبرة وصقل المهارات وتطبيقها في سياق محلي يخدم أهداف المركز.

ما دور المركز في تدريب معلمات رياض الأطفال؟

ساهم المركز في تدريب المعلمات في مختلف المراكز، لكن منعتنا الوزارة من المتابعة والإشراف، مع أن تجربتنا في مجال التدريب تتجاوز ال15 عاماً، ولكنهم فضلوا اللجوء إلى المدربين الأجانب لتدريب المعلمات في عدد من مراكز التطوير. ولكننا نواجه تحدياً كبيراً يتمثل في نقص الكوادر من المعلمات المواطنات خصوصاً أن المركز يستقبل ويبتعث المعلمات للتدريب.

ما مؤهلات المعلمات المدربات؟ وما هي الدورات التي يخضنها لتحقيق مستوى أفضل؟

هن من الحاصلات على بكالوريوس رياض الأطفال، مع الحرص على إتقان مهارات اللغة الإنجليزية، ونسبة إلى نقص أعداد المعلمات، فإنه تم تكوين فريقين في العام الماضي، فريق يتولى تدريب المعلمات، وهن من القدامى، وفريق آخر من المعلمات الجدد يدرسن الأطفال في الفصول، هذا العام دورات التدريب توقفت، وبدأنا في تدريب معلمات المركز الجدد على مهارات تطوير أساليب التعلم من خلال دورات مكثفة مدتها 38 ساعة.

ما هي معايير قبول الأطفال في الروضة؟ وهل يتم استقبال جميع الأعداد المتقدمة؟ وكم تبلغ رسوم الدراسة في المركز؟

لا توجد معايير محددة، ولكن تُعطى الأولوية بنسبة 60% للأطفال المقيمين في نفس المنطقة، بينما 40% من المقبولين هم أطفال من مناطق مختلفة مع شرط توفر المواصلات. ويستقبل المركز سنوياً ما يقارب 80 طفلاً، مع وجود 70 على لائحة الانتظار، وتبلغ رسوم التحاق الأطفال 2000 درهم سنوياً. ما هي أهداف المركز فيما يتعلق بالتغذية السليمة للأطفال؟ وكيف يتم تطبيق ذلك؟.

الأهداف تكمن في توفير وجبة غذائية سليمة للطفل، تؤمن له كل ما يحتاجه من العناصر الغذائية، ونحرص على تحضير الوجبة للأطفال في المركز بطريقة متخصصة، وتغيير محتواها للموازنة بين فروع الطاقة وإمداد الطفل بما يحتاجه.

التحديات التي تواجه الرياض ليست بمنأى عن نظيرتها في التعليم عموماً

قالت شيخة الملا إن التحديات التي تواجه رياض الأطفال ليست بمنأى عن تلك التي تواجه التعليم بصورة عامة، فرياض الأطفال حلقة في سلسلة التعلم الهادف إلى بناء شخصية متكاملة للفرد، مشيرة إلى أن بناء إستراتيجية التطوير في جهاز التعليم بالدولة غير مدروسة رغم إيماني بإستراتيجية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي حرص على تكوين فرق عمل لوضع الاستراتيجيات والبدء في التطوير، ولكن السؤال إلى أي مدى حققت تلك الفرق رؤى سموه وأفكاره؟

وأضافت انه يجب تناول المعلم أولاً بالتطوير، كونه حلقة الوصل بين الطالب والمعلومة ثم المناهج، وهنا لابد من الإشادة بحكمة سموه في رصد مبلغ مئتي مليون درهم لتأهيل المعلمين في الدولة بما يمكنهم من تطوير أنفسهم وبالتالي التعليم، كما يجب دراسة الضعف في كل منطقة بصورة منفصلة، ووضع حلول جذرية لها، من خلال مراعاة طبيعة كل منطقة في الدولة، ودراسة مناطق الضعف لدى الطلاب، وعدم الاكتفاء بتطبيق التجارب الأجنبية كما هي، بل يجب النظر إلى خصوصية التعلم في الإمارات، وتطبيق التجارب الأجنبية في سياق محلي.

ويجب أن يتناول التطوير كمية المادة المعروضة، فالنظريات والمسلمات لا يطالها التطوير بينما يمكن التحكم في طريقة عرضها وأسلوب تناولها، خاصة أن الكم والكيف في ما هو معروض يحدث فرقاً في التحصيل الدراسي لدى الطالب.تج

ربة المركز تجربة المركز

منذ تأسيسه في عام 1990 شرع المركز في تدريب الخريجات من المعلمات المواطنات حيث استقبل الدفعة الأولى عام 94 والتي تم تخريجها عام 98.

ومنذ ذلك الحين والمركز يشهد تطوراً ملحوظاً تجلى من خلال توسع تجربته وتطبيقها في رياض الأطفال في مختلف الإمارات، فاستقبل المعلمات من رياض الأطفال الحكومية في عجمان وأم القيوين والشارقة إلى جانب دبي. والمركز يحصل على الدعم من ثلاث جهات، هي منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (آجفند) وبإشراف وزارة التربية والتعليم.

ويهدف مركز تطوير رياض الأطفال بدبي من خلال توفير بيئة تعليمية نموذجية إلى إعداد طفلٍ ذي شخصية متكاملة ومتوازنة قادر على المساهمة في بناء وطنه وتحقيق أهدافه التنموية وتطلعاته المستقبلية، بإشراف كوادر تربوية مؤهلة يتم تدريبها في المركز، وفي بيئة تعليمية محفزة وجاذبة.

جميع مراكز التطوير تابعة للوزارة

صرح مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم لم يشأ ذكر اسمه أن مراكز تطوير رياض الأطفال جميعها تابعة للوزارة بما فيها مركز دبي.

مشيراً إلى عدم الرغبة في الخوض في التفاصيل، وطالب بضرورة الاطلاع على تجارب جميع مراكز التطوير في مختلف إمارات الدولة.

ويتضح من تصريحات المسؤول أن هناك تحفظاً على عدم الرد تجاه الانتقادات التي وجهتها مديرة المركز للوزارة.

دبي ـ أمل الفلاسي

Email