نظرة على أزمة اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تاريخ اليمن قائم على الانقسام والصراع، ومع فترات عرضية من السيطرة الهشة لتجمع جغرافي أو ديني أو قبلي، وأكثر قادة البلاد نجاحاً كان لهم دور في التلاعب بانقساماتها، وذلك بالتهدئة في أوقات والمساومة في أوقات أخرى، وإعادة ضبط تحالفاتهم باستمرار، بناء على رد الفعل على الأحداث.

إلا أن هكذا شخصيات تعد نادرة، وعلى غرار أفغانستان تعد اليمن دولة يقدر شعبها الهوية الوطنية، وعادة ما يتعاملون بحزم عندما يتدخل الأجانب في شؤونهم، غير أنهم يجدون من الصعب عليهم تجاوز خلافاتهم.

وعلى هذا المستوى الأساسي ليس هناك للأسف شيء مفاجئ في الانهيار الأخير في مؤسسات اليمن، وانحدار الدولة نحو الحرب الأهلية، ومن غير المفاجئ أيضاً أن الحوثيين لا يمتلكون الإمكانات كي يسيطروا على كل البلاد، وستكون الحال كذلك حتى لو لم يكن السعوديون غير جاهزين للتدخل بقواتهم البرية، جنباً إلى جنب مع مصر ودول عربية أخرى.

وهذا أيضاً نمط ينتمي إلى الماضي، فالمتمردون أقوياء بما فيه الكفاية لتحدي الحكومة، وأحياناً للإطاحة بها، ولكنهم ليسوا أقوياء بما فيه الكفاية للتمسك بالسلطة.

والخوف من حرب جديدة بالوكالة بين السعودية وإيران ظهر مجدداً بشكل طبيعي، لكن ربما على نحو مبالغ فيه، ودعمت إيران مؤكداً الحوثيين الذين يشكلون أحد أفرع المذهب الشيعي بتقديمها بعض المساعدة.

من الصعب رؤية أي منطق في جعل الأمر يتطور إلى حرب سيخسر فيها الحوثيون على الأغلب، والتي ستجد إيران أن من الصعب عليها، وفي حال أخذت التصريحات الصادرة عن إيران في الوقت الراهن على محمل الجد، فإن ذلك يؤكد حاجة لإيجاد حل سلمي للأزمة.

وعلى الجانب السني، فإن الأمل معقود على أن ما تعرض له الحوثيون حتى الآن سيخيفهم تماماً، ويسهل انقيادهم إلى المفاوضات التي توسطت فيها الأمم المتحدة، والتي تتوافق عليها الأطراف من حيث المبدأ، بينما تعارض المكان المقترح لها.

 

 

Email