إنجازات تحققها التضحيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

مخطئ من يظن بأن ما تحقق وما يتحقق كل يوم على أرض المعارك في اليمن هيّن وبسيط، ومخطئ أيضاً من يرى أن الحرب قد طال أمدها، فالحرب في اليمن ليست بتلك البساطة التي ربما يتصورها البعض، بل هي حرب مقدسة يقودها التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وقوات المقاومة الشعبية في اليمن لتحرير ليس أراضيه فحسب، بل حماية دول الخليج العربي من تحالف الشر وقمع أطماعه التوسعية.

إن تحرير كامل محافظة مأرب بعد استعادة مديرية »صرواح« غربي مأرب إثر معارك طاحنة مع مليشيات الحوثي والمحروق صالح، يعني الكثير لقوات الشرعية وقوات التحالف، وأيضاً للعدو، فـ»صرواح« تعتبر المعقل الأخير لإمدادات المليشيات، وسقوطها يعني تقهقرها وتراجعها وفرارها إلى الشمال الذي لا شك بإذن الله أنه واقع بأيدي الحق والشرعية.

الطريق إلى صنعاء وحتى آخر نقطة في الشمال بات ممهداً، مع جهود جبارة تبذل لإعادة الأهالي الذين هجروا مدنهم وبيوتهم، وقد بدت طلائع النصر وتباشيره تلوح في الأفق.

الأنباء القادمة من هناك سارة ومبشرة بنصر وشيك مع الفرار الجماعي لمليشيات الحوثي وقوات المخلوع من معاقلهم، وقد عاثوا فساداً ودماراً وقتلاً وخراباً، وكذباً؛ الصفة الأكثر التصاقاً بهم.

تحرير اليمن واستعادة أراضيه من براثن قوى الشر ليس شأناً يمنياً فحسب، بل شأن إقليمي يهم جميع دول المنطقة، التي تعيش أحداثاً دامية وتدخلات طامعة دون أن تتمكن من أن تدفع عن نفسها تلك الأخطار.

إن الخراب والدمار ليسا بحاجة إلى قوة وعقل وقتل، وبإمكان أي معتوه تنفيذ ذلك بغمضة عين، لكن يبقى البناء والمحافظة على سلم الأوطان وأمنها واستقرار الشعوب الذي لا يأتي إلا بالتضحيات الجسام، والبطولات العظيمة. رحم الله شهداءنا ومن مات معهم على أرض اليمن التي ارتوت بدماء زكية طاهرة.

Email