لعبة الشيطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه قصة حدثت في بريطانيا على فترتين، الأولى عام 2012، إذ كان هناك رجل يعاني من الإدمان. ذات يوم خرج من مكان اعتاد ارتياده مع أصدقائه، ليجد عنصر شرطة واقفاً أمامه، ويطلب منه تسليم نفسه لسجله الحافل بالسوابق.

وافق المدمن ورافق رجل الشرطة طواعية، بعد أن طلب منه ألا يكبله. بمجرد خروجهما من المكان، أطلق المدمن ساقيه للريح، ووصل إلى سيارته وانطلق بها. أبلغ الشرطي زملاءه في الدورية التي لاحقته في مطاردة شبيهة بما نشاهده في الأفلام.

استمرت المطاردة حتى الفجر، حيث ألقي القبض على المدمن في منزله. في التحقيق، قال الرجل الحقيقة واتهم الشيطان بإدمانه، قائلاً: لقد خدعني الشيطان! لا أعرف كيف حدث ذلك. عوقب الرجل في عمله، وخفضت درجته، وخصم من راتبه، ودخل برنامج إعادة تأهيل كان قد تركه عام 2010.

الفترة الثانية: في يوم من هذا العام، كان المدمن يجادل أصدقاءه الناصحين بأنه سيتخلص من الإدمان يوماً ما.

وذهب بعدها ليلاقي «شيطانه»، وعند خروجه اصطدم بسيارة واقفة أمامه عند الإشارة! نزل سائق السيارة الأخرى ليعاين الضرر، فقال له المدمن لا تخبر الشرطة.. فسأله السائق، ولماذا؟ وبدل أن يجيب، قرر إطلاق ساقيه للريح، فأبلغ سائق السيارة الشرطة، وبدأت مطاردة شبيهة بتلك الأولى، إلا أن هذه انتهت سريعاً بالقبض عليه.

في التحقيق، قال الرجل مرة أخرى: لقد كنت في برنامج إعادة تأهيل، وخدعني الشيطان مرة أخرى! لا أعرف كيف حدث ذلك.. لكنه خدعني. يظن الكثير من مرتكبي الجرائم في العالم، أن الشيطان وراء كل مصائبهم.

الحقيقة أن الشيطان يخدع الإنسان مرة واحدة فقط، ثم يكتفي بتذكيره فقط ليكرر الإثم، وهذه اسمها النفس الأمارة بالسوء، وهي ما يعرف في علم النفس بالسلوك غير السوي. مسك الختام: في فيلم «الضعف»، يسأل الشرطي القاتل عما دفعه لارتكاب جرائمه، فيقول: إنه الشيطان.. ذلك الوغد.

 

 

Email