لولو باريس

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذا ليس اسماً لمتجر شهير افتتح فرعاً له في باريس، أو اسماً لحيوان أليف يعيش في البيوت، وليس تصغيراً لاسم فرد من أفراد العائلة. إنه اسم لجمعية باريسية تهدف إلى خدمة المواطن الباريسي إثر اختفاء الوظائف الصغيرة التي كانت متوافرة، وكان المرء يستعين بالعاملين فيها من أجل تصليح عطل في جهاز ما في بيته، أو مساعدته في حمل حقيبة ثقيلة من بيته إلى محطة القطار.

الذين يسافرون إلى الغرب يعرفون جيداً أهمية الخدمة التي قد توفرها لولو في المجتمع، حيث إن شكل الحياة هناك يسير بخطى حثيثة نحو شيخوخة واسعة، عجائز في الأسواق ومحطات المترو والحدائق والمتاجر، يسيرون بهدوء وقد لفوا شالات الصوف حول أعناقهم، وحملوا سلالاً قد تكون ثقيلة، أو يدفعون عجلات كراسيهم المتحركة على الطرقات، وهنا لابد من لولو لمد يد العون.

في الغرب تتراجع مؤسسة الزواج بشكل مخيف، وهذا يعني قلّة عدد الأطفال والشباب، ويعني أن وجود كلب في البيت يعادل فرد من أفراد العائلة، ويمكن أن يحمل اسم لولو، وهو في حسابات السوق والصندوق لا يحتاج إلى ملابس ومدرسة وجامعة.

جمعية لولو التي تتخذ شكل مكتب خشبي صغير في أحد الشوارع الرئيسة في الدائرة الباريسية الرابعة مقراً لها تقدم تلك الخدمات التي نعرفها جيداً هنا، لكنّها في بلاد لولو قد تكون ترفاً وهم يدركون جيداً حكمة أجدادهم (ما حاجتك للحقيبة إذا كنت لست قادراً على حملها) النظرة تغيرت اليوم مع كثرة الحقائب وقلة المواليد في المجتمع.

وتدل كثرة الطلبات المسجلة خلال الأسبوع الأول من ظهور لولو على أن الفكرة ستشق طريقها في شكل أسرع من المتوقع. ومعها ستختفي نظرة الغرب إلى السياح الذين يحملون الكثير من الحقائب في سفرهم..لقد أصبح هناك لولو.

 

Email