العلاقات التركية الإسرائيلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتم الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارته لإسرائيل أخيراً، عبر وساطة وضع بها حداً لمواجهة سياسية ودبلوماسية ضارية بين اثنتين من حليفات أميركا، هما إسرائيل وتركيا.

 ويعد هذا الانفراج رصيداً لكل من رئيسي الوزراء، الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والتركي رجب طيب أردوغان، إلا أنه أيضاً إشارة إلى أن الرئيس الأميركي أوباما، الذي تم انتقاده على "القيادة من الخلف" في السياسة الخارجية، مؤهل للانخراط أكثر في العلاقات الدولية. ولكل من إسرائيل وتركيا مصالح مشتركة في الحل السلمي للحرب الأهلية في سوريا، ولم يسفر رفضهما العمل سوياً، وعداؤهما العلني المتكرر، سوى عن جعل هذه التحديات أصعب.

لقد ربطت علاقات وثيقة بين الجانبين، حتى هجوم إسرائيل في عام 2010 على سفينة تحمل مساعدات لقطاع غزة، قتل فيها 8 أتراك وأميركي من أصل تركي. واعتبر تحقيق للأمم المتحدة في عام 2011، أن حصار إسرائيل البحري على غزة كان قانونياً، وتم تبرير صعود القوات الإسرائيلية الخاصة على متن السفينة التركية، بأنه كان دفاعاً عن أنفسهم ضد "مقاومة عنيفة ومنظمة"، إلا أن التقرير أفاد أن القوة التي تم استخدامها من قبل الإسرائيليين كانت "مفرطة وغير منطقية". وقد رفضت تركيا النتائج، وطردت سفير إسرائيل لديها.

وقالت إنها تجمد العلاقات العسكرية إلى أن تعتذر إسرائيل بشأن القتلى، وتعوض أسر الضحايا. وأخيراً، كان الرئيس أوباما بجانب بنيامين نتانياهو عندما اتصل برجب طيب أردوغان، وأعرب عن أسفه بشأن الغارة الإسرائيلية (وهو اعتذار قاومه طويلاً).

وعرض تعويضاً. وبعد قبول رئيس الوزراء التركي للبادرة، قال مسؤولون إنه قد تمت استعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل. وفي وقت سابق، خفف أردوغان، الذي كان قد وصف "الصهيونية" بأنها "جريمة في حق الإنسانية"، من حدة تصريحاته في مقابلة مع صحيفة دنماركية. وهذا أعطى بنيامين نتانياهو، بإيعاز أميركي، مجالاً لإجراء الاتصال الهاتفي.

في نهاية المطاف، دافعت الحكومة الإسرائيلية وبشدة عن غارة قواتها على سفينة "مرمرة" التركية، لانتهاكها الحصار الإسرائيلي، من أجل تقديم المساعدات لحماس في قطاع غزة في مايو 2010.

ووفقاً لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تحدث نتانياهو مع رئيس الوزراء التركي أخيراً، واتفقا على إعادة العلاقات الثنائية التي قطعت بعد الحادثة، بما فيها إعادة السفراء، وإلغاء الخطوات القانونية المتخذة ضد جنود الجيش الإسرائيلي الذين شاركوا في الغارة. من الواضح أن الوضع المتدهور في سوريا، قد قدّم الدافع لكل من أوباما ونتانياهو للتحرك في هذا الاتجاه.

حيث كتب الأخير في صفحته على موقع فيسبوك: "الحقيقة هي أن الأزمة في سوريا تسوء بشكل أكبر كل دقيقة، وكانت هي الاهتمام المركزي، في نظري". والأمر الذي تحتاج إليه أميركا وقوى العالم حالياً، إلى جانب الدول المعتدلة نسبياً في المنطقة، بما فيها تركيا، هو أن تضع نهاية للحرب الأهلية المروعة في سوريا.

 

Email