ياس.. الحلبة الحلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما نرى العالم من حولنا يعج بفوضى عارمة، ويشكو مر الشكوى من آفة الإرهاب، ونرى الأنشطة بمختلف مسمياتها تتقلص وتتراجع، ونرى الظروف المحيطة بنا تكبل الأفكار قبل الأرجل، وتسقط الدول، كبيرها وصغيرها، في دوامة من التوهان، نقدم نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة، بفضل الله عز وجل ثم بفضل قيادتنا الرشيدة، دروساً للغير في كل شيء، في الأفكار وفي التنظيم وفي احترام الجنس البشري، بكل جنسياته وأجناسه وألوانه وطوائفه، نعطي كل ذي حق حقه، بشهادة الآخرين وليس بشهادتنا.

عندما تلفظ الأرض أبناءها، ويهرب المرء من وطنه، باتت أرض زايد الخير قبلة للطامحين والباحثين عن العيش السعيد، دون منغصات الخوف من المجهول، باتت دولتنا مرتعاً هانئاً لعاشقي الحياة المتطلعين لغد أفضل، هذه ليست مبالغة فكل ما سردته سابقاً أكدته «ياس»، هذه الجزيرة الحالمة التي احتضنت بين جنباتها عشرات الآلاف من الرياضيين والمتتبعين وكبار المسؤولين من مختلف أقطار العالم، ليعيشوا لحظات لم تعد سانحة في أي مكان ولأي أحد، هنا استشعروا الأمان الحقيقي، واستظلوا بمظلة الأمن فكانت الجولة الختامية لبطولة العالم للفورمولا واحد، ليلة من حكايات ألف ليلة وليلة.

عشرات الآلاف احتشدوا في حلبة ياس، في مدرجاتها وفي جنباتها، ليتابعوا نجوم العالم وهم يقودون سياراتهم ذات الأصوات المميزة، بغية تسجيل الانتصار المنتظر في حلبة «الليل والنهار»، البريطاني لويس هاملتون والألمانيان روزنبرغ وفيتيل والعشرات غيرهم من السائقين قدموا كل ما لديهم بغية الحصول على لقب «طيران الاتحاد» في هذه الجولة الختامية الحلم، هاملتون الذي حسم اللقب العالمي مبكراً أبى إلا أن يكون منافساً قوياً حتى ينعم بالصعود لمنصة «ياس» فهي مختلفة عن كل المنصات بحسب تعبيره.

بعد سنوات قليلة جداً، في حسابات الزمن، قطعت حلبة ياس الكثير من المسافات واختصرت الزمن، وتفوقت على مثيلاتها من الحلبات التي أكلمت في هذا المجلات عشرات السنين، بل وتجاوزت أمهات هذه الرياضة، بفضل الإتقان الكبير في التنظيم والإبداع في الاستضافة، فلم يترك القائمون على هذه الحلبة والمنظمون لهذه الجولة شيئاً للصدفة، والجميل أن تتحقق هذه الإنجازات من سنة إلى أخرى بسواعد إماراتية أبهرت الحضور وأبهرت القادمين من تلك الدول التي تعتبر مهد رياضة سباقات الفورمولا واحد.

قد يعتبرها البعض معجزة، وقد يعتبرها البعض شيئاً خرافياً، ولكن نحن في الإمارات نجد أن ما تم ما هو إلا شيء قليل، من إبداعات شعب غرس فيه قادته حب الابتكار وحب التميز.

صافرة أخيرة..

الأمن والأمان نعمة حبانا الله بها، فعم خيرها الجميع، فاللهم لكل الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

Email