الإمارات للهوية.. مفخرة وطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

في سبتمبر 2004 تأسست هيئة الإمارات للهوية، وهي هيئة اتحادية مستقلة أنشئت لتنفيذ وتطوير مشروع برنامج السجل السكاني، وتسجيل البيانات الشخصية لكافة السكان في الدولة وحفظها على قواعد بيانات إلكترونية بالتنسيق مع الجهات المختصة، وتسجيل بيانات الإحصاءات الحيوية للسكان وربطها مع البيانات الشخصية.

وإصدار بطاقات هوية تم التعامل بها لدى كافة الجهات، وإنشاء سجل سكاني حديث يساعد على تسهيل الخدمات الحكومية وتوفير المعلومات اللازمة لدعم صنع القرار والتخطيط الاستراتيجي وتخصيص الموارد في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية في البلاد.

البدايات بطبيعة الحال لم تكن سهلة، بل أيضاً ربما لم تكن موفقة، فالمشروع برمته كان جديداً على مجتمعنا، وكثيرون لم يأخذوه على محمل الجد، ولم يستكملوا إجراءات التسجيل في بطاقة الهوية إلا بعد ربط كل المعاملات الحكومية وغيرها بإبراز هذه البطاقة.

والحق أن التواضع لم يكن في إقبال الناس على استخراج البطاقة، بل حتى في أداء الهيئة الذي كان رتيباً للغاية ومملًا، والتسجيل فقط كان يستغرق ساعات طويلة، بل وربما ضاع النهار كله، وقطعاً الشكاوى كانت كثيرة من معوقات العمل في الهيئة، التي لم تكن لها مقار ثابتة تعمل فيها، بل كانت موزعة في كل إمارة على مؤسسات.

من عاصر البدايات المتواضعة، يدرك القفزات الوثابة التي قفزتها هيئة الإمارات للهوية، وكم من الإنجازات التي حققتها خلال سنوات عمرها القصير، وقد أصبحت سرعة الإنجاز والدقة العنوان الأبرز والأجمل لأداء الموظفين والموظفات فيها.

أقف عند مبنى الهيئة في منطقة الرحمانية في الشارقة، فأرى ساعات العمل فيها ممتدة منذ السابعة صباحاً وحتى السابعة مساء، المبنى جميل للغاية، المواقف مؤمنة للمراجعين، المدخل من الخارج ازدان بشجرة الاتحاد، التي تمت زراعتها استجابة لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي، في اليوم الوطني الـ41 عام 2012.

وقد اختارت الهيئة النخلة، وبجانبها شكلت الرقم 43 على تلة صغيرة، احتفالاً بعام جديد في عمر مديد لدولتنا.

أما وقد ولجت إلى الداخل لإنهاء معاملتك، وعملاً بمبدأ الإنسان قبل المكان، يستقبلك الجميع بابتسامة وترحاب وبإرشادك إلى المكان المخصص، الذي أقل ما يمكن وصفه به أنه رائع للغاية، مبنى يستحق فوق الـ5 نجوم، ومثله أداء الموظفات والموظفين أبناء الوطن.

وفي الطريق إلى المكان المخصص لا تستطيع تجاهل صور غير تقليدية لرجال الوطن وقيادات كان لها بالغ الأثر في أن تكون هيئة الإمارات للهوية مفخرة، كل شيء فيها يتسق مع الاسم الذي يحمله والهدف الذي أنشئ من أجله.

Email