مزروع في خلاياي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أحد تفسيرات الحب، وكيفية وقوعه، وانفتاح شبابيك القلب وأبوابه على السعادة والدخول إلى عوالم الحلم والدهشة، أو ربما الشقاء والانتظار والألم.. يقال إن هناك رؤية ميتافيزيقية منذ أيام الإغريق، تفسر أسباب حبنا لشخص ما بعينه دون سواه، إذ تقول النظرية إن الإنسان يولد بشطر نفسه، ويعيش حتى يرى الإنسان الذي ولد بالشطر الآخر، وفي لحظة اللقاء يمتزج الشطران، ويجيء الحب.

كيف يحدث الحب حقاً؟

أحيانا.. نحكم إغلاق أبواب القلب، ونرمي بالمفاتيح وكلمات السر إلى المجهول، كي لا نعثر عليها في لحظة ضعف، ونعقد النية على أن لا نفعل بقلوبنا ما يفعله معذبو الحب وضحاياه حولنا، لكن يحصل ما لا نريد، فيأتي الحب ويقتادنا إلى دروبه، ولا فائدة تغدو من البحث عن الأسباب أو الكيفية بعد ذلك.

كأسئلة الأطفال يأتي الحب، بسيطاً، سهلاً، عصياً في الوقت ذاته على التفسير والشرح، لكن.. كيف يأتي!

ولماذا، من بين ملايين البشر، ومئات الوجوه العابرة، وتلك التي تدور في فلك مداراتنا اليومية، نختار وجهاً بعينه دون البقية! ولماذا نرى استحالة استبداله كغيره من الأشخاص، أوالأشياء أو الأماكن، ولماذا الحب «وحده» يأتي دائماً قوياً مدوياً، ويرحل عصيّاً وأكثر قوة وتأثيراً؟

يقال إن هناك تفسيرا ميتافيزيقيا آخر، يعيد أسباب الحب إلى تناسخ الأرواح، بمعنى أننا حين نحب شخصاً نراه لأول مرة، ذلك لأننا التقينا به قبل آلاف السنين في حياة أخرى.

إذاً من تخفق قصص حبهم الأولى، ويغرمون من جديد بحب أكثر قوة وعنفواناً، هل التقت أرواحهم بأكثر من روح قبل آلاف السنين؟ أهي حقاً الكيمياء؟ أم إنها «الجنود المجندة»!

....

هنا والان:

نصفي الجميل، شطري الأعظم.. ربما لم تلتق أرواحنا قبل آلاف السنين، لكن وجودك، مزروع في خلاياي.

Email