حوادث «صلالة» إلى أين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أن أخبار حوادث السير التي يتعرض لها أو يتسبب فيها الإماراتيون، بغض النظر عن الأسباب والمسببات، مؤلمة بكل المقاييس، والجثامين التي تأتينا في توابيت الحزن تخلف شجنا في النفوس لفقد أشخاص ذهبوا فرحا لقضاء إجازة سعيدة، فانقلبت ألما وفجعا وتحولت بيوتهم إلى ساحات عزاء.

ملفات شرطة المرور عندنا تروي حكايات قيادة السيارة بإهمال ورعونة وعدم التقيد بالسرعات المحددة، على طرقات عصرية لا مبرر فيها لوقوع حوادث سير مميتة، فما بالنا بطرقات مزدوجة، وربما غير مضاءة تتطلب مهارة وتركيزا وانتباها أكثر.

ما يحدث في صلالة وربما غيرها، من تعرض الإماراتيين لحوادث سير تذهب فيها أرواحهم وأرواح آخرين لا ذنب لهم، سوى وجودهم في لحظة فاصلة أمام سيارات ربما لم يلتزم من يقودها بأبسط قواعد النظام، يبعث رسالة سلبية للغاية عن تهور بعض الإماراتيين وضربهم بالنظام عرض الحائط، في دول شقيقة تستقبلهم بحب وتفتح لهم أذرعها مرحبة، لكن ليس بالضرورة أن يظل هذا هو الحال مع تزايد حوادث السير وقتل الأبرياء في طرقات أصبحت تسكب دما وفواجع.

 قطعا لن تتردد السلطات هناك في وضع ضوابط تعيد الضبط والربط والنظام إلى الطرقات، وتضع حدا لإهمال البعض، وهذا حقهم ولا لوم عليهم إن عمدوا إلى إجراءات صارمة تتخذ في حق المتهورين الذين يسيئون أدب الضيافة، ويهتكون حرمة الطرقات، ويعرضون سلامتهم وسلامة الآخرين للخطر، وينهون حياتهم وحياة غيرهم.

إيماننا بالقضاء والقدر ليس محل شك، لكن "اعقلها وتوكل على الله"، وما يحدث في صلالة هذا العام يشعرنا كإماراتيين بالحرج أمام الأشقاء وغيرهم، ويرسخ في الأذهان انطباعات سلبية عن شعب مشهود له بالالتزام والاحترام، ولا يحيد عن شعار لا يفارقه أينما كان عاملا بالمثل القائل "يا غريب كن أديب"، وهو محل ترحاب كل الأشقاء والأصدقاء، نتيجة معشر حلو، وقيم لا يتنازل عنها.

لا نريد لأفكار مغلوطة أن تتكرس عن الإماراتيين لدى الآخرين نتيجة تصرفات تبدر من البعض في الشرق أو الغرب، وسلوكيات يمارسها البعض تهدم جسورا من الحب والاحترام، وتقضي على انطباعات طيبة تسكن القلوب.

Email