يوم خالد

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيبقى الثالث من أكتوبر 2015 يوماً خالداً في ذاكرة الوطن والمواطنين الذين توجهوا يوم أمس ومنذ الصباح الباكر ليدلوا بأصواتهم ويمنحوها لمن يستحق من المرشحين والمرشحات.

لمس الذي جلس خلف شاشات التلفزيون - والتي كانت موفقة في بثها الحي الموحد الذي قدمه الإعلاميون والإعلاميات باقتدار - يوماً استثنائياً، وأيضاً من كان له حظ التوجه إلى مراكز الاقتراع لمس كيف كان يوماً انحازت فيه الإرادة للإمارات.

يوم عظيم خرج المسن والصغير، الرجال والنساء، المقعد والكفيف، جميعهم لبوا نداء الواجب وخرجوا إلى مراكز الاقتراع ليمارسوا دورهم ويساهموا في التنمية السياسية للبلاد.

صور المشاركة والأخبار التي كانت تتلاحق من أرجاء البلاد كانت مبشرة بمستقبل زاهر وغدٍ مشرق يرسمه أبناء الوطن في المشاركة السياسية في أجواء من الديمقراطية وبما هيأته اللجنة العليا للانتخابات من سبل قدرت لها النجاح وساهمت في أن تمر بكل يسر وسهولة.

الجميل في هذه الدورة التسهيلات التي قدمتها اللجنة العليا للانتخابات وهي نتاج الخبرة التراكمية مثل زيادة عدد أيام التصويت إلى أربعة أيام. إذ سبق التصويت الختامي ثلاثة أيام للتصويت المبكر وفتح المجال لمن هم في الخارج للمشاركة في الاقتراع. كذلك زيادة عدد مراكز الاقتراع إلى 36 مركزاً لاختيار 20 عضواً هم نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي من بين نحو 330 مرشحاً، وقد أتيح للناخب الإدلاء بصوته من أي مركز قريب منه.

اللافت في مشاركة الأمس إصرار بعض الأسر على اصطحاب أبنائها معها للتعرف على الانتخابات فتصبح جزءاً من حياتهم اليومية، يعتادون عليها ومن ثم ينتظرون بشوق موعد الانتخابات بل ويتابعون أداء من منحوه صوتهم خلال وجوده تحت القبة لأربع سنوات فيكون تحت مراقبة ومحاسبة الناخب. أعضاء جدد بطبيعة الحال انضموا إلى ركب أعضاء المجلس الوطني الاتحادي بانتظار النصف الآخر الذين يتم تعيينهم من دواوين الحكام ليشكلوا أعضاء المجلس الوطني الاتحادي في مرحلة جديدة تنتظرهم مسؤوليات ومهام جسام، وتحديات جديدة في ظل متغيرات طرأت ومستجدات تتطلب الكثير.

يتطلع الوطن إلى أدوار كبيرة تتجاوز الامتيازات، تصل إلى عمق قضايا الناس وما يهمهم أن يكون مجلساً كبيراً بعطائه، وطنياً بحجم ما يحقق وحدة المواطنين وأحلامهم وأمانيهم.

Email