التشخيص يحتاج إلى تشخيص

ت + ت - الحجم الطبيعي

بسلام يرقد الطفل ذو الـ5 سنوات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، وقد تلقى العلاج المناسب لمرضه الذي عجز الأطباء في بعض كبرى المستشفيات عندنا عن تشخيص حالته بدقة، وأجمع معظمهم على أن النتوءات اللحمية التي تخرج من رأسه عبارة عن تلف والتهابات في الأوعية الدموية.

ومع استمرار والديه في البحث عن بارقة أمل تعيد البسمة إلى وجه طفلهم الصغير، الذي أضناه التعب والفحوصات والجري به من مستشفى إلى آخر، تقدم والده بطلب العلاج في الخارج إلى وزارة شؤون الرئاسة التي كانت نعم العون والسند لهذه الأسرة، فما أن اطلعوا على تقرير عن حالة الطفل حتى تلقت الأسرة الموافقة الفورية على طلب السفر للعلاج، بل وسارعوا بالبحث عن مستشفى متخصص في هذه العلاجات في كل مستشفيات الأطفال في معظم الدول المتقدمة، وبالفعل أخبروا الأسرة أن العلاج لمثل هذه الحالات يتوفر في مستشفيين أحدهما في كوريا والآخر في ولاية بنسلفانيا الأميركية.

وكانت النية السفر إلى كوريا لسهولة إجراءات الحصول على التأشيرة، وقد سهلت الوزارة لهم أمر الحجز وترتيب موعد للسفر، إلا أنهم فوجئوا قبيل السفر بأن الجراح الكوري أصيب بحالة نفسية سيئة إثر إجراء عملية جراحية دقيقة في المخ لطفل استغرقت عدة ساعات، وطلب إجازة مدفوعة الأجر لمدة عام حسب القانون الكوري. فكان البديل حجز موعد مع مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، وهناك وبمجرد رؤية التقارير وقبل إجراء أي فحص على الطفل، أخبروهم أن الحالة هي ورم واضح وضوح الشمس. وبالفعل أزيل الورم، وتأكدوا من عدم انتشار أي خلايا سرطانية حول الورم الذي ينتظرون معرفة نوعه، مع رعاية خاصة من المستشفى هناك يلقاها الطفل واهتمام من سفارة الدولة هناك، ويبقى المثير حالة مواطنة شخصها الأطباء هنا أنها مصابة بالسرطان وفي الخارج تبين أنه كيس دهني فوق المبيض يزول بتناول أقراص طبية.

ومع التمنيات للطفل بالصحة والسلامة تطل الأسئلة القديمة المتجددة برأسها حول ضعف التشخيص في مستشفياتنا التي تؤدي إلى أخطاء طبية أو تدهور في صحة المريض ويدخل في متاهات ودهاليز، إن لم يفقد عمره. وحيث إن الشيء بالشيء يذكر نتساءل عن عشرات بل مئات المواطنين الذين يتلقون العلاج في مستشفيات العالم كله، لتصحيح أخطاء طبية وقعت في بعض مستشفياتنا وضعف في التشخيص، فتايلند وحدها على سبيل المثال، فيها 12% فقط حالات مرضية وإصابات والـ88% يصححون أخطاء طبية وسوء تشخيص.. ليصبح واقع التشخيص عندنا حاجته إلى التشخيص.

Email