بيادق وألاعيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

على وقع الأجواء الاحتفالية، والاحتجاجية أيضاً، بانطلاق «مونديال» كرة القدم في البرازيل، يعيش العالم واقع مونديال آخر للهيمنة على «الكرة الأرضية» بكاملها، حيث يمارس «الكبار» لعبهم المعهود بحياة الشعوب ومصائرها، لكنه لعب بالغ الجدية ودموي في الأغلب!

والألاعيب الكبرى تظل حكراً على الكبار، أما الصغار فهم أدوات التسلية وبيادق اللعب. وعالمنا الثالث (سابقاً)، الذي أصبح عوالم متعددة لم نعد نستطيع ملاحقة تكاثرها نحو الحضيض، يظل هو الملعب الرئيس للكبار، المولع دوماً بتقليد ألاعيبهم حين يوهمون بعض بيادقه بأنه يمكن أن يقوم بدور لاعب حقيقي، فتحل الكارثة به وبمحيطه.

وحتى بين الكبار، ليس اللعب لمجرد التسلية، وليست «الروح الرياضية» حاضرة دوماً، لا لحظة الفوز ولا حين الخسارة. وأوضح برهان على ذلك مجموعة «السبع الموبقات»، أقصد السبع الكبرى، التي بدأت خمسة مخالب عام 1974 ثم ستة، إلى أن أصبحت ثمانية قبل أن تعود الآن سبعة، بعد استبعاد الدب الروسي على خلفية الفريسة الأوكرانية، وغيرها من فرائس المخاض الدولي الجديد.. ع

قبال الولادة، التي يبدو أنها ستكون بالغة التعسر والدموية، ويصعب التكهن هل ستلد كائناً سوياً، أم أن المولود المرتقب سيكون مسخاً مشوّها كسابقيه؛ عصبة الأمم المنهارة و«الأمم المتحدة» المتداعية، والحرب الباردة بين الكبار الماحقة للشعوب الصغيرة والمستضعفة، وصولاً إلى دكتاتورية القطب الأحادي، وحتى المخاض العسير الماثل صراعات وحروباً دموية مدمرة.

لكن لا جديد في ذلك، فمصير الضعفاء دائماً أن يكونوا مجرد بيادق وقطع شطرنجية في أيدي الكبار، فهذا هو قدر الصغار ما لم يغيروا ما بأنفسهم، وهذا التغيير المنشود يبدو سراباً صيفياً قد يحسبه المتفائل ماء، لكن الصيف السياسي اللاهب ما زال في بدايته.

Email