فرادة ملك

ت + ت - الحجم الطبيعي

برحيل خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تكون الأمتان العربية والإسلامية قد فقدت قامة شامخة في ميزان الزعماء والتاريخ، اولئك الذين اقترن عندهم القول بالفعل، شخصية نذرت نفسها للاسلام ولقضايا الأمة وخدمتها، وتركت اثراً عميقاً في هذا العالم.

القائد العظيم ليس فقيد المملكة العربية السعودية، بل هو فقيد الأمتين العربية والاسلامية، وهو بحق رجل المواقف، رحيله يترك فراغا في المنطقة في وقت أكثر ما تكون فيه بحاجة إلى قائد حكيم وشجاع مثل «بو متعب» الذي يجمع العرب والمسلمون، على فرادة شخصيته، فوق احترام العالم له.

لفقيد الأمة بصمات واضحة ليس على حياة السعوديين وحدهم، وعلى تطوير المملكة وتنمية عصب الحياة فيها، بل امتدت بصماته إلى حياة شعوب الخليج الذي كان الفقيد ملاذها حينما كانت الخطوب تحاصرها أو تشتد بها الأزمات فيسخر ما حباه الله من حكمة وقوة وإرادة وعزيمة وشجاعة وتأثير لتحقيق الأمن والاستقرار لها.

سيرة عطرة طيبة خلفها الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله وغفر له – سيحفظها التاريخ لرجل حكم فعدل فلينم قرير العين، جعل الجنة مثواه ومكانه، وعطاء ممتد ستذكره الأجيال لملك كان متفرداً بين الزعماء والرجال على حد سواء.

عزاء الأمتين العربية والاسلامية في الرحيل هو وجود رجال يكملون المسيرة، ويحملون المسؤولية والأمانة في مرحلة مضطربة وحرجة في التاريخ العربي، ثقة الشعوب كبيرة في خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز.

الملك سلمان بن عبد العزيز رجل دولة، سيواصل بلا شك المسيرة المباركة وسيعبر ببلاده مهما كانت الظروف إلى بر الأمان وهو يحمل إرثا مهما، وعلى عاتقه أمانة كبيرة وبين يديه أيضا مسؤولية ثقيلة، هو على قدر كل ذلك، في ظله وتحت قيادته سيعيش الشعب السعودي الشقيق حياة راغدة وآمنة، ومثله سيكون نصيبا للمحتاجين والفقراء.

سدد الله خطى الملك سلمان بن عبد العزيز، فهو خير خلف لخير سلف.

Email