بين زمنين

ت + ت - الحجم الطبيعي

المقاربة بين الاختراق في العلاقات الأميركية الصينية في العام 1972 والتقارب بين واشنطن وطهران تستدعي الاستثمار الصيني الذكي في الحدث السياسي. المقاربة فرضها الاختراق من قبل ريتشارد نيكسون لسور الصين واختراق أوباما عزلة إيران. المقاربة نفسها تستدعي ماوتسى تونغ وعلي خامنئي من جهة وتشوين لاي وروحاني من جهة ثانية. إذا كان الزعيم الصيني يقابل المرشد الإيراني من زاوية التطرف في التشدد فإن علي روحاني إدراك ما أدركه تشوين لاي في سبعينات القرن الأخير.

رئيس الوزراء الصيني استوعب أهمية إحداث تغييرات خاطفة على الصعيد الداخلي على إيقاع مباراة كرة البنغ بونغ الشهيرة وعلى نمط الفريق الغربي الزائر. هكذا بدأ رئيس الوزراء الصيني في تفكيك القبضة الماوية وانتهاج تغييرات داخلية من قناعة ثابتة بأن التحول الاستراتيجي يبدأ بالضرورة من الداخل أولاً.

أياً كان الرهان الإيراني على الاتفاق النووي فإنه لن يتخذ منطلقه أو مساره القويم ما لم يبدأ من الداخل.

على قدر جني الإيرانيين من الداخل من قطاف تربح طهران في الخارج. القيادة الإيرانية مطالبة بنهج ليبرالي حداثي ينعش المجتمع وانفتاح ينعش البازار. الشعب الإيراني فقد «الحماسة الثورية» الخمينية تحت ضغوط الضائقات الاقتصادية والعقوبات والعزلة.

من الصعب إقناع الإيرانيين بأن الصمود الطويل أفضى إلى ربح المعركة دون الحديث عن فعالية العقوبات في انتزاع التنازلات. إذا كانت لدى القيادة الإيرانية قناعة بأن عائدات الاتفاق النووي تتيح مزيداً من الانفاق على الحروب بغية انتزاع دور في المنطقة فعليها استيعاب التجربة الأميركية في العراق بأن فرض الهيمنة لا يتم بالامكانات المادية.

أزمة القيادة الإيرانية أنها لا تود تقمص دور «شوين لاي» لأنها تتوهم الخوف من تجربة ميخائيل غورباتشوف.

Email