مهزلة تلفزيونية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس انتقاصاً من عمل فني بعينه يعرض ضمن أعمال شهر رمضان الفضيل الذي ألصق زوراً به كل غث يقدمه المنتجون، عبر إصرارهم على أن تكون هذه الأعمال 30 حلقة تجعل المشاهد يهجر الشاشة ولا يتسمر أمامها.

أقف عند مسلسل »دبي لندن دبي« وبكل حياد أقدم هذه الملاحظات، فالمسلسل مثل غيره لا قصة فيه، ومنذ الحلقة الأولى وحتى الحلقة العاشرة، تدور القصة حول البنت الدلوعة التي تنتظر قدوم الحبيب من لندن لكي ينال شرف الارتباط بها، وأخيراً جاء مصطحباً معه زوجة انجليزية، وكأنها قصة من روايات خمسينيات القرن الماضي.

الصحفي الذي نشر خبراً مفبركاً من الواضح تماماً أنها فقرة تم إقحامها زوراً وبهتاناً، أما طريقة معالجة نشر خبر مفبرك، فإنها مهزلة لا توجد إلا في مخيلة المؤلف، فالصحفي نشر خبراً كاذباً يهز اقتصاد المجتمع لأنه حصل على بطاقتي دعوة للعشاء، وبعد أن هدده صاحب الشركة اعترف الصحفي ونشر تكذيباً في اليوم التالي!

خال الدكتورة الذي يتعرض للمهانة من رفاقه، تصل حد الطعن في شرف بنت أخته لأنها قبلت نشر صورتها في الجريدة، وهذه مهزلة، وهل يعقل ونحن في الألفية الثالثة من يعيب على دكتورة نشر صورتها في الجريدة، هل يعيش هذا المؤلف بيننا أم أنه طلقة من العصر الحجري.

قمة المهازل عندما خلق المؤلف من خياله الواسع شخصية الزوج المتعجرف الذي يعتدي بالضرب المبرح على زوجته وهي مستسلمة لاعتداءاته وإهاناته، وكأننا نعيش في القرون الوسطى، ليس هذا فحسب، بل يزعم مؤلف »دبي لندن دبي« أن هذا الزوج قادر في مجتمع متحضر وفي دولة القانون، دولة الإمارات العربية المتحدة، أن يربط زوجته بسلاسل حديدية ويقفل السلسلة الحديدية بأقفال ثم يرمي بها في حوش البيت تحت الشمس.. أبلغوا هذا المؤلف أن الإمارات لديها أفضل وأقوى قانون للأحوال الشخصية يحمي المرأة الزوجة يكفي لمعاقبة مثل هذا الزوج، وإجراءات تحميها من أي اضطهاد.

أخيرا وحتى عندما انتقل المؤلف بخياله إلى لندن، زعم أن الزوجة الانجليزية التي ارتبط بها الشاب المواطن قد أدمنت الكحول، صدقنا وآمنا بالله، ولكن أن تحمل هذه الزوجة زجاجة الخمر وهي في قمة السكر وتمشي في الشوارع، فهذه بحد ذاتها مهزلة أخرى أتحفنا بها المؤلف، فالقوانين في أوروبا بأكملها تمنع مثل هذه التصرفات بقوة وحزم وتعاقب من يرتكب مثل هذه الحماقة.

Email