الفشل مصير داعش في العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

يشير جانب كبير من التعليقات في الصحافة الدولية على الوضع الراهن في العراق إلى أن البلاد قد تجاوزت بالفعل نقطة الانكسار تحت وطأة الحملة الخاطفة التي شنها داعش. وفي الوقت الراهن يسطر داعش مدعوما بمقاتلين من سوريا وجماعات متعاطفة معهم في شمالي العراق وغربه، على الموصل التي تعد المدينة الأكثر أهمية في العراق، وتكريت معقل العشيرة التي ينتمي إليها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وقد أطبق على سامراء، ولن يكون مدهشا إذا طرق أبواب بغداد. ولكن الهجوم على بغداد، بل وحتى الاستيلاء عليها سيكون انتصاراً وهمياً، فهو لا يمكن إلا أن ينتهي بالهزيمة ودعم أعداء التنظيم في بغداد. فإذا دخل مقاتلو داعش الأحياء السنية في بغداد، فمن المحتمل أن يلقوا الترحيب هناك، ولكنهم لن يجدوا الكثير مما يمكن أن يعولوا عليه، كما لن يتمتعوا بالعمق الاستراتيجي الذي يحتاجونه في قتال الشوارع الذي قد ينشب في العاصمة العراقية.

وعلاوة على ذلك، وشأن ما حدث في سوريا، فإن الهجوم السني يحتمل أن يفجر تحولا للجيش العراقي من الفوضى المؤسفة التي يتردى فيها الآن، إلى قوة أكثر كفاءة وصمودا على صعيد العمليات الحربية. إن الطابع الذي اتسم به الهجوم السني سوف يحشد قوة أكثر من الجيش للتصدي له، فعمليات الإعدام الجماعية اقترنت باستخدام شعارات طائفية من جانب المتشددين..

وفي إطار حرب تشنها أقلية على أغلبية من السكان، فإن هذا يعد تكتيكا انتحاريا، حيث يتوقع أن ترد الأغلبية بعنف أكبر من الماضي. وبالإضافة إلى عرقلة العدد المحدود من المقاتلين للهجوم السني، فإن القائمين به قد اختاروا أن يخوضوا الحرب ضد خصم له أصدقاء أقوياء يهتمون أشد الاهتمام بمصالحهم في العراق.

وعلى الرغم من أن واشنطن لا يحتمل أن تستخدم القوة بصورة مباشرة ضد داعش، ويرجع ذلك في جانب منه إلى أن المهاجمين لا يشكلون نوعية الهدف الذي صممت القوة الجوية الأميركية لتدميره، وفي جانب آخر إلى التردد الأميركي في التورط عسكريا في العراق، فإن نوعية الدعم المادي والدبلوماسي والاستشاري الذي تعرضه واشنطن على بغداد، من شأنه أن يقوي العمود الفقري للعراق.

ومن شأن المفاهيم التي تدور حول تعاون أميركي مع دول إقليمية بشأن العراق، سواء كانت هذه المفاهيم حقيقية أو متخيلة، أن تلعب دورا كبيرا في هذا الشأن.

Email