رسالة في أغنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يضرب ولم يحرق ولم يشتم، بل عبر عن غضبه بأسلوب بمنتهى الروعة، اختار فيها الكلمات والقيثارة ليوصل عبرهما رسالته ويعبر عما آلمه من إهمال وتجاهل لشكواه، هذا ما فعله مطرب كندي كان في رحلة جوية على متن طائرة أميركية من «هالي فاكس» الكندية إلى «نبراسكا الأميركية».

بعد الوصول وعندما همّ بالنزول من الطائرة، إذا بأحد الركاب يخبره أنهم رموا قيثارته، وعندما نظر إلى القيثارة الملقاة عرفها، وأخبر موظفي شركة الطيران بما رأى، لكن لا أحد اهتم بشكواه.

عندما وصل الفندق وتفقد قيثارته وجدها مكسورة جراء رميها فتقدم بعدة شكاوى، هاتفياً وعبر «إيميلات» ورسائل إلى شركة الطيران يطالبها بمبلغ 1200 دولار، ولكن لم تستوقف شكواه أحدا في الشركة ولم يعرها أحد أي اهتمام خلال 9 أشهر لم تتوقف مطالبته بحقه، إلى أن جاءه الرد برفض إعطائه المبلغ جراء تحطم قيثارته.

لجأ المتضرر إلى أسلوب آخر فقرر عمل أغنية وأنزلها على اليوتيوب تقول كلماتها إن اليونايتد تكسر القيثارات.

كانت النتيجة أن شاهد مقطع الفيديو آلاف الأشخاص فعرضت الشركة على المطرب حذف المقطع مقابل مبلغ مالي، لكنه رفض واستمرت مشاهدة الناس له حتى فاق الـ 14 مليون مشاهد، فضلاً عن قنوات التلفزة والإذاعة التي استضافت المطرب في حوارات ولقاءات، وقدرت خسائر الشركة التي رفضت دفع مبلغ 1200 دولار بـ180 مليون دولار كانخفاض لسعر أسهمها.

أغنية ليس أكثر فعلت ما لم تتمكن رسائل واتصالات فعلها زهاء 9 أشهر، مع إهمال وتجاهل شكوى إنسان بسيط تمكن على طريقته الخاصة من أن يثأر لنفسه ولغيره من المسافرين الذين قطعاً لن يتردد موظفو الشركة من الاستماع لأقل شكوى يتلقونها، بل ودروس قد يستفيد منها الآخرون لئلا يؤول مصيرهم إلى نفس مصير شركة الطيران.

يبقى السؤال: كم من أغنية يستوعبها اليوتيوب لو حاول الناس عندنا في مجالات عدة من اللجوء إلى أسلوب الأغنية، خاصة وأن ما يخسره المرء يفوق في كثير من الأحيان سعر القيثارة.

Email