تونس العذراء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه الأنظار والآمال اليوم إلى تونس الخضراء، وهي تعيد زراعة الأمل وتكنس آثار الاستبداد والاستخوان، حين يقترع الشعب التونسي لاختيار برلمانه الجديد الذي يؤمل أن يمثل آمال وطموحات التونسيين في مستقبل يليق بهم ويستحقونه، بعد كل ما عانوه في السنوات العجاف الثلاث الماضية، وما سبقها من قمع وفساد وإفساد طوال سنوات عديدة.

لكن ما يتطلع إليه التونسيون اليوم لا يخصهم وحدهم، بل يعنينا جميعاً في كل موقع عربي، على اتساع الخريطة الناضبة والمعتلة، من المحيط إلى الخليج.

فنتائج الانتخابات التونسية تحمل معها الأمل لكل العرب الذين يتطلعون إلى أن تقدم تونس نموذجاً جديداً للرخاء والاستقرار، وهي غنية بالنماذج عبر التاريخ الممتدة جذوره عشرة آلاف عام، مروراً بقرطاج وأميرتها النابهة، ثم في العصور الإسلامية الأولى وما تلاها، وصولاً إلى العصر الحديث.

لكن العرب وَجِلون أيضاً من أي تأثير سلبي في سير الانتخابات أو نتائجها، أو محاولة الاستيلاء عليها من جهات، خارجية أو داخلية، لا تريد الخير لتونس وشعبها الباهي.

حين يتوجه التوانسة اليوم إلى صناديق الاقتراع، فهم لا يعبرون عن أنفسهم فحسب، بل لا بد أن يدركوا أن نتائج تصويتهم تعنينا وستنعكس علينا جميعاً، وكما أطلقت تونس الشرارة الأولى للتغيير الشامل في المنطقة، نأمل أن تخطو الخطوة الأكثر جرأة وتقدماً نحو المستقبل الذي يتمناه التونسيون ونتمناه لهم ومعهم، ويحقق استجابة القدر لحلم أبي القاسم الشابي بالحياة والحرية.

تستحق تونس أن تستعيد خضرتها ونضارتها، غيداء عذراء لم يطمثها استبداد ولا إرهاب، ويستحق أهلها المزيد من التطور والازدهار، وبتطورهم وازدهارهم نتطور ونزدهر.

Email