لفتة »فزاع«

جاءت المباراة الودية في كرة السلة، التي حملت شعار «معاً نتكامل»، وجمعت منتخبنا الوطني لذوي الإعاقة، وفريق اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، على ملعب مجمع ند الشبا الرياضي أول من أمس، ضمن مبادرة: «مجتمعي مكان للجميع.. نحو جعل دبي مدينة صديقة لذوي الإعاقة».

هذا الحدث الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم، لفت الأنظار إليه أكثر، بمشاركة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، وأخيه سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، نزولاً عند واقعهم فعلاً لا قولاً، في لفتة إنسانية نبيلة ورائعة.

الحدث كان مثار اهتمام ولي عهد دبي، فسخر كل السبل والإمكانات، التي تكفل نجاحه، وتوج كل ذلك، بمشاركة سموه وجلوسه على كرسي متحرك، يؤدي المباراة برشاقة، ولياقة عالية، واختار الانضمام إلى المنتخب، وشاركهم اللعب، مقابل فريق أعضاء اللجنة؛ وهم مديرو دوائر دبي.

لم يكتف سمو الشيخ حمدان بتوفير الإمكانات المادية، لإنجاح الحدث المجتمعي، وتوجيه اللجنة بمتابعتها، بل كان أول المشاركين بكل تواضع، لتكون مشاركته دافعاً، يقتدي به الآخرون في الاعتناء بالأشخاص من ذوي الإعاقة، نحو تمكينهم وتأكيد فرص اندماجهم في محيطهم الاجتماعي، وتفعيل مشاركتهم الإيجابية في المجتمع.

سعادة لاعبي منتخب ذوي الإعاقة لكرة السلة، لا شك في أنها كانت كبيرة بقيادة فزاع للفريق، ومشاركة الآخرين في المباراة، في تجربة استثنائية فريدة ورائعة، تحمل في ثناياها رسالة إلى المجتمع بأسره، أن الجميع متساوون في أهميتهم واهتمام القيادة بهم، ولم يتردد سموه في الاستماع إلى اللاعبين، ليتعلم منهم كيفية التعامل مع المقعد المتحرك، وتمرير الكرة وتسديدها.

كانت مشاركة قوية بكل معانيها، انتهت بمخاطبة سموه للأعضاء، مطالباً إياهم بأن يضعوا النجاح دائماً نصب أعينهم، كونهم شركاء في المسؤولية، وفي رفع العلم خفاقاً في المحافل الرياضية الدولية، ليظلوا قدوة لغيرهم في قهر الظروف، ويثبتوا أنهم على قدر المسؤولية.

هذا هو سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، فصدره يتسع للجميع، واهتمامه مكرس لهم، عبر ما يقدمه لكل فئات المجتمع، والوقت الوفير، الذي يمنحه لغيره من يومه المليء والزاخر بالالتزامات. سموه يسهم بفاعلية خدمةً لمجتمعه، ومن فيه، وهو الحاضر بكل جوارحه في مختلف المناسبات.. ومكانه دوماً قلوبنا جميعاً.