الأخلاق قبل الرياضة دائماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أن حلم وصول منتخبنا الوطني إلى نهائي خليجي 22 كان يراود الجميع، وتمنينا بطبيعة الحال الفوز على منتخب السعودية الشقيق، لكن الأداء الجميل لمنتخبنا أنسانا خسارته، بل وصفقنا له رغم الخروج من الدور نصف النهائي..

فهكذا هي الكرة، وعلى يدي هذا المنتخب الشاب ذقنا طعم الفوز والكأس في أكثر من بطولة، ولكن ما ساءنا حقاً في تلك المباراة، هو ما بدر من لاعب منتخبنا الوطني عمر عبد الرحمن، تجاه مدرب المنتخب مهدي علي، الذي اضطر لاستبدال اللاعب بزميل له، ومد له يده مصافحاً يشكره على أدائه، فإذا باللاعب يرفض مصافحة المدرب، على مرأى من الجماهير والإعلام، بل ويدفع يده مرة ثانية وهو يحاول أن يمسح على رأسه.

مشهد سرعان ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، وسط دهشة الجماهير التي أحبت هذا اللاعب الذي كانت أخلاقه تكمل أداءه الرائع، فتربع في القلوب التي اختارت له «عموري» اسماً ولقباً، تدلله به، إلا أن ما كان منه تجاه المدرب الذي نشعر به من خلف الشاشة صديقاً وأخاً للاعبين، موقف لم يستسغه أحد، ولا شك أنه سيؤثر على شعبية اللاعب عمر عبد الرحمن وجماهيريته.

 فمهما كان المرء غضبان من شيء أو غاضباً على أحد أو حزيناً من نتيجة المباراة، لم يكن ينبغي للاعب أن يتصرف هكذا أو يبدر منه هذا السلوك تجاه مدرب المنتخب، ونؤكد أنه مهما كانت جماهير الأبيض تحب اللاعب، فهي أيضا تعشق المدرب وتكن له كل الاحترام والتقدير. والإنسان مهما بلغ، يكبر في عيون معجبيه بأخلاقه وحرصه على أن يكون المثل الطيب.

عمالقة كرة القدم في الإمارات وعموم الخليج، والذين لا تزال الجماهير تتذكرهم وتحب سيرتهم، إنما نالوا ذلك بفعل ما تركوا من بصمات لا تزال نيرة مضيئة. أما شباب اليوم فمهما أطلق الإعلام عليهم من ألقاب، فهم لا يزالون صغارا على مثل هذه التصرفات التي تمثل نقاطا شديدة السواد في مسيرتهم.

لقد أحبت الجماهير اللاعب عمر عبد الرحمن، وتنتظره نجماً لامعاً ساطعاً في سماء الكرة الخليجية، لا رقماً في قائمة تضم لاعبين لا محل لهم من الاحترام. لذا حري بـ«عموري» أن يراجع نفسه ويقيم سلوكه الذي يجب أن يكون امتداده، وألا يكون ما بدر منه سوى زلة، وأن يتخذ من الكبار قدوة يسير على دربهم ومثلاً يقتدي به.

Email